مهندسة مصرية شابة تنشئ مكتب هندسة افتراضيا رائدا
دشنته منذ 6 سنوات بعد مشاهدتها برنامج أوبرا وينفري
«عبر الإنترنت .. نعم نستطيع» شعار رفعته فتاة مصرية راودتها فكرة العمل من المنزل لتشق بنفسها طريق النجاح، واستطاعت بحماستها الغضة أن تدشن أول مكتب هندسي افتراضي «آركي ميكر»، متخصص في التصميمات الهندسية، ويعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط في تقديم خدمة حساب الكميات.
حصلت نيرمين بليغ على بكالوريوس الهندسة المعمارية، ومرت لاحقا بالعديد من الدورات الدراسية في البناء والتصميم وكيفية إدارة العمل وتطويره.
ثم اكتسبت خبرة بعد عملها مع مكاتب استشارية كبرى، مكنتها من الاحتكاك المباشر بتصاميم متنوعة في بلدان عربية وأوروبية، كما قدمت خدمات استشارية في أكثر من منتدى هندسي مختص بالعمارة والبناء.
تعتز نيرمين (26 سنة) بأن مكتبها الافتراضي يعد أول مكتب يقدم خدمة حساب الكميات، التي تقدمها فقط شركات باكستانية أو بريطانية في الخارج، ويعني هذا حساب كميات مواد البناء اللازمة لإنشاء المنزل بالأرقام والأسعار.
وهو أمر لقي إقبالا كبيرا من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج.
وهي تقدم إضافة إلى ذلك خدمات أخرى معمارية وإنشائية وإلكتروميكانيكية وديكورية. حول الفكرة وكيفية تقبل العملاء لها، قالت نيرمين شارحة: «تحمست للفكرة بعد مشاهدتي إحدى حلقات أوبرا وينفري عن سيدات أعمال بدأن أعمالهن من البيت، ثم توسعن في العمل وحققن نجاحات كبرى، فقررت بعدها أن أعمل من المنزل، ودشنت المكتب الهندسي الإلكتروني في يونيو 2005، ومكنني ذلك من العمل سواء في المنزل أو في أي مكان آخر».
وأضافت: «وجدت في البداية تخوفا وتشككا من بعض العملاء حول جديتي، وانتهز بعضهم الفرصة ليتهربوا من دفع مقابل العمل، لقلة تقبلهم الفكرة واعتبارها غريبة، كما أنني لم أكن ملمة بقانون التجارة الإلكترونية، ولذا اليوم كل المراسلات والمحادثات مع العملاء مسجلة ومحفوظة لدينا لحفظ حقنا وحق العميل».
كذلك أسست نيرمين «غروب» على موقع «الفيس بوك»، مشيرة إلى أنه أضاف للمكتب الكثير لأنه موقع مكنها من تحديث أخبار المكتب الهندسي.
وعن الصعوبات والعقبات التي اعترضت طريقها في البداية، قالت: «واجهت مشكلات كثيرة أولاها رفض المهندسين التعاون معي لضعف اقتناعهم بنجاح الفكرة معتبرين أنها بلا مستقبل، لكنني مع الوقت استطعت تكوين فريق قوامه 10 مهندسين، يعمل كل منهم وفق تخصصه، فهناك من يهتم بخدمة العملاء والتواصل المباشر معهم، وهناك قسم للتصميم، وآخر للإخراج».
وعن كيفية تعامل المكتب الافتراضي مع العملاء وتفهم متطلباتهم، أوضحت نيرمين أن المكتب يتعامل عبر الإنترنت رافعا شعارا واضحا «عبر الإنترنت .. نعم نستطيع» أو «Via internet, yes we can»، ويحاول المكتب استغلال تكنولوجيا الإنترنت والتواصل لصالحه وصالح العميل، للتعرف على متطلبات ورغبات العملاء عبر برامج إلكترونية تساعد على ذلك.
وتابعت: «حقوق العميل محفوظة، والمكتب يلتزم بكل ما تم الاتفاق عليه حرفيا، وهذا الأمر يتطلب مني التعامل بهدوء وببساطه لكسب ثقته، حتى يشعر بأهميته وأهمية تصميمه، وفي مرحلة ما يحس أن فريق العمل من أصدقائه المفضلين الذين يلجأ إليهم في كل استشاراته.
فغايتنا ليست الكسب فقط بل التميز والسعي لإرضاء من يتعامل معنا داخل مصر أو خارجها.
والمهندس المتميز هو مَن يقبل التحدي ويستطيع تقديم خدمة مميزة للعميل بدون أن يقابله وجها لوجه».
من جهة ثانية، ترى نيرمين أن بمقدور ربة المنزل الحصول على تصميم جديد لمنزلها وبتكاليف معقولة، فهي في الأصل مهندسة بارعة تهتم بأدق تفاصيل الديكور في منزلها بشكل عام.
كما تستطيع ربة المنزل التفكير باختيار تصميم وما عليها إلا أن تستوعب العلاقات بين الفراغات، وسيساعدها في ذلك الاطلاع على تصاميم عديدة، وفي النهاية استشارة الخبير المتخصص حول الأفضل لمنزلها.
وتنصح ربات البيوت باتباع إحساسهن لما يناسب المنزل من ديكور، وتحاشي اللهاث وراء التقاليع والموضة.
وفي المقابل، تشير نيرمين إلى أن أغلب عملاء المكتب من الرجال، سواء كانوا أفرادا أو أصحاب مكاتب أو شركات، كما أن أغلب الرغبات في تصاميم الديكور تتجه إلى «الاستايل» يليه «المودرن».
وهي تنتقد تسرع بعض الأزواج الجدد في اختيار ألوان الجدران قبل شراء أثاث المنزل، مذكرة بأن أهم شيء هو أن تتفق العروس مع عريسها على الملامح الأساسية للديكور والألوان التي يفضلها كل منهما.
وتنصح باختيار الألوان التي تناسب مختلف ألوان الأثاث والستائر، مثل الأشهب (البيج) والأبيض والرمادي والسكري (الأوف وايت)؛ لأن هذه الألوان تقبل أن تمتزج بأكثر من لون آخر، وهناك ألوان الباستل الهادئة التي تعطي انطباع الدفء بالبيت وتقبل الألوان الأخرى.
وحول نطاق أعمالها، تقول نيرمين بليغ إن المكتب الافتراضي، بعد مرور 6 سنوات على تدشينه، يتعاون مع معظم دول الخليج، وهي تحاول دخول السوق الأوروبية، مضيفة: «إن مجالات عملنا مفتوحة ومتسعة ومتشعبة في كل مكان على وجه الأرض، ففي البداية تعاونا مع أكثر من مكتب قمنا من خلاله بالتعامل مع أكثر من بلد عربي.
ومن خلال المنتديات، مثل منتدى بيوت ومنتدى البناء الحديث ومنتدى مستشارك للبناء، حصلنا على ثقة العملاء رويدا رويدا.
ثم شاركنا في الأعمال التنفيذية والكهربائية لمصانع الأتراك في برج العرب بالإسكندرية، وصممنا العديد من الفيلات والقصور في المملكة العربية السعودية والسودان ومصر وليبيا.
أما بالنسبة للمستشفيات فتعاونا مع مكاتب في الأعمال التنفيذية للعديد من المستشفيات سواء حكومية في السعودية أو خاصة في مصر، هذا فضلا عن تصميم العديد من المساجد ودور الأيتام والقرى السياحية، وبالنسبة لقطاع الفنادق تعاونا مع مكاتب أخرى في تصميم العديد من الفنادق في كل من السعودية ومصر».