«عجائب الحلوى السبع» .. شوكولاته للاستنشاق .. ونستلة مهدئة للأعصاب
خاص الجمال - وائل نجيب
من «عجائب الحلوى السبع» في المعرض الدولي للحلوى في كولون، أنه صار بوسع الإنسان استنشاق الشوكولاته كما كان يستنشق السعوط، أو كما يفعل ذلك الذين يعانون من الربو أو السكري.
وكان تعليق صحيفة «تاتس»، المقربة من حزب الخضر، طريفا على الموضوع حينما تصورت لف الشوكولاته المطحونة مع التبغ مثل لف السجائر.
وتساءلت الجريدة ما إذا كان مستقبل الشوكولاته سيتيح للمهووسين بها تناولها بحقنة قابلة للاستعمال لمرة واحدة.
وعلى أي حال فالعجائب السبع تشمل أيضا الملبس بعطر «ماء الكولونيا»، الشوكولاته المضادة للتوتر النفسي، الشوكولاته الخافضة للكوليسترول، الحلوى المصنوعة من شجرة «خبز القرود»، شوكولاته الذائقة الموسيقية والسوشي الياباني الحلو. وذكرت إدارة المعرض أنها اشتقت «عجائب الحلوى السبع» من القواعد الذهبية السبع التي وضعها قطاع إنتاج الشوكولاته.
وهي: علم طفلك ثقافة أكل الشوكولاته مبكرا، ضع حدا لكميات الشوكولاته التي تتناولها يوميا، لا تأكل الحلويات قبل النوم، النوعية قبل الكمية، الشوكولاته تحسن المزاج فلا تنسها، كاكاو وحليب أكثر، سكر ودهون مشبعة أقل.
تستعرض 1503 شركات من 66 بلدا هذا العام حلوياتها على قاعات المعرض الـ14 على نهر الراين، بينها 8 دول عربية هي المملكة العربية السعودية ومصر وسورية وتونس والمغرب والأردن والإمارات العربية المتحدة وعمان.
ومن المتوقع أن يجتذب المعرض أكثر من 200 ألف زائر، بينهم 33 ألف زائر، يخصص كل منهم مبلغ 25 يورو، لتجربة مختلف أنواع الحلوى الجديدة.
وكما في المعرض السابق كانت الميول نحو المنتجات البيئية، والصحية والكثير الكثير من الخلطات الجديدة، هي السائدة في المعرض. إذ يحاول القطاع باستمرار تحسين سمعة الشوكولاته، المتهمة بالتسبب في البدانة وتسوس الأسنان وارتفاع الكوليسترول، عن طريق المنتجات قليلة الدهن، المضادة للكوليسترول، بل وحتى المنظفة للأسنان والمقاومة للتسوس.
فتحدثت شركة «شتولفيرك» الألمانية المعروفة عن جيل جديد من الشوكولاته والحلوى استخدم فيها سكر جديد يحمي الأسنان من التسوس، وبالتالي يخاطب الأطفال أكثر مما يخاطب البالغين.
وذكرت ممثلة الشركة اوته هافنر أن المنتجات الجديدة تحمل اسم «البيا» (Alpia) ونالت سلفا علامة طبية تدل على جدية مقاومتها لتسوس الأسنان.
وتم إنتاج الحلوى بأشكال جديدة من هذا السكر، بينها الشوكولاته المسطحة (100غرام)، شوكو - الدببة، «الشوكو الصيدلانية» (أبوتيكر شوكو)، والملبس والمارزيبان.
وكانت «شتولفيرك» عرضت عام 2007 شوكولاته «بوربور» التي يفترض أن تحفز نشاط الخلايا السنجابية في الدماغ وترفع بالتالي معدل الذكاء (هذا سبب وضع مختصرIQ في اسمها).
وتقول شركة «شتولفيرك» أن الشوكولاته تحتوى على نسبة 3 في المائة كاكاو بدلا من نسبة 1 في المائة المعتادة، وأنها تباع في الصيدليات.
وفي القاعة 3 استعرضت شركة «مارس» الشهيرة نتائج أبحاثها الصحية لأول مرة في طرق خفض مخاطر الشوكولاته على الكوليسترول والبدانة.
وهكذا، بعد «نستلة مارس» الخاصة بمرضى السكري، خرجت علينا الشركة الآن بالشوكولاته التي تحتوي أقل ما يمكن من الدهون المشبعة المتهمة بالتسبب في هذه الأمراض.
وذكرت مصادر الشركة أن خبراءها عملوا 40 ألف ساعة على مدى 5 سنوات، وفي مشروع فاقت تكلفته 10 ملايين يورو، من أجل خفض نسبة الدهون المشبعة في النستلة بنسبة 50 في المائة وجعلها حاليا بمستوى يقل عن 15 في المائة.
علما بأن الطب ينصح بأن لا تتعدى حصة الدهون المشبعة، من مجموعة الطاقة اليومية التي يتلقاها الإنسان، نسبة 10 في المائة، وهو ما لا يتحقق في معظم وجبات الغذاء الحلوة وغيرها.
تشير إحصائية المعرض إلى أن استهلاك الألمان للشوكولاته لم ينخفض رغم الأزمة الاقتصادية الدولية وزيادة الأسعار.
واستهلك الألماني في العام الماضي 30.12 كغم من الشوكولاته كمعدل، بمعنى أنه خصص 118.83 يورو خلال العام للتمتع بتناول الحلوى.
وسجلت مبيعات الشوكولاته عام 2006 رقما قياسيا بلغ 3.57 مليون طن، إلا أن الزيادة فسرت آنذاك على أساس تحسن مزاج الجمهور خلال مونديال كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا في ذلك العام.
أظهر كثير من الزوار، وخصوصا من غير المدخنين، حذرا ظاهرا في تجربة الشوكولاته المخصصة للاستنشاق. فهناك محاذير من ترسب الشوكولاته في الرئتين رغم تطمينات شركة «لي ويف» الفرنسية التي أنتجتها.
وذكر جيرد شتالزج، من جناح الشركة لـ«الشرق الأوسط» أن الفكرة من ابتكار البروفسور ديفي ادواردز، من جامعة هارفارد الأميركية، ولا مخاطر فيها.
ووصف شتالزج الفكرة بأنها «ثورة» في عالم الشوكولاته، فمسحوق الشوكولاته خافض أيضا للكوليسترول، وأن الحذر منه سيزول سريعا.
وتبدو علبة استنشاق الشوكولاته مثل اسطوانة استنشاق عقار معالجة الربو إلا أنه أكبر بقليل من قلم أحمر الشفايف.
واسطوانة الشوكولاته مرفقة بها ويمكن الحصول عليها بطعم النعناع أو الكرز أو المانجو.
سعر العلبة 10 يوروات وسعر الاسطوانة (العبوة) 3 يوروات.
وإذ احتلت سويسرا هذا العام قلب المعرض، بمناسبة مرور 40 سنة على انطلاقة المعرض، فإنها قدمت أيضا ما هو جديد في عالم الشوكولاته الطبية.
فقد استخدم السويسريون نبتة «استيفيا» الحلوة بدل السكر في صناعة الشوكولاته، وبالتالي فقد طرحوا بديلا جديدا للمعانين من السكري.
ونبتة «استيفيا» تعيش في باراغواي والبرازيل، حلوة المذاق جدا، لكنها خالية من السكر، وبالتالي فإنها لا تمنح الجسد أي سعرات حرارية. وتنفرد سويسرا بهذا الإنتاج لأن الاتحاد الأوروبي لم يجز هذه النبتة كبديل للسكر بعد.
وثمار شجرة «خبز القرود»، التي تعيش في أفريقيا، غير مجازة أيضا من قبل قوانين الأغذية في الاتحاد الأوروبي وانفرد السويسريون لهذا السبب بعرض أول بسكويت وقطع حلوى منتجة من هذه الثمار التي يقال إنها صحية جدا.
وعرضت «بروكر» شوكولاته سويسرية ضد التوتر النفسي، وسبق لمجلة «الطبيب الألماني» أن نوهت إلى فعالية هذا «العقار» الجديد.
وتباع هذه الشوكولاته في الصيدليات وتكفي ملعقتان منها مع الماء الحار لمعالجة حالات التوتر البسيطة، وربما 4 ملاعق أو أكثر لتهدئة من يعاني من توتر نفسي شديد.
وتعتبر سويسرا أول مصدر للشوكولاته في العالم حيث بدأت شركات صنع الشوكولاته بغزو أسواق العالم عام 1900 بمنتجاتها.
وخصصت سويسرا منذ البداية ثلثي إنتاجها من الحلوى للتصدير، وتصدر آلاف الأطنان سنويا إلى ألمانيا.
شركة «مولنز» الكولونية، التي تشتهر بإنتاج أقدم عطور العالم وهو «ماء الكولونيا 4711»، جذبت الزوار هذا العام بفضل قطع الشوكولاته والملبس المحشوة بالعطر.
إلا أن الشركة تركت إنتاج الحلوى إلى شركة «ليبشتادت» مع رعايتها للمنتج الجديد.
ومعروف أن ماء الكولونيا كان يباع أيضا لمعالجة آلام المعدة ووقف السعال وتحسين الشهية، إلا أن شركة «مولنز» تخلت عن بيع ماء الكولونيا كعقار بعد صدور قوانين الرقابة على الأدوية.
وتحتوي شوكولاته ماء الكولونيا على دهون صينية، ماء الورد، وماء النعناع، وعصير البرتقال، وعصير الليمون.
وإذا كان السويسرين «سرقوا» أشجار أميركا الجنوبية وأفريقيا فإن البلجيكيين سبقوا اليابانيين وقدموا في معرض هذا العام أول حلوى «سوشي» يابانية. ومنحت شركة «باور انلينميتد» السوشي طعم المانغو وجوز الهند والأناناس والزنجبيل.
وبالنظر للانتشار الكبير لظاهرة الوشوم، وانتشارها على أجساد ثلث الأوروبيين، فقد عرضت نفس الشركة شريحة ملونة بطعم الفاكهة تلتصق على اللسان وتترك وشما عليه، الطعم يتسرب في الفم إلى أن يزول الوشم من على اللسان.
ومن لا يؤمن بالطب يمكن أن يؤمن بقوة السحر لأن شركة من البرازيل طرحت قطع الشوكولاته بأشكال أيقونات تجلب الحظ والسعادة.
والإيطاليون من شركة «ميسوري» كانوا وراء طرح «الشوكو برغر»، وهي سندويش محشو بالشوكولاته المطعمة بالأناناس والحليب والجزر والجوز، مع شيء من الكاري الهندي، في حين صنعت «الخبزة» الخارجية من مسحوق الحنطة والشعير.
مع ملاحظة أن إحدى العجائب السبع كانت ألمانية من شركة «دراغي» وتمثلت في شوكولاته الرقص، التي يفترض أن تحسن مزاج الشباب في المراقص وتدفعهم للمزيد من القفز والتمايل على إيقاعات الموسيقى.
وأعدت الشركة خلطة شوكولاته مناسبة لكل نوع من الموسيقى، فهناك الحلوى المناسبة لموسيقى الروك، وأخرى للفالس وثالثة للهارد روك.. إلخ.
والمهم أيضا أنه يمكن لشاري الشوكولاته الراقصة أن يحقق بعض «المكاسب» لأن الشركة خبأت في قطع الحلوى أرقاما سرية تتيح للشاب أو الشابة استخدامها على الإنترنت لتحميل الموسيقى التي يرغب فيها وتتلاءم مع نوع الشوكولاته التي تمتع بأكلها.
الجديد على المستوى العالمي جاء هذا العام من هامبورغ بشكل مسحوق كولا.
وقدمت هذا النوع الجديد من المشروب شركة «كولا ريبيل Cola Rebel»، التي تعلن «العصيان» على الكولا التقليدية، وسبق لها أن عرضت قبل سنتين «أحرّ» كولا في العالم بعد أن أضافت للمرطب بعض البهارات الهندية.
وكل ما يلمع في جناح شركة «ديلافي» هو من الذهب بالتأكيد، لأن الشركة تتخصص منذ عدة سنوات بتغليف منتجاتها من الحلوى بورق من الذهب.
وتضمن الشركة الورق على أنه ذهب 23 قيراط، ويمكن تجميعه وبيعه لاحقا، أو تناوله مع الشوكولاته لأنه قابل للأكل ويذوب في المعدة بسهولة.
وشاعت أكثر في معرض الحلوى 2010 ظاهرة استخدام المشاهير الألمان في عرض الحلوى التي تحمل أسماءهم.
وبعد بسكوت «الأمير»، الذي ينشر دعايته لاعب كرة القدم الدولي لوكاس بودولسكي، الملقب بالـ«برنس»، ظهرت شوكولاته عارضة الأزياء هايدي كلوم، وبسكوت الكوميدي ديرك باخ، وشوكولاته راينر كالموند، رئيس نادي باير ليفركوزن السابق.
ومعروف عن كالموند، أو «دون كالي» السمين، عدا عن روحه المرحة، أنه نجح بخفض وزنة أكثر من 30 كغم خلال الشهرين الماضيين كي ينافس رشاقة هايدي كلوم في المعرض.
وعلى أي حال، يمكن لمن لم يشبع من أكل ومشاهدة أنواع الشوكولاته في المعرض الدولي، أن يعبر الجسر إلى الجهة اليسرى من نهر الراين كي يكمل جولته في متحف الشوكولاته.