التسعينات .. عنوان أناقة الربيع والخريف لهذا العام
في عالم الموضة، يبقى الماضي هو الحاضر والمستقبل. فهو على ما يبدو الأساس الذي يعودون إليه دائما لينسجوا منه حريرا وجمالا، وبالتالي لن نتوقع منهم أن يتوقفوا على الغرف منه أو العودة بنا إلى إحدى حقبه هذا الموسم. فبعد الثمانينات التي كانت حاضرة بقوة في عام 2009، وتجسدت في الأكتاف العريضة والبارزة والألوان البراقة وبنطلون الليكرا الضيق، ها هي حقبة التسعينات تزحزحها عن مكانها لتتصدر تشكيلات الربيع والصيف القادمين.
وهذا يعني أنه إذا سنحت لك أي فرصة لاقتناص أي من التصميمات المستوحاة من ملابس الرياضة أو أسلوب «الجرانج» خلال موسم التنزيلات، فلا تترددي على شرائها.
لكن ما يجب أن تنتبهي إليه هنا أن «الجرانج» يطل علينا هذا الربيع والصيف مطعما بجرعات مركزة من الأنوثة والإثارة مثل تلك التي رأيناها في عروض كل من ألكسندر وانج أو بالنسياجا أو «جوتشي» أو «مارني» بل وحتى في عرض ملك الإثارة روبرتو كافالي من خلال استعماله الطبقات المتعددة.
من تأثيرات التسعينات: الأحذية ذات الكعوب المدببة لكن بعلو متوسط.
- الكعوب العالية:
بعد سنوات من تأثير شخصية كاري علينا، وهي لمن لا يتذكر الاسم، الشخصية التي لعبت دورها سارة جيسيكا باركر في سلسلة «سيكس آند ذي سيتي» وباعت لنا الكعوب العالية وأحذية البلاتفورم، بدأت الكعوب المتوسطة التي اقتصرت طويلا على السياسيات والخمسينات تنافسها قوة. فقد رأيناها منسقة مع أزياء بتصميمات هندسية محددة ورائعة، مثلما هو الحال في عرض دار «ميسوني» وعرض «لوي فيتون».
في هذا الأخير جاءت على شكل قباقب مزينة بالريش، أما في دار «مارني» فجاءت على شكل أحذية قريبة من تلك التي تلبسها الممرضات لكنها فيما عدا ذلك تميزت بأنوثة متزنة -
- البنطلون القصير:
في الموسمين القادمين، انسي بنطلون الليكرا الضيق واستعيضي عنه بالبنطلون القصير أو «الشورت»، الذي ظهر ضيقا في عرض أرماني تحت فساتين الكوكتيل، وواسعا في عرض «مارني» بل ونسق مع بنطلونات ليكرا تبدو وكأنها جوارب سميكة.
وحتى في عرض دونا كاران كان قويا حيث تم تنسيقه مع كل القطع. لكن القاعدة الذهبية أنه، مثل بنطلونات الليكرا الضيقة، لا يمكنك ارتداؤه لوحده بل مع تنورة أو فستان أو «تي - شيرت» طويل وجاكيت.
- الدبوس:
وصل إلى أقصى مجده في عام 1994 عندما ظهرت نجمة مغمورة هي إليزابيث هيرلي في فستان من تصميم فرساتشي مشبوك بمجموعة من الدبابيس من الجوانب.
غني عن القول أن هيرلي حينها غطت على خطيبها السابق هيو غرانت وسرقت الأضواء منه، لتشتهر منذ ذلك التاريخ، ربما ليس كممثلة بل كعارضة. كما دخل فستانها هذا تاريخ الفساتين الأيقونية.
لربيع وصيف 2010 تعود دار «فرساتشي» إلى الدبوس في محاولة للحصول على نسبة ولو قليلة من مجدها السابق، في مجموعتها «فيرسيس» التي صممها البريطاني كريستوفر كاين، الذي استعمل فيها دبابيس بشتى الألوان والأحجام سواء في الأحذية أو حقائب اليد أو الأزياء.
- أسلوب «الجرانج»:
في بداية التسعينات، لم يفقد المصمم مارك جايكوبس وظيفته مع دار «إيليس بيري» فحسب، بل كاد أن يفقد سمعته ومصداقيته أيضا، والسبب مجموعة أطلقها بأسلوب «الجرانج» لم تلق الرضا حينها.
لحسن حظ جايكوبس، أن الأمور تغيرت لصالحه وحصل على وظيفة مصمم فني لدار لوي فيتون، لينسى العالم محاولته «الجرانجية».
إلا أن مارك لم ينس، فقد بقي هذا الأسلوب حيا بداخله وكأنه وسواس يطل على السطح بين الفينة والأخرى. وهذا ما رأيناه إلى حد ما في تشكيلته للربيع والصيف، من خلال تنسيقه قطعا متعددة على شكل طبقات، وأيضا من خلال الإكسسوارات، بما فيها الحقائب الضخمة المتدلية من على الظهر أو الجانب حتى تكاد تلامس الركبة أحيانا بشراشيبها وفروها الذي يأخذ شكل ذيل حصان أحيانا.
- الطبقات المتعددة:
وهي موضة ولدت من رحم أسلوب «الجرانج» وكان مارك جايكوبس أكثر من أسهب فيها، لكن مصمم الأزياء المثيرة روبرتو كافالي هو الآخر وقع تحت سحرها، حيث قدم لنا مجموعة من الفساتين المطبعة بالورود فوق بنطلونات، كذلك الأمر بالنسبة لدار «مارني» التي قدمت قمصانا مفتوحة تبدو من تحتها «تي - شيرتات» من القطن أو الحرير وبنطلونات ضيقة.
الألوان الصارخة:
من الفساتين إلى الأساور والقلادات، يبدو أن الألوان المتوهجة ستكون بديلا أنيقا لألوان الباستيل الهادئة.
دار «بلومارين» أتحفتنا بفساتين متوهجة، والمصممة دايان فون فورستنبورغ جادت بالكثير من الأساور، ودار «بالنسياجا» ببنطلونات ضيقة من الجلد بالأصفر أو الأخضر أو البرتقالي بدرجات فاقعة من شأنها أن توقف حركة السير في ظلام الليل.
في خطه الخاص «مارك باي مارك جايكوبس» نسق المصمم النيويوركي من هذه الدرجات حيث نسق الأزرق مع الأخضر والأحمر، والبنفسجي مع الأصفر وهكذا.