كيف تصبح أكثر تفاؤلا من خلال تغيير نظرتك إلي العالم؟
خاص الجمال - عمرو لبيب
"دوام السعادة" هو المصطلح الذي يستخدمه مارتن سليجمان لوصف نوعية أساسية يضعها أمام عينيه، وهي وجود الثقة في المستقبل، هذا الطبيب النفسي الأميركي عمل لسنوات في مجال علم النفس الإيجابي، أو فن السعادة.
- فن الشعور بالتفائل:
ملاحظته هي أن أنجح الناس في حياتهم هم أيضا الأكثر تفاؤلا، والتفاؤل يتألف من عدة جوانب مختلفة أي منها يعتبر وسيلة لفهم العالم، ويعتقد بعض الناس المتفائلين جدا أن العالم جيد بالنسبة لهم، حتى عندما يواجهون مشكلة ما، فإنهم يعتقدون يقينا أن هذه المشكلة عابرة.
وهناك شخص يبدو غاضبا جدا إزاء موقف ما ويبدو في حالة مزاجية سيئة، ربما لأنه علم بعض الأخبار السيئة، وشخص آخر في نفس الموقف يفكر بطريقة مختلفة ولا يسيطر عليه نفس الشعور بالغضب، سوف تلحظ على الفور أن رؤيتهما للعالم مختلفة.
وربما تلاحظ أن هناك نوع من الموظفين في إحدي دوائر العمل يري أن رئيسه في العمل شخص عصبي المزاج ويصعب التعايش معه، في حين ينظر إليه البعض الآخر علي أنه يتمتع بالفكر الجيد والقيادة الحكيمة، وهناك من يري أنه رجل جيد لكنه يبدو من الوهلة الأولي سيئا، ومن هنا نجد أن هناك متفائلون وهناك متشائون.
- غير نظرتك للعالم:
ما الفائدة من ملاحظة الاختلاف في ردود الفعل إزاء أحداث الحياة؟
هذه الأفكار والاختلافات في ردود الأفعال تشكل مزاجنا وطاقاتنا للمضي قدما نحو تحقيق أهدافنا وأحلامنا، وهكذا كلما كنت أكثر تفاؤلا في نظرتك للحياة، كلما كان لديك المزيد من الطاقة والمرح والنجاح.
ومع ذلك فمن الممكن تغيير العقلية السلبية، وهذا لن يتحقق عبر وصفة سحرية ولكن عن طريق تحديد ردود الفعل السلبية بطريقة شاملة داخل نفسك، وقد نجد القليل منا متشائما تماما أو متفائلا تماما، يمكنك أن تكون متفائلا جدا في العمل ومتشائما مع أطفالك، أو العكس.
لذلك ركز جيدا في تصرفاتك وانتبه للآتي:
1- ابدأ أولا بتحديد أي المجالات تكون فيها أكثر تشاؤما.
2- مراقبة ردود أفعالك الداخلية أمام عقبة أو مشكلة.
3- إذا كنت تعتقد أن الصعوبة سوف تستمر إلى الأبد، يمكنك تحسين الحوار الداخلي وجعله مثيرا بدلا من ترك نفسك تغوص في بحور التشاؤم.
4- عندما تواجه مشكلة صغيرة، فتميل إلي التعميم، حاول تغيير سجلاتك وإيجاد فكر واقعي وقم بحصر المشكلة على ما هي عليه.
فإذا خسر فريقك الرياضي علي سبيل المثال، بدلا من التفكير بأنه حقا ليس جيدا، قل: اليوم لم نكن لائقين بدرجة كافية، أو أننا لم نعمل علي هذه الاستراتيجية بما يكفي، وسوف تشعر بالفرق.
وإذا كنت تعتقد أن طفلك لن يفعل أي شيء في المدرسة فالأمر يختلف جدا عن اعتقادك بأنه كان قلقا للغاية، وهذا ما أدى إلى نسيان واجبه على الطاولة، فإذا كنت تعتقد أن هذا الطفل لن يحقق شيئا تدريجيا، يمكنك أن تنجح في تحسين مستواك في التفاؤل.
في البداية سيكون عملا شاقا، ولكن سرعان ما ستشعر بالفوائد، وأيضا سيستفيد من حولك، لأنه إذا كان التشاؤم يمكن أن يكون معديا، فالتفاؤل أيضا كذلك.
يمكنك أيضا تشجيع أصدقائك لإسقاط التعميمات السلبية وعقد التنافس ليصبح أيضا من حولك أكثر تفاؤلا.