بحث علمي يشكك في فائدة تقسيم الغذاء في 5 وجبات صغيرة
منذ عقود وعلماء التغذية والأطباء ينصحون الناس بالتغذية الصحية القائمة على تقسيم الأكل إلى خمس وجبات صغيرة بدلا من الوجبات التقليدية الثلاث، لكن لدى العلماء السويسريين ما يكفي من أسباب للاعتقاد بأن ذلك قد يؤدي إلى عكس المطلوب.
بل إن وصية الوجبات الخمس تعني تقليل الحركة، البدانة، كما ترفع مخاطر الإصابة بالسكري.
وكتب الباحثون السويسريون من جامعة زيوريخ الطبية في مجلة «الطبيب الألماني» أن الجسم البشري الطبيعي بحاجة إلى الجوع كي يعمل على أكمل صورة، وهذا يعني أن زيادة عدد الوجبات من ثلاث إلى خمس يعني إشباع حاجة الجسد ودفعه لخزن المزيد من الطاقة والشحوم.
تغدَّ كالملوك
وقال البروفسور أندرياس شتوفل أنه أجرى دراسة على فئران الاختبار تثبت أن الوصية الألمانية التقليدية «افطر كقيصر، تغدى كملك، وتعشى كمتسول» تتفوق على وصية تقسيم الوجبات الثلاث إلى خمس.
والمهم في صيغة الوجبات الثلاث التقليدية هو أن لا يأكل الإنسان بين الوجبات أي طعام من المواد السكرية أو الدهنية أو أي طعام «مسمّن» آخر.
واكتشف شتوفل وزملاؤه في أبحاثهم على الفئران عملية جزيئية تحفز على قلة الحركة وتراكم الدهون في الجسم بعد الوجبات.
وتوصل العلماء إلى أن بروتينا معينا، يحمل اسم «فوكسا2» (Foxa2)، يجري كبح جماحه من خلال إفراز البنكرياس لهرمون الأنسولين الذي يلي كل عملية تناول طعام.
وبالعكس فإن الجوع، أو الصيام، يحفز نشاط «فوكسا2» ويقلل إفراز الأنسولين من البنكرياس.
الطعام يزيد الخمول
ولاحظ العلماء أن بروتين «فوكسا2» حفز في أدمغة الفئران المتغذية النزوع نحو المزيد من الغذاء كما قلل حركتها، هذا في حين أن الفئران الصائمة كانت أكثر نشاطا ونباهة.
وكان مستوى هذا البروتين في الفئران البدينة منخفضا سواء أكلت خمس وجبات أو ثلاثا. وهذا يفسر قلة نزوع البشر البدناء للحركة حسب رأي شتوفل وفريق عمله.
وخلال التجارب تمكن فريق العمل من تنسيل جيل من الفئران المعدلة وراثيا بحيث تحافظ أجسامها على نشاط مرتفع لبروتين «فوكسا2»، فوجدوا أن هذه الفئران أنشط 5 مرات من الفئران الاعتيادية.
كما فقدت هذه الفئران الكثير من وزنها ونمت لديها أجسام عضلية ورياضية، والمهم أن عملية الأيض (التمثيل الغذائي) في أبدانها، وكذلك عملية استهلاك السكر كانت على أشدها، وأصبحت هذه الفئران أبعد ما تكون عن خطر داء السكري.
وأكد البروفسور شتوفل أنه، وبعد نتائج هذه الدراسات، ما عاد يحمل توصية تقسيم الوجبات إلى خمس على محمل الجد.
وأنه يفضل مبدأ الوجبات الثلاث على أن يترك الإنسان وقتا للجوع بينها. ويصح هذا تماما لأن كل وجبة، مهما كانت صغيرة، تحفز إفراز الأنسولين الذي يعمل بدوره على كبح نشاط «فوكسا2».
انتشار البدانة
على صعيد آخر أعلن وزير صحة ولاية شليسفسج هولشتاين د.هاينر جريج في كيل، عن نتائج الأبحاث التي أجريت على تلاميذ المدارس بمناسبة العام الدراسي الجديد.
وذكر الوزير أن 10 في المائة من تلاميذ المدارس في الولاية كانوا بدناء وأن 4 في المائة منهم كانوا شديدي البدانة. وتزداد هذه النسب إلى كل من 15 في المائة و6 في المائة بين المراهقين، ثم ترتفع مجددا بين البالغين.
ويقود الوزير جريج مبادرة ألمانية ـ سويسرية لمكافحة البدانة بين تلاميذ المدارس.
وأكد أن الأبحاث التي أجريت تثبت أن البدء مع التلاميذ في المدارس متأخر وأن التغذية الصحية السليمة يجب أن تبدأ من سنوات العمر الأولى.
ومع ارتفاع معدل وزن الصغار أصبح الإنسان أكثر عرضة لأمراض السكري والقلب والدورة الدموية وهو في سن المراهقة.