قباقب فوق الرأس من داري «شانيل» و«لوي فيتون» .. صرعة بعيدة عن الأناقة

ماركة "شانيل" المسجلة على القباب ستجعل الآنسة كوكو شانيل تتقلب في قبرها على هذا الاختراع الذي يحمل اسمها رغما عنها
ماركة "شانيل" المسجلة على القباب ستجعل الآنسة كوكو شانيل تتقلب في قبرها على هذا الاختراع الذي يحمل اسمها رغما عنها

ليس كل ما يطرحه المصممون وبيوت الأزياء العالمية صائبا أو أنيقا، بدليل موضة القباقب التي شاهدناها على منصات العروض الباريسية لربيع وصيف 2010.


ولا شك أنها قباقب ستصدم أعيننا على أقدام ضحيات الموضة والهاويات للصرعات، بغض النظر عن جمالياتها أو عمليتها، ما دامت تحمل توقيعا كبيرا.

فعدا أن هذه القباقب لا تتوافر على عناصر الجمال والأنوثة، فهي أيضا ليست مريحة كما هو الحال عادة بالنسبة لتصميمات الأحذية العادية، التي تعوض عما تفتقده من أناقة بالراحة والعملية.

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعلها مغرية في عيون بعض المواكبات لصرعات الموضة أنها تطل علينا من دار «شانيل» التي عودتنا على كلاسيكيات يسيل لها اللعاب، ومن دار «لوي فيتون» التي يبدع لنا مصممها الشاب مارك جايكوبس دائما الجديد والمتجدد.

ولا شك أن ما شجعه على طرحها للموسمين القادمين نجاح تشكيلته الأخيرة من الأحذية والصنادل التي أقبلت عليها نجمات من مثيلات مادونا، حتى قبل أن تصل إلى المحلات.

فمن منا لا تذكر صنادل «سبايسي» بريشها وأصدافها المستوحاة من أجواء أفريقيا، والتي تقدر بأكثر من ألف دولار أميركي ومع ذلك نجحت تجاريا؟.

هذه المرة أيضا زين مارك جايكوبس قباقبه بالريش والصوف، لكن شتان بين صنادل بشكل أنيق ومبتكر، حتى وإن بدت ساذجة للوهلة الأولى، وبين قباقب لا تمت للأناقة بصلة سوى أنها تحمل توقيعه.

القباقب بالنسبة لنا كعرب ارتبطت بالحمامات الشعبية والتركية في قصص ألف ليلة وليلة، لأنها عملية تقي من التزحلق ومن البلل، وفي الغرب، اشتهرت بها هولندا، وبالذات سكان القرى والأرياف من الذين تتطلب منهم الحياة اليومية المشي في الطين لساعات مما يستدعي حماية الأقدام من الوحل والبلل في الأيام الممطرة.

بمعنى آخر، لم تدخل الأناقة أو الجمال في حساب مصنعيها ولا في وجدان لابسيها.

وحتى الآن من الصعب أن تكتسب جماليات لا تتوفر عليها، رغم أن «شانيل» رصعتها بالأحجار وشكلتها بألوان زاهية وزينتها بزهرة الكاميليا، ماركة الدار المسجلة، التي ستجعل الآنسة كوكو شانيل تتقلب في قبرها على هذا الاختراع الذي يحمل اسمها رغما عنها.

والسؤال هو ما إذا كانت ستجد طريقها إلى أقدام الأنيقات في الربيع والصيف القادمين، خصوصا أن الأزمة المالية الحالية تستدعي تجنب الصرعات ومعانقة الكلاسيكيات، وهي كثيرة جدا، وهذا ما ننتظره على أحر من الجمر، ليس لتمتيع العين بها، بل للتفكه عليها ولو قليلا.