نجيب محفوظ.. الأيقونة التي صنع حب الأدب مجدها
المصدر: وكالات
صنع فلسفته الأدبية الفريدة من عبق شوارع "خان الخليلي" فاصطحب ملامح "أولاد حارتنا" بين قصص روايته إلى "زقاق المدق" وأصر على مرافقة "الحرافيش" في "رحلة ابن فطوطة" رافضاً الوقوف "أمام العرش" ليصبح بعدها "حضرة المحترم" الذي نال جائزة نوبل دون أن يسعى لها.. إنه سيد الواقعية التفصيلية الأديب "نجيب محفوظ" والذي كان "الحب" وحده دافعاً لبداية حياته الأدبية ومحدداً لملامحها.
دراسته الأكاديمية
ولد عام 1911 بأحد الأحياء الشعبية بالقاهرة عاش طفولته متأثراً بأحداث ثورة 1919 التي شكلت ذاكرته الأدبية فالتحق بجامعة القاهرة عام 1930 وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة وقبل أن يشرع في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية فاجأ الجميع بتغيير رغبته وقرر الاهتمام بالروايات والقراءة وترك مجال دراسته الأكاديمية حباً في الأدب.
لاعب كرة
كما قرر الابتعاد عن كرة القدم التي برع فيها إذ لعب في مركز المدافع ولقب بـ"قلب الأسد" وهو ما اعترف به في كتابه "أصداء السيرة الذاتية" والذي قال فيه لولا اتجاهه إلى الأدب لصار لاعباً كروياً أسوة بـ الأسطورة المصرية حسين حجازي وأصبح زملكاوياً مثله.
زواج متأخر
الحب للأدب كان أيضاً سبباً في تأخر " نجيب محفوظ" عن الزواج إذ اعترف في حوار صحفي له بأنه ظل متخوفاً من الارتباط حتى لا يتأثر مشروعه الأدبي، وقال "كنت في تلك الفترة أناقش نفسي في يومياتي التي كنت أواظب على كتابتها" "هل أتزوج أم لا؟ وكنت أعتقد أن الزواج سيحطم حياتي الأدبية" "وللأسف كان كلامي غير صحيح.. فالحقيقة أن حياتي الزوجية ساعدتني وليس العكس".
موسيقي بارع
كذلك فقد حجم "حب الأدب" ملامح السيرة الموسيقية لمحفوظ إذ التحق بمعهد الموسيقى ودرس النوتة الموسيقية، كما تعلم العزف على "القانون" إلا أنه لم يكمل تلك المسيرة بسبب ضيق الوقت؛ لينتصر كما العادة حب الأدب وشغفه في قلبه على ما سواه.
حب دون مقابل
الحب أيضاً كان الدافع الوحيد لمحفوظ في استكمال مشروعه الأدبي دون انتظار لتكريمات وهو ما تجلى في لحظة إبلاغه بالفوز بجائزة "نوبل" والتي لم يكن يتوقعها أبداً واستقباله للخبر بعفوية وخفة دمه المعهودة بعد أن أيقظته زوجته من نومه لتخبره بفوزه بالجائزة الأهم عالمياً ليرد بابتسامته "كفاية أحلام بقى.. سبيني أنام" قبل أن يفاجئها القول بأنه لا يفكر في تلك الجائزة وأمام المكالمات الرسمية التي انهالت عليه لتهنئته أرسل ابنتيه لتسلم الجائزة الفريدة من السويد قبل أن يقسم "محفوظ" قيمة الجائزة بينه وبين زوجته وابنتيه بالتساوي، ويقرر التبرع بالجزء الخاص به بالكامل إلى مرضى الفشل الكلوي فيما حصلت زوجته وابنتاه على نصيبهما.