سعوديات يقتحمن مجال التجميل بدخل شهري يصل لـ7 آلاف دولار.
وجدت خريجات التعليم المتوسط والجامعيات الباحثات عن فرص وظيفية في السعودية, في فن التجميل وتصفيف الشعر مجالا خصبا للعمل خصوصا للمردود المادي السريع, حيث يبلغ متوسط الدخل الشهري لممتهنة التجميل 7 آلاف دولار أي ما يزيد عن 26 ألف ريال سعودي، خاصة في مواسم الاعياد والاجازات الرسمية.
وبعد أن كان العمل في التجميل وتصفيف الشعر حكرا على العمالة النسائية الوافدة اتجهت عدد من السعوديات لدراسة هذين المجالين ثم امتهانهما,وطالبن الجهات المعنية بمنحهن ترخيص لفتح صالونات تجميل خاصة بهن.
واكدت اليسا عون، إحدى المدربات في إحد مراكز التجميل بمدينة الرياض، ازدياد هذا التوجه بين السعوديات. وقالت "ازداد إقبال الفتاة السعودية خلال العقد الأخير على دراسة ومزاولة مهنة التجميل وتصفيف الشعر، خاصة في الإجازة الصيفية حيث يزيد إقبال الفتاة الجامعية لدراسة مثل هذه الدورات، بينما تقتصر باقي أيام السنة على خريجات الثانوية العامة واللواتي لم يحالفهن الحظ في إكمال دراستهن الجامعية، كذلك ربات البيوت اللواتي يجدن متسعا من الوقت لدراسة هذا الفن".
واضافت أن أغلب المتدربات يزاولن المهنة بعد انتهاء فترة الدورة وذلك بالعمل في المحال أو بافتتاح محال خاصة بهن أو العمل داخل بيوتهن حيث يكتسبن شهرتهن من الأقارب والأهل. أما الكثيرات منهن فيدرسن هذا الفن من أجل الاعتماد على أنفسهن لعمل ماكياجهن وتسريح شعورهن حيث ترتفع تكاليف التجميل في الصالونات.
وقالت اليسا: "تحصل الخريجات على شهادات معتمدة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السعودية بعد اجتياز الاختبار في نهاية الدورة". وتحدثت نورة التغليبي، وهي احدى السعوديات العاملات في التجميل وتملك مركزا للتجميل بمدينة الرياض، عن ملامح تجربة ايجابية في هذا المجال قائلة: "أمارس فن التجميل منذ نعومه أظفاري، اذ كنت اميل كثيرا لهذا الفن خاصة الماكياج، مما دفعني للالتحاق بالدورات الخاصة به. ولم اكتف بذلك بل سافرت وتنقلت في أنحاء مختلفة من العالم للوقوف على اسراره وأحدث خطوط الموضة فيه".
وأرجعت التغليبي أسباب اهتمام السعوديات بهذا الفن الى قلة الفرص الوظيفية التي تستوعب الخريجات، بالاضافة الى رغبة التحدي التي لدى المرأة السعودية في إثبات تفوقها في هذا المجال اسوة بغيرها. وطالبت التغليبي الجهات المعنية بضرورة السماح للسعوديات بالحصول على التراخيص اللازمة لفتح صالونات تجميل لهن، مشيرة إلى أنها تسعى الآن لفتح مركز تعليم فن التجميل وتصفيف الشعر.
أما سهام مظفر فأشارت إلى أنها درست فن تصفيف الشعر وعمل التسريحات منذ ما يزيد على 6 سنوات، وبدأت تمارس هذا العمل منذ ذلك الوقت ولها زبوناتها اللائي يفضلن تسريحاتها، موضحة أنها تتابع كل جديد في فن تسريح الشعر وصيحات الموضة وألوان الصبغات الحديثة من خلال المجلات العالمية وكذلك برامج القنوات الفضائية المتخصصة في هذا المجال.
وترى ليلى العلي، وهي جامعية وتدرس التجميل في الفترة المسائية، ان من المفروض على كل سعودية ان تتعلم فن التجميل لتعتمد على نفسها في عمل ماكياجها وتسريح شعرها لأنها في كثير من الأحيان تضطر إلى ذلك. وقالت "إنني أتعلم الماكياج من باب الهواية لحبي لهذا المجال، ومثل أي هواية لابد للفرد من صقلها بالتعليم والمعرفة".
يشار الى ان عدد مشاغل الخياطة النسائية في السعودية تجاوز 80 الف مشغل منها 9090 مشغلا في العاصمة الرياض حسب إحصائيات أمانة مدينة الرياض حيث تقدم هذه المشاغل، إضافة إلى حياكة الملابس وتطريزها، العديد من الخدمات منها بيع مستلزمات المرأة والفتاة مثل الإكسسوارات وأدوات الزينة، والحمامات المغربية والساونا وحمامات البخار، وخدمات تزيين وتجميل العرائس، وتقديم الاستشارات في مجال الديكور المنزلي، وتجهيز حفلات الزواج وكوش الأفراح والحفلات العامة، إضافة إلى تقديم فرص وعروض سياحية للسيدات المترددات على المشغل وذلك بالاتفاق مع وكالات ومكاتب السياحة والسفر.