تسوس الأسنان .. أسبابه ووسائل الوقاية منه
تحظى صحة الفم والأسنان باهتمام كبير من المنظمات الصحية العالمية، ومن ضمنها رابطة أطباء الأسنان الأميركية التي قال رئيسها الدكتور مارك. ج فيلدمان إن رابطته تقف مع الاتحاد العالمي لأطباء الأسنان وغيره من جمعيات طب الأسنان في جميع أنحاء العالم لتؤكد مدى أهمية صحة الفم على الصحة عموما، لمساهمتها في زيادة الوعي العالمي من خلال زيادة التدابير الوقائية، بما فيها التوعية بصحة الفم، التي يمكن أن تساعد في الحد من الأمراض والمعاناة.
وتمنى رئيس الاتحاد العالمي لأطباء الأسنان الدكتور كونرود بيرتون أن يرتفع الوعي بأهمية صحة الفم في جميع أنحاء العالم عن طريق الاعتراف باليوم العالمي لصحة الأسنان.
وقد تم إعلان الثاني عشر من سبتمبر من كل عام يوما عالميا لصحة الفم جاء باتفاق بين كل من الاتحاد العالمي لأطباء الأسنان ورابطة طب الأسنان الأميركية تكريما للدكتور شارل جودون، مؤسس الاتحاد العالمي لأطباء الأسنان (الذي ولد في 12 سبتمبر1854)، ويوافق هذا اليوم أيضا الذكرى السنوية لمنظمة الصحة العالمية الإنمائي وانعقاد المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية 1978.
وأضاف أن هذه المناسبة تتيح للمسؤولين عن طب الأسنان تكثيف برامج التوعية بمشكلات الأسنان وطرق علاجها ومكافحتها، مؤكدا أن تسوس الأسنان ما زال يحتل قائمة مشكلات الأسنان، خصوصا لدى الأطفال.
تسوس الأسنان
يعتبر تسوس الأسنان من أكثر الأمراض انتشارا في العالم لتزايد مسبباته، وقد وصلت نسبة التسوس في بعض مناطق المملكة إلى 93 في المائة وهي نسبة مرتفعة جدا.
ويجدر بنا معرفة ما هو التسوس؟
وكيفية الوقاية منه والحد من انتشاره؟
لا بد من وجود عناصر معينة لتهيئة الظروف المناسبة لتسوس الأسنان، وأن واحدا من هذه العناصر هو مادة البلاك (الترسبات)، وهي بكتيريا غشائية ملتصقة تتكون بشكل دائم على الأسنان.
أما العنصر الثاني فهو فضلات الطعام أو السوائل السكرية أو النشوية التي تبقى على الأسنان واللثة.
تستخدم بكتيريا البلاك مادة السكر لإفراز حامض يهاجم الأسنان، ويمكن أن يؤدي إفراز الحامض بشكل متكرر إلى الإضرار بطبقة المينا مما ينتج عنه تسوس الأسنان.
لذلك فإن ما يأكله الإنسان وكيفية تناوله يؤثران تأثيرا كبيرا على معدل تسوس الأسنان.
أما العنصر الثالث فهو الوقت الكافي لحدوث التسوس، والعنصر الرابع قابلية السن للتسوس.
أهم علامات الإصابة بتسوس الأسنان هي الإحساس بالألم، خاصة بعد تناول الحلوى أو الأطعمة الباردة أو الساخنة.
ومن العلامات المبكرة التي تدل على بداية حدوث التسوس أيضا ظهور بقع طباشيرية اللون على سطح الأسنان المصابة، وذلك في المناطق التي بدأت فيها عملية تحلل الأملاح، ومع الوقت تتحول تلك البقع إلى اللون البني مما يدل على زيادة نشاط السوس.
أما في الحالات المتقدمة فإن وجود أي نخر في أي من الأسنان هو دليل واضح على وجود تسوس الأسنان، كذلك فإن التسوس عادة ما يصاحب برائحة كريهة في الفم.
ولكن هذا لا يعني أن يعتمد الإنسان على إحساسه بمثل هذه العلامات للكشف عن التسوس بل يجب عليه أن يزور طبيب الأسنان باستمرار للكشف الدوري على أسنانه.
المحافظة على الأسنان
تنظيف الأسنان بالطريقة الصحيحة مرتين في اليوم على الأقل بالفرشاة والمعجون المحتوي على مادة الفلوريد، ويجب التنويه هنا بأنه يجب استخدام فرشاة الأسنان المناسبة الناعمة، وتوضع على سطح الأسنان عند التقاء الأسنان باللثة بزاوية 45 درجة والحرص على تنظيف الأسنان من جميع الأسطح.
استخدام الخيط السني باستمرار لتنظيف ما بين الأسنان مرة واحدة على الأقل يوميا.
التغذية السليمة، وذلك بتجنب أكل المواد السكرية والنشوية ومحاولة الإقلال منها قدر المستطاع أو تحديد وقت معين لأكلها وتفريش الأسنان بعد ذلك.
ومن المهم مراجعة طبيب الأسنان من البداية، أي في مرحلة الطفولة قبل مرور سنة على عمر الطفل والعناية الوقائية بالأسنان مثل التنظيف والمعالجة بمادة الفلوريد الذي يحافظ على أسنان سليمة للطفل.
كما أن إجراء الفحوصات الروتينية المعتادة على الأسنان يكشف المشكلات التي تصيب الأسنان والتي يمكن معالجتها في مراحل مبكرة عندما يكون الضرر بسيطا جدا.
هذه الإجراءات البسيطة من الممكن أن تجعلك تحافظ على أسنانك سليمة لتخدمك طوال حياتك فاعمل بها وعلمها من تحب.
عوازل الأسنان، وتسمى أيضا الحشوات الوقائية: مع نمو الأسنان الخلفية للطفل (الأضراس أو الطواحين) تتشكل الأخاديد والتجاويف على سطوح الأسنان التي تتجمع فيها مادة البلاك والمواد البكتيرية المتخلفة من الطعام، وأحيانا لا تتمكن فرشاة الأسنان من الوصول إلى هذه التجاويف.
ويمكن استخدام عوازل الأسنان كمواد واقية للأسنان وهي عبارة عن مواد بلاستيكية يتم لصقها على الأسطح الطاحنة للأسنان فتقلل من احتمالات التسوس والنخر للأسنان، وذلك بأنها تعزل وصول البكتيريا وفضلات الطعام إلى سطح السن، ويمكن أن تبقى عوازل الأسنان لسنوات عدة بعد وضعها.
وينصح بها أولا الأطفال من سن 7 ـ 8 على الضرس رقم 6 لسرعة ظهوره في الفم كسن دائمة، وأهميتها بالنسبة لطحن الطعام كما يطبق على الأضراس فقط لأنه مفيد على الأسطح الطاحنة بعكس الفلوريد الذي يفيد على الأسطح الملساء أكثر.
مادة الفلوريد لمكافحة تسوس الأسنان: يعتبر الفلوريد مادة معدنية تساعد على تقوية الأسنان وتحميها من التسوس، وتقل نسبة التسوس لدى الأشخاص الذين يشربون الماء المحتوي على الفلوريد أكثر من الأشخاص الذين لا يفعلون ذلك.
وقد أثبتت الكثير من الأبحاث فاعلية وأهمية الفلوريد في تقوية الأسنان وزيادة صلابتها وهي آمنة وموجودة أساسا في جسم الإنسان.
ويحتاج الإنسان من عمر 9 سنوات إلى ميكروغرام واحد «جزء من مليون من الغرام» من الفلوريد يوميا ليزيد مقاومة مينا الأسنان للذوبان في الأحماض الناتجة من تخمر السكريات فوق الأسنان.
كما يوجد الفلوريد بصورة طبيعية في كثير من المأكولات والمشروبات مثل الأسماك والبقدونس والشبت والفلفل الأخضر والسبانخ والملوخية، وفي الشاي ومياه الشرب.
وتضاف أملاح الفلوريد أحيانا إلى ملح الطعام، كما يتم إنتاجه على هيئة أقراص يتم مضغها أولا قبل بلعها، وهي ضرورية للبلاد التي تفتقر إلى وجود مصادر الفلوريد في مصادر المياه الطبيعية.
كما يمكن الاستفادة من الفلوريد موضعيا على الأسنان عن طريق معجون الأسنان وغسولات الفم التي تحتوي على الفلوريد.
كما يمكن تطبيقه موضعيا أيضا بواسطة طبيب الأسنان، وذلك بأن يقوم الطبيب بتنظيف الأسنان وتجفيفها ثم وضع قالب يحتوي على ماده الفلوريد ويطبق على الفك العلوي والسفلي ويترك مدة من الزمن تتراوح من 2 ـ 4 دقائق حسب التعليمات المحددة من الشركة المصنعة.
ويجب عدم استخدام مادة الفلورين لمرضى الكلى المزمن أو الفشل الكلوي لأن أيون الفلورين عندما يصل إلى كلية المريض لا تستطيع التخلص منه.
الفلوريد وتطبيقاته
تقول الدكتورة ريم علي الهندي، رئيسة اللجنة الوقائية لصحة الفم والأسنان في محافظة جدة، إن الفلوريد يشكل مركبات كلسية يتم امتصاصها عن طريق الطبقة الخارجية للسن (المينا) لتدخل في تركيبها وتجعلها أكثر صلابة ومقاومة للأحماض الناتجة عن تحليل البكتيريا الموجودة في الفم للنشويات والسكريات التي نتناولها والتي تتسبب في ضعف الطبقة الخارجية للسن وبالتالي تسوس الأسنان.
ومع أن الفلوريد عنصر مفيد جدا للأسنان، لكن يجب استخدام الكمية المناسبة منه فالكمية القليلة منه لن تقوم بالدور المطلوب منها في تقوية الأسنان ومقاومة التسوس.
أما استخدام كميات كبيرة وبشكل مفرط فسيؤدي إلى ظهور تشوهات في شكل الأسنان الدائمة التي لا تزال في طور التشكل.
ومن الأهمية بمكان استشارة الطبيب لمعرفة النسب الكافية للحصول على أفضل النتائج، ومن الممكن أن يأخذ الطفل الكمية المطلوبة من الفلوريد من خلال الأطعمة والسوائل المحتوية على هذه المادة، فلا يحتاج للحصول على المزيد منها، ويوجد الفلوريد بصورة طبيعية في مياه الآبار وفي كثير من المأكولات وفي السواك، كما أنه يضاف إلى معاجين الأسنان.
تطبيق الفلوريد موضعيا
- جل الفلورايد: يقوم أخصائي صحة الأسنان بتطبيق مادة هلامية تحتوي على الفلوريد بتركيز عال على أسنان الطفل بواسطة حامل يلائم فم الطفل وقوس الأسنان لمدة 4 دقائق، وعلى الطفل أن يمتنع بعدها عن الأكل أو الشرب أو المضمضة لمدة نصف ساعة كاملة، ويجب تطبيق الفلوريد في عيادة الأسنان مرة كل ستة أشهر.
- مضمضة الفلوريد: يقوم الأخصائي بإعطاء الطفل محلولا مائيا للفلوريد ليتمضمض به لمدة دقيقة واحدة، ويجب أن يمتنع الطفل بعدها عن الأكل و الشرب و المضمضة لمدة نصف ساعة كاملة.
نقاط مهمة حول حماية الأسنان
- يجب على أطفالك أن لا يستخدموا معجون أسنانك، وعليهم استخدام معجون خاص بالأطفال لاحتوائه على نسبة الفلوريد المثالية لأعمارهم.
- يجب أن لا تزيد كمية المعجون على الفرشاة عن حجم حبة اللؤلؤ.
- يجب تعويد الطفل على عدم ابتلاع المعجون لتفادي زيادة نسبة الفلوريد التي يحصل عليها.
- يجب استخدام الفرشاة والمعجون مرتين على الأقل يوميا، وبخاصة بعد الوجبات وقبل النوم.
- لا يتشارك أطفالك فرشاة واحدة تجنبا لانتقال الميكروبات فيما بينهم، مع الحرص على عدم استخدام الفرشاة لأكثر من شهرين.
- استعمال السواك ضروري، خصوصا في الأماكن التي لا يستطيع الطفل فيها حمل الفرشاة، كالمدرسة أو النادي.
- لا تنسَ زيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر.
السواك علاج وقائي لتسوس الأسنان
- يعتبر السواك أفضل علاج وقائي لتسوس أسنان الأطفال لاحتوائه مادة الفلوريد.
- يزيل الصبغ والبقع لاحتوائه مادة الكلور.
- يبيض الأسنان لاحتوائه مادة السليكا.
- يحمي الأسنان من البكتيريا المسببة للتسوس لاحتوائه مادة الكبريت والمادة القلوية.
- يفيد في التئام الجروح وشقوق اللثة وعلى نموها نموا سليما لاحتوائه مادة «تراي مثيل امين» وفيتامين «سي».
- أفضل علاج لترك التدخين.