تأثير العصبية بين الزوجين على الأطفال

تأثير العصبية على الأطفال
تأثير العصبية على الأطفال

الخلافات الزوجية والعصبية بين الزوجين امر طبيعي للغاية، ولكن عندما يزداد الأمر عن الطبيعي يمكن ان ينعكس على الأطفال ويتسبب في سوء حالتهم النفسية، وغيرها من المشاكل النفسية التي يمكن ان تتركها في نفوسهم.


 

وقالت الدكتورة اميره البير خبيرة علاقات اسرية و زوجية ومدربة مهارات حياتية، أن العصبية بين الزوجين تعتبر عدوى قاتلة، كما كان الفترة السابقة عدوى فيروس كورونا و ما نتج عنه من اثار قاتله في المجتمع وانتشر بشكل كبير.
وأشارت البير،  إلى أنه يمكن للعصبية بين الزوجين ان تحدث نتيجة تكرار المشاكل اليومية التي فاقت المستطاع، وكثرة الانشغالات في عصر السرعة الذي نعيشه، أصبح من البديهي أن نرى يومياً شخصاً على الأقل تكاد دموعه تنفجر لغضبه من الحياة والأطفال في وقت واحد، فما أن تطأ قدمه البيت؛ حتى تبدأ معركة جديدة مع شريكه .
وأوضحت البير، أنه على الرغم أن الغضب يعد شعورا طبيعيا وصحيا يساعد في التخلص من شحنة التوتر الموجودة داخنا، لكن عندما يتحول الغضب والصراخ إلى أسلوب حياة يتحول من كونه شعورًا صحيًّا إلى شعور يؤثر بالسلب فينا وفي كل من حولنا.
وأفادت البير،  أن العصبية بين الزوجين لها تأثير كبير علي الأبناء. فالعصبية كالعدوي تنتقل منهم الي أبنائهم بشكل تلقائي. فالأبناء يتعلمون بالقدوة ويكتسبون الصفات من الآباء؛ حيث ان 70% من عصبية الأطفال تكتسب بيئيا بسبب تقليد للوالدين والعصبية الزائدة بينهم. وهذا يندرج في إطار “النمذجة” حسب علم النفس التربوي
تأثير العصبية بين الزوجين على الأطفال
وتابعت البير، انه تشير الدراسات إلى أن بعض الأطفال يكتسبون العصبية من خلال الجو المحيط بالمنزل فإن رأى الطفل والديه أو أحدهما يعاني من العصبية والتوتر فإنه يحاول تقليدهما، وتؤكد دراسات حديثة أن عصبية الأطفال عبارة عن سلوكات مكتسبة ومتعلمة أكثر منها عوامل وراثية.
وأضافت البير، انه تشكل العصبية خطرا على الطفل لأنها تجعل جسم الطفل مشحونا بالغضب، فالأم التي تكون منفعلة طوال الوقت تجعل الطفل مشحونا بـ3 هرمونات هم الكورتيزون والأدرينالين والنورالدرينالين.
وأكدت البير، ان العصبية بين الزوجين يمكن ان تترك  الطفل مشحونا بالغضب وعرضة للعديد من التأثيرات النفسية والجسدية، ومن ابرزها :
1- الإصابة بمرض السكر.
2- التعرض لأمراض الضغط.
3- التبول اللا إراداي.
4- صعوبة في النطق.
5- النسيان بشكل متكرر.
6- حدوث الاضطرابات النفسية الأخرى كالتشنجات ونوبات الغضب الرهيبة.
واكملت البير، أنه يمكن للعصبية بين الزوجين أن تترك آثارا مدمرة على الأطفال؛ حيث أن هناك أطفالا يمارسون العادة السرية أو الانحرافات الجنسية البسيطة بسبب الضغوط التي يتعرضوا لها نتيجة عصبية الآباء ، وهذا معناه أن خللا كبيرا أصاب الأسرة وهو ما يستوجب علاجه.
واختتمت البير حديثها، ان الحوار فهو افضل لقاح لعلاج العصبية بين الزوجين. فإذا شعر احدهما بالضغط فمن الأفضل الابتعاد مؤقتا حتي يهدأ ويعود للحوار، واختيار الوقت والمكان المناسب للحديث ويفضل بعيدا عن الأولاد، مع الأخذ في الاعتبار تأثير عصبيتهم على شخصية أطفالهم ليس فقط في الحاضر ولكن أيضا في المستقبل.