أرباح الملابس الداخلية تنافس المخدرات وتجارة السلاح
تزدهر تجارتها في أوقات الأزمات.. وتتسابق الى أجساد المراهقات
أصبحت تجارة الملابس الداخلية أو اللانجيري- كما تقول مجلة لوبوان الفرنسية - تتحكم في السوق العالمية منها اثنتان وستون علامة تجارية تعيش طبقا لإحصائيات الأتحاد الفرنسي اللانجيري حالة ازدهار حقيقية.. هذا الأزدهار غير الطبيعي بدأ مع أوائل عام 2000، ففي العام الماضي اشترت جميلات فرنسا وحدهن نحو ستين مليون قطعة ملابس داخلية، وظهرت في الأسواق 109 علامة تجارية جديدة، على الرغم من وجود نحو 518 علامة تحقق مبيعات مذهلة لدرجة جعلت الجميع يرون أن قطاع اللانجيري هو القطاع الخارق في عالم المنسوجات المفترى عليه الذي يتكبد حاليا خسارة عالمية كبيرة.
تقول " كلير جوناثان" مديرة الصالون الدولي اللانجيري بباريس: غالبا ما تزدهر تجارة اللانجيري في أوقات الأزمات الكبرى وانتشار حالات الإحباط العام والأكتئاب.. إذ تلجأ المستهلكات الى اقتناء الملابس الداخلية لحاجتهن الى شيء جميل وحميمي يسعدهن ولو لبعض الوقت.. واللانجيري أو الملابس الداخلية يعد بالنسبة لهؤلاء منتجا مطمئنا للنفس ومسكنا للروح، علاوة على ذلك فإن طريقة التفكير لدى المستهلكات قد تطورت، فمن أجل إغراء الزبونة بالشراء نجح المنتجون ومصنعو هذه النوعية من الملابس في تحويل المنتج الذي ظل لفترة طويلة مجرد سلعة أساسية، الى مصدر للمتعة وجلب السعادة.
ومنذ نحو عام أقيم معرض فريد من نوعه لملابس النساء الداخلية في روسيا في فترة حكم مابعد القياصرة حتى الحكم الشيوعي وكأنها محاولة لقراءة التاريخ الروسي من خلال الملابس الداخلية وقد اظهر المعرض أنه في فترة الحكم الشيوعي كانت السيدات غير مهتمات بهذه الناحية من الملابس التي كان يفتقر معظمها للذوق خاصة أنها مصنوعة من أقمشة رديئة وتتميز بألوان باهتة أشبه بالتفصيل اليدوي الذي يوجد في بعض قرى البلدان الفقيرة في العالم الثالث، عكس المرأة الأوروبية في هذه الفترة التي كانت تهتم بشراء هذه الملابس وتعتبرها سرا من أسرار جمالها.
وفي أمريكا أيضا يوجد بين أزياء فيكتوريا سيكريت المتخصص في تصميم وتنفيذ الملابس الداخلية الحريمي الفاخرة والذي يتربع بجدارة على عرش الموضة الأمريكية في هذا المجال وتفضله معظم نجمات السينما في هوليود خاصة أن هناك قسما للتصميمات الخاصة جدا سواء للموديلات أو المقاسات والألوان.
وتتراوح أسعار الموديلات مابين 34 دولارا وحتى مئات الدولارات للقطعتين.
تقول "لوميا أمارس" منتجة ماركة برينسيس تام تام إن تفصيل الملابس الداخلية يتم بصورة دقيقة، ربما بالمليمترات، وتجبر السوق المنتجين على إعادة التخطيط لإستراتيجيتهم بصورة مستمرة، مفضلين اللامركزية في جزء من الأنتاج وخاصة اللانجيري ذا الطراز البسيط والأقل تعقيدا لتلائم غالبية الأذواق في كل مكان.. والقيمة الحقيقية التي يقدمها المنتجون هي التجديد والإبهار المستمر، فهو كلمة السر السحرية من أجل الحصول على التميز في السوق العالمية.
وتنفرد كل شركة من شركات اللانجيري بشيء خاص، مثلا تركز شركة "روزى" على قصات الديكولتيه وإكسسوار مشدات الصدر الرقيقة الناعمة، في حين تنفرد " نينا ريتشي" بمادة السيلك ميلك وهي خليط من الحرير وألياف العشب المضادة للحساسية مع خيوط مطاطة، وتحاول شركات اللانجيري أن تولى اهتماما خاصا بالدعاية حتى إنها تخصص ميزانية تبلغ 10٪ من حجم الأعمال لهذا الغرض في مقابل 5،2٪ للملابس الخارجية فقط.
وتؤكد الإحصاءات أن الفتيات من سن 15 الى 25 عاما ينفقن ما يقرب من 150 يورو من جيب كل منهن سنويا من أجل ملابسهن الداخلية، بمتوسط سعر القطعة 18يورو، لولعهن الدائم باقتناء كل جديد.
وتشير " فاليري شاريه" رئيسة تحرير مجلة كريستين لانجيري المتخصصة الى أن 50٪ من المراهقات يقبلن بشغف على الملابس الداخلية الحديثة، مؤكدة أن هذا الرقم ينمو بمعدل 20٪ سنويا.
وتقول "سمر سامي" مديرة إنتاج ماركة فاريانس: إن المراهقات قطاع مؤثر للغاية ومحب للتغيير، ومن الضروري استمالتهن بشتى الوسائل.
وتشير "كلير جوناثان" إلى أن أسلوب التجارة في عالم اللانجيري قد اختلف، وأصبح على البائع أن يكشف القيمة المحسوسة للمنتج بأن يساعد على إثارة الخيال والحلم الذي تبحث عنه المرأة من وراء شراء ملابسها الداخلية.