العقد والتيجان والورود .. شريك دائم في تسريحات صيف 2009
سواء كانت إطلالتك بوهيمية أو مستلهمة من الأساطير الإغريقية، فإن إكسسوارات الشعر، من تيجان أو مشابك أو ما شابهها، هو المكمل المهم فيها، كما تدل شوارع الموضة وتوضح هذه الصور.
فنيكول ريتشي وفكتوريا بيكهام وباريس هيلتون ظهرن بها في عدة مناسبات، بل إن الآنسة هيلتون تمتلك العديد من الأشكال التي ظهرت بها أخيراً في مناسبات عديدة. وكانت ناجحة.
بيد أن ما تجدر الإشارة إليه، هو أن اهتمام إبراز جمال شعرها يعود إلى عصور قديمة جدا، بدليل أن الحفريات الأثرية زمن الفراعنة والإغريق والرومان تكشف عن أنواع كثيرة من أدوات الزينة، مثل عيدان ومشابك من الذهب والفضة والعاج والخشب، وتبقى حضارات الشرق البعيد الأكثر ثراءً ونشاطاً في ابتكار هذا النوع من الإكسسوارات، ففتيات الغيشا، مثلا، استعملن كثيرا «الكانزاشي» Kanzashi، وهي عيدان مصنوعة من الخشب زينّت أطرافها بأشكال مبتكرة لإضفاء السحر والتميّز على إطلالتهن.
وقد حمّلتها العادات اليابانية الكثير من المعاني، حيث خصصت لكل شهر من السنة زينة ترحّب به، فمثلا خلال شهر أبريل (نيسان) تزيّن «الكانزاشي» بأزهار الكرز الزهرية وتتمازج مع الفراشات معلنة حلول فصل الصيف، وللاحتفال بحلول سنة جديدة تكلل هامات الغيشا بتصاميم تبرز من خلالها نبتة الأرز، ومن الحضارة الهندية ورثت الفتاة حلية «التيكا»، التي أخذت شكل سلسلة تعلقت بها قلادة كبيرة تتدلى من منتصف الرأس لتزيّن وسط جبين المرأة.
وبحسب المعتقدات التي كانت سائدة فإنها تشكل تعويذة تجلب الحظ وتقي الفتاة من شر الحسد، كما تفصح عن عزوبيتها واستعدادها للارتباط.
كما أنه يجب عدم إغفال دور الإغريق في إدخال التيجان إلى زينة الشعر، وكانت في البداية تحاك من أغصان الأشجار والورود، واعتمدها الرجال والنساء على حد سواء في المناسبات الخاصة.
هذه الحضارات تركت إرثا غزيراً يستقي منه مبدعو الموضة أفكارا وتصاميم ونماذج عصرية، الأمر الذي بدا جليا في الخطوط العامة لموضة ربيع وصيف 2009 عموما وفي زينة الشعر خصوصا، حيث برز تصميم العقدة على شكل فراشة موقعا من معظم المصممين العالميين.
فبدت متوّهجة لدى دار «دولتشي أند غابانا» وقد رصّعت بأحجار الكريستال فأضفت هالة من البريق المترف على التسريحة، بينما اتسمت لدى دار «جيفنشي» بالبساطة الأنيقة وهي تتوسط الرأس مستندة إلى عصبة تناسب كل الأوقات، أما عند «أزاروا» فقد ارتدت حلة متلألئة من النثار والكريستال حتى تتماشى مع الأجواء الاحتفالية الفخمة.
ولا يمكن الحديث هنا عن هذا الإكسسوار من دون ذكر مجموعة «كارل لاغرفيلد»، التي جاءت فيها زينة الشعر بتصميم غلبت عليه الفراشات والأوراق البيضاء التي التفت حول الشينيون لتعزز الإطلالة بنفحة راقية.
ولا حاجة للقول إنه رغم مما يتضمنه من جرأة بالنسبة للمرأة المتحفظة ذات الأسلوب الكلاسيكي، إلا أنه إكسسوار يمنحها المجال لتطويع خصل الشعر المتمردة وضخّ الحيوية في قصة شعر غير مرتبة، كما أنها تغني عن زيارة صالون الشعر بشكل دوري وتشكل رفيقة فاعلة في السفر.
ولأن كل شيء قريب من الوجه يمكن أن ينعكس مباشرة عليه، فإما يضيئه مبرزا مكامن الجمال فيه، أو يجعله يبدو ذابلا وشاحبا، يفترض اختيار تصاميم تتناغم مع البشرة وليس العكس، فمثلا:
- إذا كانت بشرتك تميل إلى الوردي يستحسن الابتعاد عن درجات الأحمر والبنيّ المحمر، والاستعاضة عنها بدرجات الأخضر، أما البشرة التي يطغى عليها الشحوب والاصفرار فيستحسن أن تبتعد عن كل ما هو أصفر وتركّز على تدرجات الزهريّ.
- الوجه البيضاوي تلائمه معظم التسريحات والإكسسوارات، بينما ينصح للشكل الدائري بتصاميم تبرز فيها الزوايا كالدبابيس المثلثة والعقدة بزوايا محددة، كذلك التاج بشكل هرمي حتى يمنح الوجه الطول والنعومة في الوقت ذاته.
- يناسب الوجه المربع رفع الشعر من وسط الجبين بدبابيس ناعمة ويمكن تثبيت الغرة جانبيا شرط ترك الشعر منسدلا من الجانبين لتغطية عرض الفكين.
- يبقى الوجه الطويل الأكثر صعوبة في اختيار إكسسوار يلائمه، وهنا يستحسن التركيز على رفع الشعر من جهة واحدة بواسطة وردة كبيرة، مثلا، مع إسدال غرة جانبية متوسطة الطول وتجنّب اعتماد التاج العالي والاستعاضة عنه بشريط يلفّ الجبين والغرة تماما كأسلوب «الهيبي» أو الإغريقي القديم.
- بإمكانك ابتكار إكسسواراتك بنفسك كأن تحوّلي وشاحاً بسيطاً إلى قطعة أنيقة بتزيينها ببروش أو وردة أو ريشة صغيرة الحجم.
- لأماكن العمل اعتمدي على زينة الشعر البسيطة التي تندمج مع لون شعرك، حتى لا تكون لافتة للأنظار، مع تجنّب تنسيقها مع لون الملابس.