مبتكرين لقاحات كورونا يكشفون حقيقة القضاء على الفيروس
فوجئ العالم الفترة القليلة الماضية، بظهور نمط متحور من فيروس كورونا في المملكة المتحدة، الأمر الذي أدى إلى دق نواقيس الخطر في جميع أنحاء أوروبا وتسبب في قيام بعض الدول بحظر دخول المسافرين القادمين من بريطانيا، بالإضافة إلى العديد من الشركات التي تمتلك لقاحات أو أدوية علاجية مرخصة ضد كوفيد-19، مثل شركات مودرنا وفايزر/ بيو إن تك وريجينيرون وإيلاي ليلي، أكدت إنها تجري اختبارات أو لديها بالفعل بيانات تظهر أنه يفترض بعلاجاتها أن تكون ناجحة أيضاً ضد الشكل الجديد من فيروس كورونا.
يجب أن نعلم أنه تم اكتشاف النمط الجديد من قِبل مختبرات بريطانية للتسلسل الجيني، وتم ربطه بمجموعة سريعة النمو من حالات كوفيد-19 في لندن وجنوب شرق إنجلترا، كما أنه أكثر قابلية للانتشار بنسبة 70% مقارنة بالأنماط المعروفة سابقاً، إلا أنه هناك بعض العلماء، رجحو أن مايتداول عن الفيروس المتحور مبالغ فيه، وإن نشاط العلماء البريطانيين في إجراء التسلسلات الجينية للفيروس ومبالغة السياسيين في ردود أفعالهم قد أدى إلى إشعال ذعر غير مبرر.
ومن جانبه قال كاري ستيفانسون، الرئيس التنفيذي لشركة ديكود جينيتيكس (DeCode Genetics)، لوكالة روف الإخبارية الآيسلندية،: "لا داعي للقلق بشأن هذا النمط من الفيروس، ويجب ألا نمنع الناس من السفر من المملكة المتحدة أو بلدان أخرى، لافتًا إلى أنه يتم تأجيج هذه المخاوف بهدف إقناع الناس بضرورة الالتزام بالاحتياطات والتباعد الاجتماعي.
ومن جانبه، قال آلان دوف، عالم الفيروسات، إن النمط المكتشف في المملكة المتحدة، فرض هيمنته بالصدفة في مناطق محددة، لافتًا إلى أن المسألة تدور حول تتبع كيفية انتقال العدوى من شخص لآخر، وأي نمط من الفيروس انتشر أكثر من غيره، وهذه مسألة حظ، فالقضية لا تتعلق بكون الفيروس أصبح يتمتع بقدرة أكبر على الانتشار، لافتًا إلى أنه من المتوقع قريباً إثبات ما إذا كان النمط الجديد ينتشر بسهولة أو لا، أو ما إذا كان له تأثيرات بيولوجية أخرى.
ومن جانبه، قال أوغور شاهين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيو إن تك، في مؤتمر صحفي يوم 22 ديسمبر في ألمانيا: "نحن نعلم أن هذا الفيروس ليس مستقراً، لا يوجد فيروس يبقى كما هو، ورغم أن هذا الفيروس يتطور، ولكن هناك العديد من المواقع التي لم تحدث طفرات فيها، لافتًا إلى أنه خلال الشهر الماضي، في كل مرة تظهر فيها طفرة جديدة، أثبتت الاختبارات المعملية التي أجرتها الشركة أنه يفترض باللقاح أن يحافظ على فعاليته ونجاحه.
وبالمثل، قالت شركة مودرنا، التي بدأت توزيع لقاحها في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، إنها تعتقد أن "المناعة التي يسببها اللقاح ستكون وقائية ضد الأنماط المكتشفة مؤخراً في المملكة المتحدة.
رغم ما سبق، يرى بعض الباحثين أن الطفرات في نهاية المطاف ستجعل اللقاحات والعلاجات الحالية أقل فعالية، حيث يقول فرزان: "إن النمط الجديد يعطيني مؤشراً على أنه سيتوجب علينا تطوير نسخة أخرى من اللقاح، وأنا مقتنع بذلك، وفي المستقبل، سوف نتتبع هذه الأنماط كما نفعل مع الأنفلونزا، إذا برزت حاجة إلى لقاحات محدثة، فقد يؤدي ذلك إلى تفضيل التكنولوجيا المستخدمة في لقاحي مودرنا وفايزر/ بيو إن تك، وكلاهما حصل بالفعل على الترخيص في الولايات المتحدة، يستخدم هذان اللقاحان البيانات الجينية من فيروس كورونا، في هيئة الحمض النووي الريبوزي المرسال أو الرنا المرسال (mRNA)؛ من أجل تهيئة جهاز المناعة في الجسم، لافتًا إلى أنه الممكن تقنياً تصنيع لقاح جديد يحاكي السلالة الجديدة في غضون أسابيع قليلة، وعلى سبيل المثال، تم تصنيع جرعات لقاح مودرنا الأولية في فبراير الماضي، بعد شهر واحد فقط من قيام الصين بالكشف عن جينوم فيروس كورونا لأول مرة، يقول فرزان: “لهذا السبب يقوم الناس بشراء أسهم في شركات الرنا المرسال.