بأبسط الطرق.. كيف توقفين الغيرة والخلاف بين الأبناء؟

الأطفال
الأطفال

عادة مايتنازع الأبناء بين بعضهم البعض، الأمر الذي يقع على عاتق الوالدين، الذين يحاولون تقريبهم إلى بعضهم البعض بدون خلافات أو نزاعات، خاصةً عندما يكونوا في عُمر متقارب أو أثناء مرحلة الطفولة، وقد يستمر الخلافات بينهم إلى الشعور بالغيرة والمقارنة والتنافس مع الأخوة حتى الكِبر، أحياناً يظل الأمر طبيعياً ومؤقتاً حسب المرحلة العمرية، لكن إذا ما تم التعامل معه بشكل ذكي ولائق سيتحول من مجرد أزمة مرحلة عمرية إلى تنافس مدى الحياة.


هناك بعض الطرق التي وضعها علماء الاجتماع، والتي من شأنها ستساعد على وقف شعور الغيرة والتنافس بين أبنائك:

ينشغل معظم الآباء والأمهات في حياتهم العملية والخاصة لدرجة قد تشغلهم عن أبنائهم وقضاء وقت فردي خاص بهم، لكن يجب أن يهتم الوالدين بتخصيص وقت للتحدث معهم حتى لو كان لمدة ربع ساعة فقط يومياً، وعندما يكون لديك أبناء في مراحل عمرية قريبة من بعض فالأفضل أن تخصص لكل واحد منهم وقت على انفراد، ذلك سيجعلهم يشعروا بأنهم لم يفقدوا مكانتهم المميزة عندك بقدوم أخوة جدد لهم أو بمشاركة أخوتهم لهم في نفس الأمور الحياتية.

كما تؤكد “Barbara Greenberg” الأخصائية النفسية المتخصصة في الأبوة والأمومة والمراهقين؛ ومؤلفة كتاب “سن المراهقة كلغة ثانية”: “أنه لا بد أن يُحدد الآباء موعداً فردياً مع كل طفل من أجل منع حدوث فوضى بين الأشقاء في المنزل، كما تؤكد أن التنافس بينهم يكون بمثابة رغبتهم في قضاء وقت أطول مع الوالدين بمفردهم، لذا فالمهم في الأمر أن يشعر الطفل أنه يتلقى اهتماماً وتقديراً من والديه”، لذا عليك أن تهتم بقضاء وقت منفرد مع كل طفل وتستمع إليه بإنصات وتعطه الفرصة أن يعبر عما داخله من مشاعر.

الترفيه سويًا

وسط العديد من المسؤوليات وانشغال الوقت لدى الوالدين قد يصعب تخصيص وقتاً محدداً للترفيه مع الأسرة، وعلى الرغم من بساطة هذا الأمر لكنه مهم للغاية؛ حيث يعمل على تهدئة التنافس بين الأشقاء وتعزيز مشاعر الحب والمودة بينهم، لأنه يُشعرهم بالجو الأسري الصحي وأنه لا يجب على الأسر المترابطة أن تشعر بالغيرة والتنافس بين بعضها البعض، كما يجعلهم يشعروا بالامتنان للأوقات التي يقضوها سوياً بجانب أخوتهم، لذا فأحرص على تخصيص وقت للمرح العائلي مع أبنائك عالأقل على فترات متباعدة من الزمن.

مسئوليات

بالنسبة للعديد من العائلات أحياناً يقوم الوالدين بتكليف الأخوة الأكبر سناً برعاية أخوتهم الصغار وتحمل مسئولياتهم بشكل كامل، وعلى الرغم أن هذا يبدو مناسب لكن الأخصائيين النفسيين يؤكدوا أن ذلك قد يسبب الاستياء والخلاف في وحدة الأسرة، فالأطفال الأكبر سناً يحتاجوا لتحمل مسئوليات تتناسب مع فئتهم العمرية وليس أن يكون أحدهم جليس لطفل أصغر منه ويتحمل مسؤوليته كاملة وإذا قصر في ذلك يتم معاقبته بشكل صارم.

كما أنه من المهم تشجيع الأبناء على العمل سوياً في فريق جماعي وتحفيزهم على إنجاز الأشياء البسيطة معاً دون تشاجر أو خلاف، فيمكنك على سبيل المثال تدوين ما تريد شرائه من محل البقالة قبل الذهاب؛ وتجعلهم يتولوا مسؤولية تجميع المنتجات من المتجر بمنتهى النظام والهدوء، ويتقاسم كل منهم المهام بحيث لا يحدث خلاف بينهم، لذا فأحرص على متابعتهم جيداً أثناء إعطائك مهام عمل جماعي لهم.

المقارنة

الكثير من الآباء يقعون في هذا الخطأ الشائع وهو المقارنة بين أبنائهم بصفة مستمرة، وهنا يجب لفت الانتباه إلى أن كل شخص قد خُلق بمهارات وقدرات وانطباعات شخصية مختلفة عن غيره حتى عن أشقائه، فمقارنة ابنك بأي شخص آخر غير صحيحة بالمرة، كما أنها تجعله يتذمر ويستاء من تميز أخوته، ومن الممكن أن يتمنى لهم الشر مع مرور الوقت، فالمقارنة بين الأبناء هي أخطر ما يقع فيه الوالدين من أخطاء تربوية، كما أنها تهز ثقة الطفل بنفسه وتجعله يرى نفسه دائماً مقصر مهما بذل من جهد أو حاول أن يتميز فسيظل أخيه أفضل منه لأنك اعترفت بذلك سابقاً، وكلمات المقارنة التي يقولها الوالدين تكون صعبة على الأبناء لدرجة أنها ستظل عالقة في ذاكرتهم حتى الكِبر مهما حاولوا إنكار ذلك، لذا فتجنب أن تقارن بين أبنائك حتى لو لاحظت وجود الكثير من الفروق الفردية بينهم.

العقاب

يجب على الوالدين تأديب أبنائهم على انفراد وليس أمام الآخرين أو حتى أمام أخوتهم، فغالباً ما يسعد الأطفال بإيقاع بعضهم البعض في مشاكل وخلافات، كما أن ذلك يضع الابن في موضع إحراج وغضب ورغبة في انتقام من أخويه إذا قاموا بالشماتة به، لذا فعليك أن تحرص على توبيخ ابنك على انفراد في غرفة بمفردكم، وإذا لم تتوافر غرفة فارغة فيمكنك أن تأخذه إلى الجانب وتتحدث معه دون أن توقعه في الإحراج أمام أشقائه.

الألقاب

من البديهي والمتعارف عليه أن إلقاء المسميات والألقاب السلبية على الأطفال يعتبر نوعاً من التنمر اللفظي وله أثره السلبي على الطفل، لكن من غير الشائع أنه حتى الألقاب الإيجابية أحياناً لا تكون مناسبة إذا جاءت كتمييز زائد عن حده أو تم إطلاقها على طفل واحد دون بقية أخوته، فتمييزك لطفل واحد من أبنائك وتلقيبه بالذكي أو عبقري العائلة وغير ذلك من هذه المسميات؛ سيجعل أخوته يعتقدون أنه أفضل منهم وأغلى مكانة لديك؛ وذلك سيعمل بشكل غير إرادي على الشعور بالغيرة والحقد وفقدان الثقة بالنفس تدريجياً، لذا فالأفضل أن تتجنب إطلاق مسميات إيجابية أو سلبية على أبنائك.

التجمعات

إن التجمعات العائلية مع الأقارب عامةً والأسرة خاصةً مهمة لأنها تشعر الطفل بالدفء الأسري كما تجعله يدرك مكانة الأسرة ودورها في الحياة ويتلهف للتجمع القادم ويبقى في انتظاره، فهذه التجمعات تجعلهم يدركوا أنهم جزء من فريق كبير يسمى العائلة، وتجعلهم يتميزون بالذكاء الاجتماعي أكثر؛ من خلال تعاملهم مع مختلف أفراد الأسرة واختلاطهم بأشخاص في مراحل عمرية مقاربة من أعمارهم ومختلفة عنهم.

الاحتفال

من المهم أن تعمل على تشجيع أبنائك على الاحتفال ببعضهم البعض في المناسبات السارة وأن تحفزهم على تقدير الأوقات الجيدة التي يمر بها أخوتهم وتجعلهم يشعروا بالإمتنان لحدوثها، فهذه المهارة لن تساعدهم بين أخوتهم فحسب بل ستساعدهم على مدار حياتهم، فالشعور بالدعم وحب الخير للغير مشاعر نفسية صحية جداً يجب أن يتحلى بها أي إنسان يرغب في النجاح واستكمال حياته بشكل سوي، كما أنها ستجعل منهم بعد ذلك آباء وأمهات وأزواج وزوجات داعمين لمن حولهم ومتعاونين معهم، مما سيضمن لهم علاقات اجتماعية ناجحة في الحياة.