مراتى مدير عام .. 24% من مدراء مصر نساء
إذا كانت علاقتك بزوجك جيدة ولم يعكر صفوها أى من الخلافات الشهيرة كمصروف البيت أو كثرة وجوده خارج المنزل، فما الذى يمنعك فى لحظة صفاء أن تسأليه عن شعوره إذا جاء يوم ونتيجة لاجتهادك فى العمل وأصبحت مديرة أو مسئولة كبيرة بينما يعمل هو تحت إدارتك.
الإجابة ستتلخص فى اتهامات لك بأنك مقصرة فى حق الأسرة على حساب عملك.. اتهامات فى مجملها باطلة تدفعها نار الغيرة من أن تصبحى أعلى منه فى المرتبة الوظيفية.
والسبب فى ذلك أن عقلية الزوج الشرقى تنظر إلى المرأة وتتعامل معها بعقلية وأفكار "سى السيد".. واليوم لا مجال لهذه العقلية بعدما أصبحت المرأة تشغل 24% من وظيفة مديرعام. وتعالوا بنا نعرف التفاصيل ومعاناة الزوجات المديرات.
فى منتصف ستينات القرن الماضى ناقش فيلم "مراتى مدير عام" هذه المشكلة ببراعة، حيث جسدت الفنانة شادية دور الزوجة التى كانت ترأس الشركة التى يعمل بها زوجها الفنان صلاح ذو الفقار مهندسا .. وبسبب المركز الوظيفى الأعلى للزوجة كانت تنشب خلافات عديدة بين الزوجين بعد عودتهما إلى منزلهما، خلافات جعلت حياتهما الزوجية فى مهب الريح.
لقد ناقش الفيلم هذه القضية الاجتماعية فى وقت ربما كانت لا تهم فيه قطاعا كبيرا من المجتمع، أما اليوم فقد باتت هذه القضية ظاهرة تهدد مستقبل نصف المجتمع، وقد زادت فى الآونة الأخيرة مع زيادة مشاركة المرأة فى الحياة العملية واقتحامها مجالات عمل متعددة، أثبتت فيها جدارتها ومحت بنجاحها مفهوم "سى السيد" عن المرأة التى كان يتحدد كيانها وصلاحيتها داخل بيتها فقط.
والآن، دعك من كل هذه الصغائر وألق بها وراء ظهرك وأخبريه بثقة – العالمة ببواطن الأمور- أن الأمر يأتى ضمن صميم علاقتكما الزوجية ومعرفة مقدار حبه لك واتبعى ذلك بتذكيره بواقعة الطلاق الأخيرة التى تناولتها الصحف أخيرا والتى دارت حول انتهاء قصة حب استمرت خمسة عشر عاما بين زوجين منذ أن كانا معا فى السنة الأولى بكلية الطب إلى أن انتهت بشكل درامى داخل قاعة مغلقة بمحكمة الأسرة بالقاهرة بعدما اقامت الزوجة دعوى خلع لتضررها من زوجها الذى تبدلت عواطفه تجاهها فى الشهور الأخيرة وتحديدا بعدما ترقت وباتت مديرة للمستشفى الذى يعملان به، فأصبح يعاملها بجفاء ويتعمد إهانتها وعدم تنفيذ توجيهاتها فى أثناء العمل مما سبب لها حرجا بالغا أمام بقية العاملين فى المستشفى فإما أن تخلط العمل بالحياة الشخصية وتتغاضى وتظهر ضعيفة الشخصية أمام بقية الأطباء والممرضات، أو أن تعاقبه وليكن ما يكون وهو ما حدث بالفعل حيث اقدمت على خصم خمسة أيام من راتبة وتوجيه إنذار بإحالتة للتحقيق وهو ما دفع الزوج إلى ثورة وتصعيد الأمر فور عودتهما إلى البيت، حيث بات يتعمد إهانتها بشكل مستمر أمام أولادها والأقارب والجيران بدعوى تقصيرها فى أداء واجباتها كزوجة والاعتماد على الخادمة.. فكان الخلع خيارا لا مفر منه.
مجال مختلف
وقبل أن تنفرج شفتا زوجك عن ابتسامة توحى بالانتصار على مخططك وهو يخبرك بأن وضعكما مختلف وأنك لم ولن تصبحى مسئولة عنه فى العمل لسبب بسيط وهو أن كلا منكما يعمل فى مجال مختلف، فعاودى السؤال عليه بصورة مباشرة هذه المرة: هل ستشعر يوما بالغيرة إذا ما نلت مكانة متقدمة عنك علميا أو عمليا وأصبحت شخصية مرموقة فى المجتمع وواحدة من المشاهير؟
وقبل أن يجيبك متهكما بالإجابة التقليدية.. أنا زى ما أنا.. بحبك وهافضل أحبك.. ورغم التهكم الواضح الذى ستلاحظينه فى كلماته.. لا تفقدى ثقتك بنفسك وثباتك واعلمى أنه فى المستقبل القريب ستميل كفة المناصب القيادية تجاه المرأة، وأنه ليس من المستبعد أن تصبح المراة المصرية رئيسة وزراء وتتولى الحكم أيضا.
ليس هذه نبوءة عراف وإنما حقيقة تطل برأسها من واقع أرقام وإحصائيات صدرت أخيرا عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء كشفت عن ارتفاع نصيب السيدات فى الوظائف القيادية العليا بصورة كبيرة جدا خلال السنوات العشر الماضية حيث باتت المرأة تشغل وظيفة مدير عام بنسبة 24%، وعضو هيئة التدريس بالجامعة بنحو 40%، وفى تعيينات السفراء بنحو 32%، وفى النقابات المهنية 28%.
وحسب اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز فإن نسبة تمثيل النساء فى المجالس المحلية ارتفعت إلى 5% فى دورة 2008، وفى هيئة النيابة الإدارية إلى 34%، وفى وظائف الإدارة العليا بقطاع الإذاعة رئيس شبكة فعلى إلى 63%. وأضاف أن نسبة تمثيل المرأة فى مجلس الشورى ارتفعت إلى 8% عام 2007، وسجلت نسبة المقيدات بالجداول الانتخابية ارتفاعا وصل إلى 40% من إجمالى المقيدين فى عام 2007.
كما إرتفعت نسبة النساء فى وظيفة سكرتير أول بالسفارات، والتمثيل التجارى بالخارج إلى 19% وسكرتير ثان إلى 22%، وسكرتير ثالث إلى 34%، وملحق دبلوماسى 29%، ويضم القطاع الحكومى 1646000 امرأة عاملة فى جميع وزاراته وتتراوح نسبة القيادات النسائية الإدارية فى قطاع الدولة 3.1% كحد أدنى فى قطاع الدفاع والأمن والعدالة إلى 5.36% كحد أقصى فى قطاع التنمية الاجتماعية وتبلغ نسبة القيادات الإدارية النسائية فى قطاع الدولة 1.24% من مجمل عدد القيادات.. كما تتباين نسبة القيادات النسائية فى المحافظات فترتفع النسبة فى محافظة القاهرة إلى 2.74% من مجمل عدد القيادات الإدارية فإنها تنخفض إلى نسبة 5% فى محافظة مطروح. وأنه من المتوقع أن تزداد تلك النسب فى السنوات الخمس المقبلة.
البيت والأولاد
الإحصائيات التى اعتبرتها حواء خير دليل على ما تعرضت له من ظلم وإجحاف فى أوقات سابقة عندما كان يبخل عليها البعض ليس بالتعليم والعمل فقط وإنما أيضا بالحياة فى المقابل يراها خبراء فى المراكز الاجتماعية البحثية احد أهم الأسباب لارتفاع ظاهرة الطلاق فى مصر فى السنوات الأخيرة فحسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن مصر تشهد حاليا حالة طلاق كل 6 دقائق أى بمعدل 240 حالة طلاق يوميا وأن عدد المطلقات إرتفع إلى مليون و459 ألفا بنسبة طلاق 34.5% فى السنة الأولى للزواج و12.5% فى السنة الثانية.
والنسبة الكبرى لحالات الطلاق تقع فى سن 20- 30 سنة للنساء. وان قرابة 15% من حالات الطلاق ترجع لعدم التكافؤ الاجتماعى والثقافى بين الأزواج لاسيما فى الحالات التى يكون الزوج اقل سواء من حيث التعليم أو درجة العمل.
وتأتى تلك النسبة فى المرتبة الثالثة فى قائمة مسببات الطلاق حيث تبين أن 42% من حالات الطلاق ترجع لأسباب اقتصادية وعدم التزام الزوج بأحتياجات الأسرة و25% بسبب تدخل الأهل و12% بسبب السلوك السئ لأحد الزوجين!!
كما كشفت دراسة اجتماعية حديثة صادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الرجل فى المجتمعات الشرقية يرفض بدافع الغيرة أن تفوقه زوجته فى المكانه العملية، وهو ما حدث بالفعل فى واقعة المهندسة غادة، التى فوجئت بعد زواجها بعشرة أعوام بتغير معاملة زوجها لها خصوصا بعد أن حققت عدة نجاحات كبيرة فى مجال عمله وزاد راتبها عدة أضعاف فى تلك الفترة بينما زوجها المحاسب بإحدى الشركات كما هو محلك سر لم يتقدم خطوة، ولذا فوجئت به يغار من نجاحها ويريدها أن تنفق كل راتبها على البيت بينما هو يحتفظ براتبه، وقالت للقائمين على الدراسة: لكونى أرغب فى استقرار أسرتى، فقد خضعت لرغباته إلا أنه لم يتوقف عند ذلك فبدأ يتحكم فى كل أعمالى ويطالبنى بالمساهمة معه فى تسديد ديونه التى ترتبت على شرائه لسيارة خصوصا به وعندما رفضت احتج واعترض وبدأ يتصيد لى الأخطاء ويحاسبنى على اتفه الأمور حتى أصبحت معه جحيما لا يقبل العيش مما أضطرنى إلى طلب الطلاق بعد أن لاحظت أن مشاكله المفتعلة بدأت تؤثر على نفسية أولادى.
لحظة غضب
وهناك أيضا حكاية سعاد.. سيدة مثقفة أنجبت طفلتين وانفصلت عن زوجها بعد تسع سنوات زواج وتحدثت عن أسباب طلاقها قائلة: "حدث طلاقى فى لحظة غضب بعدما اشتد الخلاف مع زوجى المحاسب على رفضى أن أتوسط لابن شقيقه على العمل فى المصلحة الحكومية التى أعمل بها مديرة لقسم المشتريات وإصراره على أن أتغاضى عن القانون واللوائح وأقبل أوراقه للعمل معى فى القسم على الرغم من كونة خريج كلية الآداب قسم فلسفة وليست له علاقة بأعمال الحسابات والمشتريات إطلاقا، وعندما رفضت ثار فى وجهى صارخا: أنت تتعمدين إحراجى أمام شقيقى الأكبر فكان الطلاق حدا فاصلا للخلافات المشتعلة بيننا.
ومن جانبها توضح الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن المرأة تفخر إذا ما ارتبطت برجل ناجح ومهم فى الحياة الاجتماعية ولكن نادرا ما نجد أو نسمع رجلا يتكلم ويتفاخر بزوجته إن كانت ناجحة فى الناحية العلمية والعملية، وغالبية الرجال يتصورون أن نجاح المرأة يرتبط بالبيت والأولاد.
وتابعت: الرجل بوجه عام لا يتحمل أن يكون تابعا لزوجته، أو أن يحيا فى ظل شهرتها حتى لو كان ناجحا فى عمله، وينطبق هذا المبدأ فى المجتمعات الغربية أيضا، التى تكتسب فيها الزوجة لقب عائلة زوجها كبديل لاسم والدها بعد الزواج وهو ما يعنى أنها باتت تتبع الزوج فى كل شئ.
وتؤكد أنها ومن خلال عملها التقت بكثير من السيدات اللواتى فشلن فى حياتهن الأسرية بسبب شهرتهن أو نجاحهن الذى لم يتحمله أزواجهن.
كما التقت بزوجات شهيرات يرفضن الحديث فى المنزل عن تفاصيل أعمالهن تجنبا لشعور الزوج بالضيق والغيرة. ونسبة غير قليلة من النساء الناجحات، اللاتى التقيت بهن كن إما غير متزوجات أو مطلقات.
حالة من الازدواجية
وتؤكد د. عزة كريم أن الرجل إن لم يكن متمتعا بأفق واسع ومتقبلا لنجاحات زوجته، فأنه من المستحيل أن ينعما بحياة هانئة، كما تنصح الزوجات بضرورة التمتع بنوع من الذكاء واللباقة التى تجعلها مدركة ضرورة إيجاد دور للزوج فى ما حققته من نجاح ولو كان بسيطا، والأهم أن تترك شهرتها على باب المنزل.
وتشير الى حالة الازدواجية التى يعيشها كثير من الرجال فى مجتمعاتنا الشرقية حيث نجده لا يكره تفوق المرأة عليه فى العمل، والدليل كم النساء اللاتى يتقلدن المناصب فى المصالح الحكومية المختلفة والخاصة أيضا، ولكنه قد يشعر بالإهانة إذا ما وجد زوجته هى رئيسته فى العمل.
وتفسر خبيرة علم الاجتماع أسباب ذلك قائلة: هذا يرجع لأننا كمجتمع لا نربى فى أطفالنا من الذكور تقبل قيادة المرأة، ونغرس فيهم منذ الصغر رفض قيادتها للمركب حتى لو كانت شقيقته الكبرى أو والدته، بدعوى أنه ينشأ على مفهوم أن تنازله عن تلك القيادة فيه انتقاص لرجولته وقوامته، وأن التنازل عن حقه فى القيادة سيتبعه بلا شك تنازل فى أمور أخرى.
ليس هذا فقط، نحن نرى أزواجا يعتمدون على راتب الزوجة أو إحساسها بقيمتها.. إنها مسألة تربية وتنشئة، لاننا بحاجة إلى أن نربى فى أولادنا أن القيادة لمن يستحقها بغض النظر عن جنسه.
قائد الأسرة
ويتفق الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر مع كلام الدكتورة عزة مؤكدا أن الرجل منذ مئات السنين تربى على أن يكون قائد الأسرة ويلحق به سائر افرادها، الزوجة اولا ثم الأولاد، وهو الأكثر علما والأكثر إنتاجا وكلما تعزز هذا الدور انتعشت ثقته بنفسه وتصالح مع تقاليد المجتمع.
وقد شكل هذا الموقع إرثا معنويا واخلاقيا واجتماعيا يتحرك داخل إطاره، ومنه يستقى قيمه وصورته عن ذاته وعن دوره فى أسرته وفى مجتمعه.
ويستطرد قائلا: غير أن دخول المرأة ميدان الحياة العامة والعمل وتحقيق نجاحات متصاعدة أحدث تغييرا جوهريا فى هذا الواقع، فلم تعد الزوجة فى المفهوم الحديث للحياة الزوجية ذلك التابع بل أصبحت الشريكة فى تأمين دخل الأسرة وفى قراراتها، ولكن هذا التغيير لا يزال حديث العهد، ولم يتحول إلى جزء من النسيج النفسى للرجل، لذلك يشكل تفوق الزوجة أو تميزها مقارنة به فى أى مجال، أزمة حقيقية له، وهى فى الواقع أزمة ثقة بنفسه وتعبير عن خوفه من فقدان دوره وموقع سلطته.
وماالموقف العنيف الذى يبدر عنه أحيانا سواء بالكلام أو بالتصرف ليس إلا دفاعا لا واع عن النفس تجاه من يتراءى له أنه مصدر الخطر.
شخصية قوية
ويؤكد د. هاشم بحرى أن الابحاث الأخيرة أثبتت أن الزوجة الأكثر تعرضا للخلاف مع زوجها هى الزوجة الناجحة، المتألقة فى عملها والمثقفة والنشطة، وأرجع هذا الأمر إلى أن الزوج الشرقى غالبا ما يرى أن نجاح زوجته فى عملها يهدد وجوده الذكورى ويقلص سيطرته على المنزل فيلجأ إلى اختلاف المشاكل التى قد تدمر الحياة الزوجية فى بعض الأحيان فى سبيل الهيمنه والسيطرة على طريقة "سى السيد" والحفاظ على مكانته فى القيادة والهيمنة. ويوضح د. بحرى أن بعض الرجال قد يجدون الزواج من سيدة ذات سمات شخصية قوية نوعا من أنواع التحدى لرجولتهم وسيطرتهم على المنزل، بينما يعتبرون العمل معها راحة لأنهم يستطيعون الاعتماد عليها، بينما توجد مجموعة أخرى من الرجال يعتبرون الزواج من سيدة قوية الشخصية عاملا مساعدا لهم فى التقدم إلى الأمام فى العمل والمنزل والحياة الاجتماعية فهى مكملة لهم وليست تحديا لهم.
ويضيف قائلا: نرى فى كثير من الأحيان بعض السيدات يرفضن الترقى فى أعمالهن حتى لا تكون درجتهن الوظيفية ودخلهن أفضل من ازواجهن خصوصا فى المجتمع الشرقى حتى يحافظن على الكيان الأسرى والمنزل.. وذلك يعتمد على شخصية الرجل وليس على شخصية المرأة، فليس عيبا أن يكون للسيدة طموح للأداء فى العمل والمنزل وتربية الأبناء.
هذا إلا أننا نرى ارتفاع نسبة العنوسة واضحة جدا بين صفوف الذكيات المتعلمات المرموقات فى العمل، فكلما زادت الشهادات المعلقة على الحائط كلما قل عدد الخاطبين الذين يدقون الباب، لأنهم يخافونهم.
ويرجع خبير الطب النفسى تفوق بعض النساء على الرجال فى مجال العمل أو الاسرة إلى أن الرجال غالبا يمارسون عملا روتينيا وغير ابتكارى فى الوقت الذى تنزل فيه النساء يوميا إلى الشارع ويتعاملن مع جنون الأسعار وتفكر فى كيفية تطويع ميزانيتها، كما أن تربية الأبناء تحتاج إلى الحكمة والتريث والحوار حسب المرحلة العمرية التى يمرون بها.
كل هذه العوامل بمثابة تدريبات ذهنية للمرأة فى مشوار البحث عن الحلول والبدائل تكسبها مزيدا من الخبرة والفطنة بالحياة.
إنسان بلا طموح
فاقدوا الثقة فى قدراتهم وإمكانياتهم، هم فقط من يخجلون من نجاح زوجاتهم، هكذا لخص الدكتور حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجهة نظره، مضيفا: فى رأيى أن نجاح المرأة يعكر صفو الحياة فقط إذا كان الزوج إنسانا بلا طموح أو فاقد الثقة بنفسه وقدراته فى تحقيق النجاح فى مجاله.
وهى ظاهرة لا تقتصر على عالمنا الشرقى فقط ولكنها موجودة فى كل انحاء العالم، وأشعر بالتعاطف مع أى زوجة تضعها الظروف فى موقف يكون فيه نجاحها سببا فى شقائها الأسرى.
ويرى الدكتور حسين أن الزوجة الذكية هى من تستطيع امتصاص غيرة زوجها من نجاحاتها، فهناك نساء تضعهن ظروف عملهن تحت دائرة الضوء، ويكون الزوج ناجحا هو الآخر ولكنه بعيد عن الأضواء، فى حين أن المجتمع ينبهر دائما بكل ما هو لامع.
ويضيف: يجب على وسائل الإعلام أن تعطى المرأة الناجحة فى مجال عملها حقها فى الشهرة والنجومية بتسليط الأضواء عليها وما حققته لتكون بذلك نموذجا يقتدى به من هم فى بداية مشوار الحياة العملية وهذا يعود بالنفع ليس فقط على الأجيال الجديدة وإنما أيضا على مستقبل مصر، فأى مجتمع يهتم بالمرأة ويفرد لها المساحة فى التمكين سواء فى الناحية التعليمية أو العملية يستطيع أن يتقدم نحو المستقبل بثبات.
ويستطرد: المرأة هى السند فى تربية الأطفال شباب المستقبل فإذا ما كانت المرأة جاهلة فالمستقبل يقوده شباب جاهل وقادة جاهلون وعندما تكون الأم فاقدة للإحساس بالجمال الفنى يشب أبناؤها كذلك، وهكذا فإن الإحصائيات الأخيرة التى تشير إلى تقدم المرأة فى مجالات القادة العملية لهو دليل مبشر على أن المجتمع المصرى يتعافى من أمراض الرجعية والتخلف ويسير بخطوات جادة نحو الأمام.
جدل فقهى
ويبدو أن نجاحات المرأة وتفوقها فى مجال الإدارة لم يثر الجدل فقط فى محيط الأسرة وإنما أمتد لما هو أبعد من ذلك فداخل مجمع البحوث الإسلامية أثير أخيرا جدل بالغ حول أحقية تولى المرأة المسلمة الحكم فى البلاد الإسلامية وهو ما وافق عليه كل من شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى ومفتى البلاد الدكتور على جمعة وسعيا لإصدار فتوى رسمية تجيز تولى المرأة منصب الرئاسة فى الدول الإسلامية، وهو ما صادف اعتراضات لدى كثير من العلماء منهم رئيس لجنة البحوث الفقهية ورئيس جامعة الأزهر السابق الدكتور عبد الفتاح الشيخ والذى أكد أن الرئاسة إمامة كبرى مقصورة على الرجال دون النساء.
واستشهد بحديث النبى صلى الله عليه وسلم عندما بلغه تولى نوران ابنة ملك فارس الملك قائلا (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة). وامام هذا الجدل تقرر تشكيل لجنة فقهية لدراسة المسألة وتقديم تقرير حولها لعرضها على المجمع فى القريب العاجل.
- 40% من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة و23% من تعيينات السفراء نساء.
- خبراء النفس والاجتماع يؤكدون أن الرجل لا يتحمل أن يكون تابعا لزوجته... أو أن يحيا فى ظل شهرتها حتى لو كان ناجحا فى عمله.
- طبقا لإحصائيات الجهاز المركزى تشغل المرأة وظيفة مدير عام بنسبة 24%.
- وجود المرأة المصرية فى مواقع قيادية دليل على أن المجتمع يتعافى من أمراض الرجعية ويسير نحو الأمام.