أمراض فروة الرأس الأكثر شيوعاً وكيفية علاجها
يتجاهل الكثير منا العناية بمنطقة في أجسامنا تكون بعيدة عن الأنظار بشكل عام، وهي فروة رأسنا، على الرغم من أنها مغطاة بالشعر، فإن قلة العناية بفروة الرأس يمكن أن تؤدي إلى ظهور بعض المشكلات التي تتطلب انتباهك للتعامل معها بشكل صحيح. ونظراً إلى أن فروة الرأس مجرد امتداد لوجهك، فهي أيضاً عرضة للتهيج والحكة والجفاف، ولاننسى بالتأكيد قشرة الرأس التي يعانيها كثيرون.
ما هي وظيفة فروة الرأس؟
قد تعتقد أن الجلد الذي يتكون من فروة الرأس يختلف اختلافاً كبيراً عن الجلد في باقي أجسامنا، لأنه ينمو عليه شعرٌ أكثر سمكاً وأطول. لكن في الواقع، فروة الرأس تشبه من الناحية التشريحية بقية بشرتك، لكنها فقط سميكة قليلاً. تتكون فروة الرأس من خمس طبقات مختلفة من الأنسجة، في حين تحتوي بقية بشرتنا على ثلاث. كما أنها تحتوي على مزيد من الغدد الدهنية وأطنان من بصيلات الشعر، نحو 100.000 على وجه الدقة..
تنمو كل شعرة من جريب فردي موجود داخل فروة الرأس ومن خلاله يتم إنتاج الزهم (المعروف أيضاً باسم الزيت) بواسطة الغدد الدهنية في كل بصيلة على حدة، ويساعد على ترطيب الشعر والجلد المحيط به. وتختلف كمية الزيت التي يتم إنتاجها على فروة الرأس من شخص لآخر، حيث يعاني البعض منها بدرجة أقل أو أكثر بكثير من الآخرين. توجد في قاعدة بصيلات الشعر أعصاب حسية تلتف حول كل بصيلة شعر؛ نتف الشعر يحفز هذه النهايات العصبية وينبهنا إلى الشعور بالألم.
الغرض من فروة الرأس ليس فقط إنتاج الشعر؛ إنها بمثابة حاجز مادي لحماية الجمجمة من الصدمات والعدوى. لذلك، فإن فروة الرأس تخدم غرضاً وظيفياً، إضافة إلى غرض جمالي.
كيف تبدو فروة الرأس الصحية؟
لا ينبغي أن يكون هناك احمرار أو تهيج، ويجب أن نرى الكثير من القشور أو التراكمات على فروة الرأس الصحية. كما ينبغي ألا تكون لها رائحة. إذا كانت فروة رأسك تعاني أياً من هذه المشاكل، فقد تكون المشكلة بسيطة مثل رد فعل تحسسي على الشامبو شديد التعطير أو معقدة مثل حالة المناعة الذاتية. لهذا السبب يقول هنري، إنه من الأفضل دائماً رؤية طبيب أمراض جلدية بشأن مشاكل فروة الرأس.
كيف يجب أن تعتني بفروة رأسك؟
تنطبق نفس المبادئ الأساسية للعناية بالبشرة بشكل عام على العناية بفروة الرأس أيضاً. تعد إزالة الأوساخ والزيوت من فروة رأسك أمراً مهماً وكذلك ترطيبها. ومثل روتين العناية بالبشرة، يجب أن يعكس روتين العناية بفروة الرأس حالة فروة رأسك. إذا كان جسمك يميل إلى أن يكون جافاً، على سبيل المثال، فتجنَّب تقشيره بالمقشرات القاسية.
ولكن بشكل عام، فإن الطريق إلى العناية المناسبة بفروة الرأس يبدأ بإزالة التراكمات عليها. يقترح خبراء الشعر تمشيط شعرك بالفرشاة قبل الاستحمام؛ للمساعدة في تفكيك الترسبات العالقة بفروة رأسك حتى يمكن شطفها بسهولة.
في حين أن غسل الشعر بالشامبو بشكل صحيح مهم لأي فروة رأس، إلا أن هناك بعض الاختلافات في العناية بالفروة الجافة مقابل الدهنية.
كيفية العناية بفروة الرأس الجافة
إذا كانت لديك فروة رأس جافة، فقد يتهيج الجلد فيها ويتقشر، لأنه لا يحتوي على ما يكفي من الزيت والرطوبة. الأشخاص ذوو البشرة الجافة معرضون أيضاً لجفاف فروة الرأس، وعادة ما تحدث كلتا المشكلتين بسبب العوامل نفسها، مثل العامل الوراثي والهواء الجاف والغسل المفرط وكبر السن.
لذلك، جرب استخدام تونر فروة الرأس المصمم ليمنح فروة رأسك وشعرك ترطيباً كافياً. كما أنه من المهم أيضاً أن تغسل بشامبو لطيف ومرطب، يليه بلسم مرطب. حاوِل غسل شعرك بالشامبو بمعدل أقل واستخدم الماء الدافئ بدلاً من الماء الساخن.
كيفية العناية بفروة الرأس الدهنية
كمية الزيت التي تنتجها البصيلات تختلف من شخص لآخر، والبعض لديهم شعر وفروة رأس أكثر دهنية من الآخرين، حتى لو كانت بصيلاتهم تفرز الكمية نفسها من الزيت. إذا كان لديك شعر ناعم وأملس، فهذا يعني أن الزيت الذي تنتجه غدد فروة الرأس سوف يتساقط مباشرة حتى طرف الشعر وسيجعله أكثر دهنية. أما إذا كان شعرك مجعداً، فهذا يعني أن كمية الزيت يجب أن تشق طريقها إلى أسفل الشعر بصعوبة، لذلك يميل الشعر المجعد إلى أن يكون أكثر جفافاً قليلاً.
الخطوة الأولى للعناية بالشعر الدهني هي غسل الشعر بشكل متكرر. لكن قاوِم الرغبة في استخدام الشامبو المنقي بانتظام. بدلاً من ذلك، اغسل بشامبو لطيف خالٍ من الكبريتات في يوم، وشامبو يقشر فروة الرأس في اليوم التالي. ابحث عن أنواع تحتوي على زيت شجرة الشاي أو حمض الساليسيليك.
إن مقشرات فروة الرأس التي تحتوي على مقشرات فيزيائية مثل ملح البحر، تعمل بشكل رائع لإزالة الترسبات والتراكمات التي تتراكم غالباً على فروة الرأس الدهنية.
كيف يجب أن تعالج أمراض فروة الرأس؟
يمكن أن تؤدي بعض أمراض فروة الرأس إلى تكسر الشعر وحتى تساقطه، لذلك من الضروري أخذ العلامات مثل الاحمرار والتهيج والحكة على محمل الجد. يمكن أن يساعدك طبيب الأمراض الجلدية في تشخيص ما قد يحدث بشكل صحيح، وتحديد أفضل خيارات العلاج بالنسبة لك. هذه أكثر أمراض فروة الرأس شيوعاً:
قشرة الرأس وعلاجها
قشرة الرأس سببها تساقط خلايا الجلد من فروة الرأس بمعدل مرتفع بشكل غير عادي، يقترن عادةً بإفراط في إنتاج الزيت ووجود فطريات تشبه الخميرة. لسوء الحظ، فإن قشرة الرأس هي حالة مزمنة بشكل متقطع وقد لا تختفي نهائياً. وبينما يمكن أن يصاب أي شخص بقشرة الرأس، فإن البعض أكثر عرضة لها. تبدأ عادةً في سن البلوغ ثم تتناقص تدريجياً بعد سن الخمسين تقريباً، وهي أكثر شيوعاً عند النساء منها عند الرجال.
الأخبار السارة هي أنه يمكن علاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من قشرة الرأس عادةً في المنزل باستخدام الشامبو الذي يحتوي على الكيتوكونازول أو كبريتيد السيلينيوم أو بيريثيون الزنك. تحتوي هذه المكونات على خصائص مضادة للفطريات والميكروبات، مما يسمح لها بتقليل نمو الفطريات المسببة للتقشر على فروة الرأس. يستخدم شامبو حمض الساليسيليك أيضاً للمساعدة في القضاء عليها.
ضع في اعتبارك أن الفطريات المسببة للقشرة يمكن أن تنمو على فروة الرأس بسرعة، لذا استخدم شامبو قشرة الرأس يومياً عند حدوثها، وأسبوعياً بعد ذلك. عند وضع الشامبو، لا تغسله على الفور. بدلاً من ذلك، اتركه وقتاً كافياً للقيام بعمله ودلِّكه بضع دقائق. يقول الخبراء إنه يجب تجنب منتجات تصفيف الشعر في الأسابيع القليلة الأولى من العلاج، حيث يمكن أن تترك هذه المنتجات تراكماً يمنع المكونات النشطة في منتجات العلاج الخاصة بك.
صدفية فروة الرأس
الصدفية هي حالة تسبب ظهور بقع قشرية على الجسم، من ضمنها فروة الرأس. يُعتقد أن الصدفية مشكلة في الجهاز المناعي تتسبب في تجديد خلايا الجلد بسرعة كبيرة وتشكلها في أيام بدلاً من أسابيع. لا يفرز الجسم خلايا الجلد الزائدة، لذا تتراكم على سطح الجلد وتسبب بقعاً غالباً ما تكون حمراء ومثيرة للحكة، كما جاء في موقع Allure. يمكن أن تشبه صدفية فروة الرأس إلى حد كبير قشرة الرأس، حيث تنتج القشور غالباً، لكنهما مشكلتان مختلفتان. يمكن للطبيب فقط أن يخبرك بدقة عن المشكلة الذي تتعامل معها.
يمكن أن تساعد المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية في التخفيف من الأعراض؛ وهي تشمل الشامبو والستيرويدات الموضعية والعلاجات الفموية مثل الميثوتريكسات. المكونان النشطان اللذان يجب أن تبحث عنهما في أنواع الشامبو المتاحة من دون وصفة طبية هما حمض الساليسيليك والقطران (إما الفحم وإما قطران الخشب). يعمل حمض الساليسيليك على تليين اللويحات والقشور وإزالتها في النهاية من الجلد، بينما يعمل القطران المصنوع من الفحم أو الخشب على إبطاء نمو خلايا الجلد وتقليل الالتهاب والحكة.
أكزيما فروة الرأس
التهاب الجلد التأتبي هو شكل شائع من الأكزيما، وهو حالة مزمنة يمكن أن تظهر على فروة الرأس وتبدأ عادةً في مرحلة الطفولة.
على الرغم من أن السبب الأساسي لا يزال غير معروف تماماً، فإن الجهاز المناعي يصبح مفرط النشاط ويؤدي إلى تفاعل التهابي، مما يؤدي إلى الجفاف والحكة. تعتبر الكورتيكوستيرويدات الموضعية والمستحضرات الأخرى، مثل pimecrolimus أو crisaborole، علاجات شائعة. يمكن أيضاً استخدام مضادات الهيستامين الفموية أو الكورتيكوستيرويدات التي تُصرف بوصفة طبية، مثل بريدنيزون، للتحكم في الحالة.
قد تتداخل العديد من أعراض التهاب الجلد التأتبي مع أعراض الحالات الأخرى، لذلك من المهم الحصول على تشخيص رسمي من طبيب الأمراض الجلدية قبل محاولة علاجه.
ماذا عن تساقط الشعر؟
يمكن القول إنَّ تساقط الشعر بشكل كبير، أكثر مشاكل فروة الرأس إزعاجاً. إذا كنت تعاني من تساقط الشعر الزائد، فتوجَّه إلى الطبيب؛ للتأكد من أن الغدة الدرقية أو أحد أمراض المناعة الذاتية أو نقص بعض الفيتامينات ليست وراء تساقط شعرك.
ومع ذلك، يمكن ربط بعض تساقط الشعر بما يسمى ثعلبة الشد التي قد تحصل عند أي شخص يصفف شعره بأسلوب بشكل متكرر؛ مما قد يسبب التهاباً في فروة الرأس والالتهاب.
كما يمكن أن يكون السبب ما يسمى الثعلبة الندبية المركزية (CCCA)، وهي حالة مزمنة تتميز بتندب على فروة الرأس؛ مما يؤدي بدوره إلى تساقط الشعر بشكل دائم.