طرق للتواصل من وراء الكمامة خلال جائحة فيروس كورونا

أصبح ارتداء الكمامة جزءاً من حياتنا اليومية، إلى جانب المحافظة على مسافة التباعد الاجتماعي، واتباع الاجراءات الوقائية الأخرى، وبينما أن ارتداء الكمامة يساعد على الحد من انتشار "كوفيد-19"، فقد يؤثر ذلك على قدرتنا في التواصل مع الآخرين.


ويمكن لعدم القدرة على رؤية تعابير وجوه الأشخاص أن تجعل التفاعلات اليومية بينهم أكثر صعوبة مما هي عليه.

ويقول المدير الفني لفريق الخطاب والمناظرة بجامعة ولاية ميسيسيبي، شيريل تشامبرز، بحسب موقع "سي إن إن"، إن التفاعلات الاجتماعية تأثرت بسبب وضع الأقنعة، إلا أن التواصل يتكون من العديد العناصر، ويضيف أنه يمكنك ضبط وتحسين تواصلك مع الآخرين من خلال التركيز على بعض العناصر الأخرى التي لا تخفيها الأقنعة.

وتعد تعابير الوجه بمثابة الطريقة الأساسية التي من خلالها يتبادل الأشخاص مشاعرهم تجاه الآخرين.

وتختلف تعابير الوجه التي تنقل المشاعر المختلفة منها السعادة، أو الحزن، أو المفاجأة، أو الخوف. ولكن عندما يختفي جزء من الوجه، يصبح التعرف على هذه التعابير أكثر صعوبة.

وإذا لم تتمكن من قراءة الحالة العاطفية لشخص آخر، فقد تتعرض قدرتك على التعاطف معهم للخطر. وبالمثل، إذا كان قناع الوجه الذي ترتديه يخفي حالتك العاطفية، فقد لا يتمكن الآخرون من التعاطف معك.

ويمكن أن يتسبب وضع القناع بشعور الأشخاص بمزيد من التشتت والوعي الذاتي، مما يضعف قدرتك على التواصل مع الآخرين.

ويمكنك استعادة بعض السيطرة على التواصل مع الآخرين من خلال العنصر الوحيد المتبقي، أي العينين.

وإذا كنت ترغب في زيادة التفاهم مع شخص يرتدي القناع، فيجب عليك أن تنظر في عينيه، وهو ليس بالأمر السهل، إذ يؤدي التواصل بالعينين إلى الشعور بالوعي الذاتي، ويستهلك قوة دماغية إضافية، كما أنه يصبح غير مريح بعد ثلاث ثوانٍ فقط، ومع ذلك فإن التواصل البصري، يمكن أن يجعلك تبدو أكثر ذكاءً وجدارةً بالثقة.

نحن نتواصل من خلال لغة الجسد
وقد تتفاجأ بكمية المعلومات التي ينقلها جسم الإنسان. وعلى سبيل المثال، عندما يشعر أحدهم بالسعادة، فإنه يقف باستقامة ويرفع رأسه، وعندما يشعر بالحزن فإنه يُرخي رأسه إلى الأسفل. وعند الشعور بالغضب، يتوتر الجسد بشكل كامل.

وقد يساعد تعلّم كيفية استخدام الآخرين أجسادهم للتعبير عن مشاعرهم في تقليل عدم اليقين الذي تشعر به عند التواصل مع شخص يضع قناع الوجه.

ويجب أن يكون الأشخاص على دراية بلغة الجسد أيضاً، وعند الانخراط في محادثة، يمكنك أن تبدو أكثر انتباهاً من خلال توجيه جسدك نحو الشخص، أو الانحناء، أو الإيماء.

ومن أجل السماح للشخص الآخر بمعرفة أنك تريد بدء التحدث، قم بتصويب وضعيتك، أو الإيماء بشكل متكرر.

تأثير أصوتنا 
لا تنس تأثير صوتك، ولا يعتمد الأمر على ما تقوله فقط، بل كيف تقوله أيضاً.

وإلى جانب العبارات الفعلية، يمكنك أيضاً الاستعانة بمستوى الصوت، والنبرة، والتوقف المؤقت لنقل رسالتك.

وعلى سبيل المثال، قد يشير الهمس منخفض الصوت إلى الحزن أو عدم الأمان، بينما أن الصراخ عالي النبرة قد يُظهر الغضب أو الحدة.

وبينما تُظهر الدراسات أن الأقنعة لا تغير صوتك بشكل كبير، فقد تشعر أن كلامك يصبح مكتوماً عند وضعها.

وإذا شعرت بالحاجة إلى التحدث بصوت أعلى، كن على دراية بأن رفع صوتك يمكن أن يغير الرسالة التي تحاول إرسالها. ويمكن أن يؤدي تغيير نبرة صوتك إلى تغيير المحادثة بأكملها، لذا بدلاً من زيادة الصوت، حاول تحسين النطق.

ورغم أن وضع الأقنعة قد تجعل المحادثات أكثر صعوبة، إلا أنه يمكنك تحسين قدرتك على التواصل حتى مع إخفاء جزء من وجهك.

وفيما يلي بعض النصائح حول كيفية تحسين قدرتك على التواصل مع الآخرين وسط إجراء وضع الأقنعة:
قبل تفاعلك التالي، فكر في طرق لتحسين التواصل من خلال إيجاد مكان هادئ للتحدث، ومحاولة التواصل البصري بوضوح.
استخدم لغة جسدك وصوتك للتعبير عن المشاعر التي تخشى أن يخفيها القناع الذي ترتديه. وربما الأهم من ذلك، لا تتوقع أن تسير الأمور بشكل مثالي. وكغيرها من المحادثات قد تقع بعض الأخطاء.
عندما لا يستطيع شخص ما فهمك، حاول إعادة صياغة عبارتك.
إذا كنت تحاول فهم شخص آخر، فحاول طرح أسئلة مغلقة، مثل "هل تريد الذهاب إلى الحديقة؟" بدلاً من الكلمات المفتوحة ، مثل "إلى أين تريد أن تذهب؟"