01:46 م - الأربعاء 30 سبتمبر 2020
كشف الدكتور مكسيم لاخنوف، أخصائي الأمراض النفسية وعلم المخدرات، ما الذي يحدث في جسم الشخص الذي يتناول الكحول دوريا وتوقف عن ذلك نهائيا.ويشير الدكتور في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، إلى أنه عندما يتناول الشخص 100 غرام من الكحول يحصل في الجسم ما يلي: يرتفع النبض إلى حوالي 100 نبضة في الدقيقة،. يزداد مستوى هرمون الأدرنالين والنورأدرينالين، يزداد إفراز المادة الصفراء، تتوسع الأوعية الدموية. أي أن الجسم يتفاعل مع الكحول كتفاعله مع الإجهاد. فإذا كان تناول كمية 100 غرام أو أكثر من الكحول بصورة منتظمة، فإن الجسم يستهلك أسرع مما يجب.
وماذا يحدث عند الإفراط بتناول الكحول؟ تصبح حركة الدم في الأوعية الدموية الدماغية بطيئة، ما يؤدي إلى شعور خلايا الدماغ بـ "الجوع" الذي يظهر على شكل ضعف الذاكرة. وتختل عملية التمثيل الغذائي، لأن الكحول يعطل عمل البنكرياس. ويزداد خطر الإصابة بالقرحة، بسبب تغير الغشاء المخاطي للمعدة. ويمكن أن تظهر مشكلات في القلب، لأن الكحول يسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول ومستوى ضغط الدم والتهابات في الكبد. وهذا فقط جزء بسيط من عواقب تناول الكحول بصورة دورية.
ويعتمد تعافي الجسم من هذه العواقب على طول المدة التي كان الشخص يتناول فيها الكحول.
ويقول الأخصائي، "إذا كان تناول المشروبات ذات نسبة كحول مرتفعة متقطعا، فإنه عند تناول جرعات كثيرة منها تظهر أعراض التسمم على الشخص: الغثيان، ارتفاع ضغط الدم وضربات القلب. وهذه الأعراض تخف بعد يوم أو يومين وتزول نهائيا بعد 3-5 أيام ".
ولكن في الحالات الأسوأ، تظهر أعراض متلازمة صداع الكحول (تسمى أيضا الأعراض الانسحابية): الرغبة في تناول الكحول، وهذه هي المرحلة الثانية من الإدمان، التي يستمر الشخص خلالها بتناول الكحول من يومين إلى أربعة أسابيع.
وعندها تتفاقم حالة الشخص، وتظهر أعراض ضيق التنفس والأعصاب، ومشكلات في الجهاز الهضمي والكآبة، وقد يظهر عنده الهذيان الارتعاشي والهلوسة. ويحتاج الشخص للتعافي من هذه الحالة ما لا يقل عن أسبوعين بمساعدة طبية، لأن الحالة النفسية تبقى سيئة ويعاني الشخص من نقص فيتامينات مجموعة B وخاصة B1 ونقص كبير في السوائل بالجسم.
والمرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد الأعراض الانسحابية: ارتفاع مستوى القلق، سوء النوم، الأرق، اعتلال عصبي، رعشة الأطراف. ويستغرق علاج هذه الحالة ما لا يقل عن سنة حتى يعود الجهاز العصبي المركزي إلى طبيعته.
ويقول الأخصائي، تعالج كل حالة بصورة مستقلة، وكقاعدة يبدأ الجسم بالعودة إلى حالته الطبيعية بعد شهر، حيث تستقر الخلفية الهرمونية ويبدأ الشخص يشعر بطعم الحياة وتختفي الرغبة في تناول الكحول، ويعود الكبد تدريجيا إلى حالته الطبيعية، باستثناء الأمراض الناتجة عن المرحلة الثالثة مثل تليف الكبد، الذي لا يمكن علاجه.