ماذا يحدث بعد التعافي من فيروس كورونا..!؟
01:23 م - الإثنين 21 سبتمبر 2020
خاص الجمال - إيناس مسعود
يتمكن أغلب الناس من الشفاء من فيروس كورونا بالرغم من التضخم الحالي في أعداد الوفيات على مستوى العالم.
وجدير بالذكر أن الأغلبية العظمى من مصابي فيروس كورونا يحققون الشفاء التام، لكن هذا يطرح شكوكا جديدة عن مدى السرعة المتوقعة ليستعيد الشخص صحته مرة أخرى، وعن ما هي المسئوليات الاجتماعية التي ربما تكون على عاتقه.
1- هل يمكن أن يكون المريض المتعافي ناقلا للعدوى حتى بعد الشفاء؟
قد يكون هناك شك.. وبالرغم من عدم تأكد الأبحاث التي أجريت في هذا المجال ومنها "بحث مؤقت من ألمانيا" اقترح أن عدوى فيروس كورونا بالتناقض مع تفشي مرض السارس عام 2003، حيث يصل مرض كورونا لذروته مبكرا، وأن المتعافين منه ممن كانت العدوى لديهم معتدلة يصبحون أقل خطورة في مدة 10 أيام بعد إصابتهم بالعدوى لأول مرة.
لكن هناك دراسة أخرى قدمها أربعة متخصصين تم علاجهم في مستشفى ووهان قد كشفوا أن آثار الفيروس يمكن أن تستمر في الجسم لمدة تصل إلى أسبوعين بعد اختفاء الأعراض، وبما أن المرضى لم يعودوا يسعلون أو يعطسون فإن وسائل انتقال العدوى المحتملة تقل بعد أن كانت كثيرة.
وهناك دراسة أقل تفاؤلًا نشرت مؤخرا لدى الجريدة الطبية The Lancet أوضحت أن الفيروس تمكن من أن يظل حيًا في الجهاز التنفسي لأحد المرضى في الصين لمدة 37 يومًا.
2- هل يمكن أن يصاب المتعافي بعدوى الكورونا مرة ثانية؟
عندما يصاب الشخص بفيروس كورونا ويتعافى منه يعني ذلك أنه يظل محصن ضد أي إصابة أخرى على الأقل لفترة من الزمن، لكن ظهرت الشكوك مرة أخرى عندما أصيبت امرأة يابانية في الأربعينات بالفيروس مرة أخرى بالرغم من تعافيها منه، وهناك حالة في جنوب كوريا حدث معها نفس الشيء.
ومع ذلك فالوقت مازال مبكرا جدا للوصول إلى استنتاجات، فلم يتم تأكيد هذه الحالات تماما مع العديد من التوضيحات الممكنة، ومنها إمكانية حدوث خطأ أو الحساسية المفرطة أو الاختبارات الكثيرة، أو أن الفيروس قد أصبح خاملًا لبعض الوقت ثم ظهر مرة أخرى.
ويؤكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC أن الاستجابة المناعية لهذا المرض بالتحديد لم يتم فهمها بوضوح حتى الآن، فمثلا من غير المرجح أن يصاب مرضى MERS-CoV مرة أخرى بعد فترة قصيرة من شفائهم، لكن ليس من المعروف حتى الآن ما إذا كان سوف تتم ملاحظة وقاية مناعية مشابهة لمرضى فيروس كورونا.
وحتى الآن يتوقع العلماء استمرار بعض الآثار لمن تعافوا من فيروس كورونا، وهي أنهم قد يعانون من تراجع في قدرة الرئتين بعد المرض، وقد لاحظت مستشفى هونج كونج أن اثنين من بين كل ثلاثة متعافين من فيروس كورونا فقدوا ما يتراوح من 20 إلى 30% من قدرة الرئة على العمل وهذا أمر يمكن معالجته طبيا.
3- كم المدة التي قد تستمر خلالها المناعة ضد فيروس كورونا؟
لو حدث وأخذت العدوى بفيروس كورونا يقوى جهازك المناعي ضد هذا الفيروس، وصرح مدير مستشفى هونج كونج أن الشخص قد يصاب بفيروس كورونا مرة أخرى لو لم يكن جهازه المناعي يعمل بشكل جيد، فمع العديد من الفيروسات الماضية يستطيع جهاز المناعة مقاومتها لسنوات، لكن التساؤل حول إعادة العدوى بفيروس كورونا يظهر صورة أكبر مازالت محاطة ببعض الغموض.
شيء واحد يمكنه توضيح التساؤل حول المناعة، وهو تطوير الاختبارات على الأجسام المضادة سواء لمرض السارس أو لفيروس كورونا، وهذا لن يمدنا بالمزيد من المعلومات عن الاستحابات الفردية لجهاز المناعة فقط، إنما سيمكن الباحثين من الوصول إلى تحديد أكثر دقة لجميع من أصيبوا، بالتحري عن الأشخاص الذين ربما أصيبوا مرة أخرى بهذا الفيروس بعد شفائهم.
ولم تؤكد أي دولة حتى الآن من وصولها لهذا الاختبار.. وهذا طبقا لما أعلنته جريدة الجارديان، لكن هناك العديد من العلماء حول العالم ومن بينهم عالم في سنغافورة ادعى أنه قام بمحاولة ناجحة والباقي يعملون على ذلك.
4- متى يمكن عودة المريض المتعافي من فيروس كورونا لعمله؟
حدد مركز السيطرة على الأمراض التعافي من فيروس كورونا على أنه غياب للحمى بدون الحاجة لاستخدام أدوية مخفضة للحرارة لمدة ثلاثة أيام كاملة، وتحسن في أعراض أخرى مثل السعال وضيق النفس بعد فترة 7 أيام منذ أن ظهر المرض لأول مرة، كما أن من المهم عمل اختباري مسحة للفيروس، وتكون النتيجة سلبية وهذا يوضح أن العزلة الذاتية يمكن أن تنتهي ويمكن للمريض البدء نظريا في الاتصال بالآخرين بما في ذلك العودة للعمل.
ومن الناحية العملية مازالت العديد من الحكومات والشركات تحفز العمل عن بعد حتى بين المرضى الأصحاء المتعافين، إضافة لذلك فإن أي شخص يعيش مع المصاب ينصح بعزل نفسه لمدة 14 يومًا بعد ظهور الأعراض لدى المريض الأول.