في لقاء خاص مع الجمال .. وفاء وأيتن عامرنحن شقيقتان فى الفن والحياة والجمال
خاص الجمال - محمد يوسف
التقت مجلة الجمال في عددها السابق بالفنانتين وفاء وأيتن عامر .. وينقله موقع الجمال الي كل زواره.
"الفن لابد وأن يكون جميلا، أولا، وقبل أن يكون ثوريا"!
تذكرت هذه المقولة، الجميلة فى حد ذاتها، لزعيم الصين الراحل ماوتسى تونج، وأنا ذاهب للقاء فنانتين لاخلاف من الناحية المبدئية على جمالهما، بالرغم من أن لكل منهما وجهة نظرها الخاصة فى الجمال، وكما سنعرف حالا عندما نقابلهما، ومع أنهما أصلا شقيقتان، وأقصد هنا طبعا الأختين: " وفاء"، "وأيتن عامر"، أما سر تذكرى لهذه المقولة وذهابى، ولأول مرة، لإجراء مقابلة صحفية معهما سويا فكان ما علمته عن تصويرهما، ولأول مرة أيضا، معا، لمسلسل "دموع فى نهر الحب" للكاتبة منى نور الدين المعروفة بما قدمته من مضامين أنقلابية على ما تقودنا عليه من مضامين سائدة، وإخراج تيسير عبود المايسترو الهادئ فى توصيل أصعب الأفكار، وأكثرها تفجرا بمنتهى البساطة والرومانسية.
إضافة جميلة لجاذبية الأداء
وعندما سألت الفنانة وفاء عامر عن أبطال المسلسل معها فوجئت شقيقتها النجمة الواعدة جمالا وأداء أيتن عامر ترد، بدلا منها، ويبدو الإعجاب على وجه شقيقتها الكبرى بالرد:
معنا فى المسلسل الفنان القدير مصطفى فهمى بأدائه المحبب للقلوب، والقدير الفنان خالد ذكى!
وارتسمت على وجه "أيتن" ابتسامة ذكية وهى تنطق الجملة الأخيرة وقد بدت الحيرة على وجهى من تتابع متعاكس بكلمتى "قدير" و"فنان"، وبالطبع لم أضيع الوقت فى المهاترات بسؤالها عما يجب أن يكون عليه لقب كل منهما، فكلاهما يستحق الكلمتين بالفعل، ولذا سألتها عما تحويه بقية باقى النجوم فى المسلسل لأعرف منها أنه عمل زاخر بعدد كبير من النجوم والنجمات، وأن "أميرة العايدى" ستكون إضافة جميلة لجاذبية الأداء فى هذا العمل الدرامى.
وقد ضحكت"وفاء عامر"، وإلى حد القهقهه اللذيذة، وأنا أحذر، وعلى سبيل الدعابة، قائلا: لابد لإحداكما أن ترد بدلا من الأخرى فى سؤالى القادم، وفى هذه المرة تحديدا، فقالت "وفاء": لماذا؟ فقلت لأن السؤال يتعلق بدور كل منكما فى المسلسل، وفوجئت بـ"أيتن" ترد ضاحكة:لا، صحيح كل واحدة منا سوف تمثل دورها المنفصل عن الأخرى، ولكن نحن الاثنين نقرأ سويا العمل، ونحفظ الحوار معا، خاصة وأنه توجد مشاهد تجمعنا فيه، بل ونعرف كل تفاصيل الشخصيات التى معنا فى المسلسل، وإن كنا لن"نحرق" مفاجآت الأحداث الدرامية، وأرجو أن يسمح لنا جمهور وعشاق "الجمال" بشئ من الاختصار فى شرح الأدوار.
وابتسمت "وفاء عمر" وقد أخذت تروى شخصيتها فى المسلسل، فعرفت أنها ستكون الصحافية"ريهام"، والتى تتمتع بطيبة شديدة، وأما "أيتن" فتلعب دور أختها الصغيرة فى المسلسل. وهو نفس دورها معها فى الحياة، ولكن من خلال "حياة" أخرى بالتأكيد، وتدور أحداثها بشكل مختلف، وإن كانت فى غاية الغرابة مثلما فهمت منهما، ولا أريد التوضيح أكثر من ذلك حتى لا أغضبهما بتسريب تفاصيل "مفاجآت" كثيرة مثلما اتفقنا حتى يستمتع الجمهور بمفاجآت العمل الجديد.
خفت عليها من .. الفن!
وقلت لهما: نحن فى مجلة "الجمال" معكما، ولذا فإن السؤال الآن: من هو الكوافير والماكيير" المفضل لكل منكما؟
وبسرعة ردت أيتن عامر: "وفاء" ومنذ فترة طويلة تحب أن يقوم الماكيير "أمين" بعمل الماكياج الخاص بها، وترى أن الكوافير اللبنانى البارع "عامر" الوحيد بنظرها الذى يستطيع أن يقدم لها أحلى قصة شعر وتصفيفة لأن لديه أفكارا جمالية فيما يتعلق بتسريحات الشعر المبتكرة، والأثنان فى الحقيقة قادرا على تقديم ما يتماشى مع أحدث صيحات الموضة وبما يتناسب مع ملامح الوجه، بالإضافة إلى ما يتمتعان به من حسن فنى يمكنهما من إشباع رغبتهما فى تجسيد أدوارهما المتزايدة الصعوبة، ولكن بشكل جمالى فى غاية الرقى والقدرة عل التعبير عن الشخصية المطلوب منهما تقديمهما.
"وأنت؟"، واجهت لها نفس السؤال، فقالت بصراحة كنت مضطرة للموافقة عليهما فى البداية، قلت: ولماذا؟ فضحكت قائلة: لأنى كنت ما صدقت أنها وافقت على عملى فى الفن، لأنها كانت باستمرار ترفض ذلك، لخوفها الشديد على، ولدرجة أنها وبمجرد علمه بأنى على وشك تقديم أوراقى بعد الثانوية العامة للمعهد العالى للفنون المسرحية فإنها "أوصت" أصدقاءها ومعارفها
الذين تعرف أنهم فى لجنة القبول، وسوف يمتحنونى، أوصتهم بألا يوافقوا على قبولى بالمعهد، ولكن ربنا "ستر"، لأن الصدفة تدخلت، وكان الاسم الذى أخبرت به الأساتذة اسما آخر للتدليل، وليس أسمى الحقيقى، والحمد لله، نجوت من " المذبحة" التى دبرتها لى، ولا أقول "مؤامرة"، بل مذبحة، لأنى أحب الفن جدا جدا، وهى تعرف ذلك بنفسها!
فقلت للفنانة وفاء عامر: لماذا فعلت ذلك؟ وقبل أن أكمل سؤالى أجابت: كنت خائفة عليها، فقلت: نفهم من كلامك هذا أنك لم تعودى الآن خائفة عليها، وبنفس القدر على الأقل، وبسرعة ردت: لا، بالعكس، فأنا الآن أكثر خوفا عليها، ففى الأول فأنا الآن أكثر خوفا عليها، ففى الأول كنت خائفة عليها من الوسط ومن احتمال عدم نجاحها، لأن النجاح يتطلب الكثير من الجهد والتعب، ولكنها الآن وبعد أن نجحت وأثبتت وجودها الفنى وموهبتها وإن خوفى عليها أصبح أكبر فأنت تعرف الضريبة التى تدفعها الفنانة من حياتها ثمنا للنجومية!
نجمة .. فى وقت قصير !
وقلت لـ "أيتن": اضطرت للموافقة على الماكيير والكوافير اللذين تتعامل معهما شقيقتك، خوفا من أن تغضب عليك - فيما أتصور - وتمنعك من الفن.
ولكن: ماذا يوجد بعدهما عندك الآن؟ فضحكت وبرضا قالت: لا، أنا تعاملت معهما، ولأكثر من مرة، واكتشفت فعلا أنهما يستحقان تقدير أختى لموهبتهما المتميزة.
قلت لها:"حلو، دعينا، وقبل أن أسألك عن مصمم الأزياء الخاص بك، وبشقيقتك، أعود معك قليلا للفن، لأعرف رأيك فيما أصبح واضحا من ترشيحك لأكثر من فيلم سينمائى، وهو ما يكشف عن نجوميتك السينمائية قريبا، تماما مثل شقيقتك "وفاء عامر"، والتى نجحت فى أن تكون "نجمة شباك" خلال فترة قصيرة، فقالت أنا محظوظة لأنى بدأت فى الاستعداد لتصوير فيلم "البصمة"، ثانى أفلامى السينمائية، ومحظوظة بالأكثر لأنى من أجل تصويره أقف أمام الفنان المبدع محمود حميدة، ومعى فى الفيلم الفنان صلاح عبد الله، ومن جيلى" أحمد فلوكس"، "وحسن الرداد".
فقلت: فيلمك الأول كان"رامى الاعتصامى"، ردت: نعم، وأنا أعتز جدا بهذا الفيلم لأنه كان باكورة أفلامى فى السينما، وهو فيلم نجح، وكان له مضمونه الجيد والمتميز، قلت لها: جميل، لكنك أيضا تشاركين فى الفيديو بمسلسل "أفراح إبليس"، وأوضحت لى أنها ما زالت تصورة حاليا، وأنها تجسد فيه دورا لم يسبق لها تقديمه، حيث تقوم بدور "دهب" الفتاة الفقيرة، والتى لا تمتلك إلا منزل صغيرا، لكن المنزل أصبح مطمعا لعمها، وابن عمها، واللذين لا يهدأ جشعهما، وظلمهما لها، طوال أحداث المسلسل، وأن هذا المسلسل يشاركها بطولته الفنان السورى الرائع جمال سليمان، وكذلك الفنانة القديرة عبلة كامل، مع باقة من ألمع نجوم التمثيل.
أنا وأختى .. استفادة متبادلة!
قلت لـ"أيتن" و"وفاء عامر" نعود، لأن، للجمال، وإن كان الجمال لا يتجزأ فى الحقيقة عن الفن: من مصمم الأزياء لكل منكما؟ فقالت لى "وفاء" بخفة دمها اللذيذة: يبدو أنك تحاول أن تفرق بيننا كشقيقتين، ولكنك لن تنجح، فسبحان الله، أنا و"أيتن" نشترك فى صفات كثيرة، وفى حب نفس الأشياء وتقريبا، وهذا يعود إلى أن "أيتن" تربيتى، ومنذ طفولتها، بل وتعتبرنى أمها الثانية، وأعتقد أنها تشبعت بأغلب ما أحبه، حتى فى المأكولات، لأنى كنت أقدمه لها، وأنا أيضا أستفيد من أفكارها الجديده والمبتكرة فى الفن والحياة، ولعلمك "أيتن" مثقفة جدا، ولا أريد الشكر الزائد لها، وإن كان لا يكفيها فى الحقيقة، لأن شهادتى لها مجروحة باعتبارها أختى، المهم أنه يوجد لى أكثر من مصمم أزياء، وهذه الكثرة سببها رغبتى أنا شخصيا فى تغيير ما أرتديه من حيث التصميمات الخاصة بملابسى، فأنا أحب التنويع جدا بالذات فى الملابس.