عيد ميلاد صباح الـ(79) بعد حرب لبنان يثير استياء فنانين عرب
احتفلت المطربة صباح بعيد ميلادها التاسع والسبعين مؤخرا داخل الفندق الذي تقيم فيه ببيروت الغربية وسط حضور كثيف لأصدقائها وغاب عن الحفل معظم نجوم الغناء في مصر والعالم العربي بما في ذلك نجوم لبنان.
واستقبل الوسط الفني في القاهرة خبر حفل عيد ميلاد صباح بامتعاض شديد نظرا للظروف القاسية التي تمر بها بيروت وغيرها من المدن والقرى اللبنانية حيث مازال يسود الحزن العديد من البيوت التي فقدت عوائلها تحت نيران الطائرات والصواريخ الإسرائيلية.
واعتبر المخرج منير راضي ما قامت به صباح بأنه يمثل تصرفا غير مسؤول بالمرة مؤكدا علي أن اللحظة الراهنة هي لحظة كاشفة بالنسبة لكل سياسي وفنان عربي لذا لا يليق بصباح أن تقوم بما قامت به مؤخرا حينما دعت صديقاتها وأصدقاءها لعيد ميلادها بأحد الفنادق بينما الشغل الشاغل لكل لبناني هو كيف يساهم في إعمار وطنه.
وقال راضي: أعتقد أن الأولى بصباح أن تكون علي رأس الذين يساهمون في إطلاق حملة لدعم بناء ما تهدم لا أن تقوم بإحياء حفلة عيد ميلادها.
واعتبر الفنان حمدي أحمد قيام العديد من المطربين والمطربات بإحياء حفلات خاصة في وقت تشهد فيه الأمة عدوانا لازالت تلملم جراحه المندثرة في بيروت وغيرها بأنه يكشف النقاب عن حجم التقصير واللا مسئولية التي يبديها هؤلاء تجاه أوطانهم.
ويضيف حمدي بأن حال أهل الفن لا يختلف كثيرا عن وضع أهل السياسة الذين يعيشون في واد بينما تعيش الأمة في واد آخر.
قال حمدي: من اللافت أن تحتفل صباح وبعض المطربات بأعياد ميلادهن داخل بيروت أو غيرها من العواصم العربية بينما دماء الشهداء لم تجف بعد, ويعتبر أن إدعاء تلك الفنانات بأن لبنان في الحرب مبرر لإقامة الاحتفالات بأن كلام حق أريد به باطل حيث أن مقتضيات النصر تدعو إلى الشعور بالمسئولية لا إلى السهو والرقص والاحتفال بالأعياد.
ونوه حمدي أحمد إلي أن الفنانين اللبنانيين قبل غيرهم مطالبين بضرورة أن يتخلصوا من اللهو وأن يكونوا على مستوى الأحداث وذلك لأن الحرب علي حد رأيه قد تندلع من جديد في أي لحظة.
واعتبر الفنان والمخرج زين نصار ما قامت به صباح بأنه يعد عدم احساس بالمسؤولية الملقاة علي عاتق كل فنان. ويرى زين أن من غير اللائق ان يتصرف الفنان العربي علي هذا النحو بينما الدم اللبناني والفلسطيني مستباح ومجاني كما نشاهد في الفضائيات، ويدعو نصار صباح وغيرها من نجوم لبنان لأن يكونوا علي مستوى الحدث ويهبوا لدعم وطنهم الذي يعيش أزمة إنسانية غير مسبوقة.
ويضيف نصار أعتقد أن مكان المطرب في هذه اللحظة داخل الملاهي أو الفنادق وإنما مكانه الطبيعي هناك وسط الركام من أجل دعم الضحايا المشردين في الشوارع بلا معين أو رفيق يخفف عنهم العذاب الذي يتعرضون له بعد أن أصبحوا بلا مأوى.
وينتقد الموسيقار الكبير عبده داغر ما وصل إليه وضــع الفنان العربي الذي أصبح لا يشعر بأي مسؤولية تجاه وطنه حتى لو تم تدميره. ويقول داغر إذا لم يكن هؤلاء علي قدر المسؤولية فمن ذا الذي بوسعه أن يقود الأمة بعد أن تراجع دورها وتأثيرها وأصبحت لا وزن لها بين دول العالم.
ويختتم داغر كلامه بقوله: أعتقد أن الأزمة التي يعيشها الوسط الفني ليست وليدة اللحظة الراهنة وانها هي حصاد ما يزيد علي ثلاثين عاما من التخريب المستمر والذي أدى إلى ضياع العديد من القيم والمبادئ.