نصائح جديدة لتجنب المخاطر الطبية في عيادة الأسنان
مقال بقلم د/ علي حبيب
طب الأسنان هو أحد مجالات الطب التي تعالج أعضاء مهمة في الجسم، ألا وهي الأٍسنان وما حولها من أنسجة.
وطبيب الأسنان يعرف كيف يتعامل مع الجسم، ويعرف علاقة هذه الأعضاء بالجسم ومدى تأثير العلاجات والمواد المستخدمة على بقية أعضاء الجسم.
وعيادة الأسنان محفوفة دائما بالمخاطر التي يجب علينا محاربتها ومنع حدوثها بأي طريقة كانت.
فلا يمكن أن يأتي شخص ما إلى عيادة الأٍسنان لعمل حشوة ما ويكلفه ذلك حياته بأكملها، ولسبب تافه وهو أن طبيب الأسنان لم يقم بعمل أبسط طرق التشخيص ولم يتبع أبسط طرق الوقاية المطلوبة.
وسأتحدث هنا عن أهم المخاطر التي قد تحدث في عيادة الأسنان وكيفية معالجتها ومنع حدوثها.
الزيارة الأولى
أول خطوات الوقاية من تلك المخاطر هي العناية بأخذ وتسجيل التاريخ الطبي للمريض. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتهاون الطبيب أو المريض في تسجيل التاريخ الطبي كاملا عند أول زيارة لطبيب الأسنان. فمثلا معرفة أي مشاكل صحية يعاني منها المريض مهمة جدا.
وكذلك أي علاجات يتعاطاها المريض في الفترة الحالية أو أي حساسية من الأدوية أو الأطعمة.
التهاون في الإجابة الصحيحة عن مثل تلك الأسئلة قد يكلف المريض حياته. ولذلك يجب حرص الطبيب والمريض في نفس الوقت على العمل للكشف عن جميع الحقائق الطبية عن المريض وعدم التهاون في إظهارها والاعتقاد بأن العلاج هو حشوة أسنان فقط، وطبيب الأسنان ما هو إلا حلاق الصحة كما كان يسمى في السابق.
أمراض القلب وطب الأسنان
من أهم جوانب هذه العلاقة، ما وجده الأطباء من انتقال بعض بكتيريا الفم إلى الدم والتسبب في التهاب القلب المعروف بـ (Bacetrial Endocarditis) في بعض المرضى المصابين ببعض أمراض القلب مثل أمراض صمامات القلب وثقوب القلب.
فالبكتيريا تدخل مجرى الدم عند القيام ببعض العلاجات السنية وأبسطها تنظيف الجير. ومن ثم تذهب إلى القلب وتصيب الغشاء الداخلي للقلب والصمامات ومن ثم يصاب المريض بذلك الالتهاب.
وتشمل تلك العلاجات السنية تنظيف الجير وعلاجات اللثة وخلع الأسنان وعلاج أعصاب الأسنان، إضافة إلى بعض أوجه علاج التقويم. ولذلك عملت منظمة القلب الأميركية على إصدار بروتوكول لكيفية التعامل مع المريض المصاب بتلك الأمراض في عيادة الأسنان.
ويتلخص ذلك البروتوكول في وصف مضاد حيوي لمريض القلب لأخذه قبل زيارة طبيب الأسنان بساعة تقريبا، وجرعة أخرى بعد الانتهاء من تلك الزيارة.
وكان هذا البروتوكول هو المتبع في معظم عيادات الأسنان إلى أن تم استصدار بروتوكول جديد (2007) الذي تم الاعتراف به من قبل الجمعية الأميركية لطب الأسنان.
وقد حمل ذلك التقرير في طياته أخبارا سارة ألا وهي أن ليس كل المصابين بأمراض القلب يحتاجون لمثل ذلك الغطاء بالمضاد الحيوي قبل وبعد زيارة طبيب الأسنان وذلك استنادا على دراسات تم عملها أخيرا، وتتلخص نتائجها في أن أخذ جرعة المضاد الحيوي قبل زيارة عيادة الأسنان لا يمنع الإصابة بالتهاب الغشاء الداخلي للقلب لمرضى القلب المشار إليهم أعلاه.
هذا بالإضافة إلى أن قلوب أولئك المرضى سهل الوصول إليها من قبل بكتيريا الفم من خلال النشاطات اليومية للفم وخاصة في ظل وجود لثة ملتهبة وجير متراكم على الأسنان.
كما أن أضرار استخدام المضادات الحيوية في هذه الحالة يفوق الفوائد الناتجة عن استخدامها. ومن تلك المضار التي تحدث عنها التقرير الأخير، حساسية بعض الناس لبعض المضادات الحيوية مثل البنسلين التي قد تكون قاتلة أحيانا.
وكذلك قد تكتسب البكتيريا مناعة ومقاومة لتلك المضادات مع كثرة الاستخدام، وبالتالي تصبح عديمة الفائدة عند استخدامها.
توصيات جديدة
التوصيات الجديدة تختلف نوعا ما عن ذي قبل وتتلخص في الآتي:
1- المصابون ببعض أمراض القلب لا يحتاجون إلى أخذ مضاد حيوي قبل وبعد زيارة طبيب الأسنان. ومن تلك الأمراض مايلي:
- أمراض الصمام الميترالي
- الثنائي الصمام
- مرض القلب الروماتيزمي
- ضيق الشريان الأورطي الكلسي
- ثقوب جدار البطين أو الأذين
2- بعض مشاكل القلب الأخرى لا تزال تحتاج إلى تلك الجرعة الوقائية، ومن تلك المشاكل:
- صمامات القلب الصناعية
- إصابة سابقة بالتهاب الغشاء المبطن للقلب
- بعض التشوهات الخلقية الخطيرة في القلب
- وجود قلب مزروع
3- التوصيات الجديدة:
تشمل كثيرا من العلاجات السنية مثل تنظيف الأسنان وخلعها وعلاجات اللثة بأكملها:
- يجب على مريض القلب زيارة طبيبه المختص وأخذ التعليمات النهائية منه وكيفية التعامل مع زيارة طبيب الأسنان وأخذ تقرير مفصل عن ذلك
- يجب على المريض عدم التهاون في الاستفسار عن أي أسئلة في باله سواء مع طبيب القلب أو طبيب الأسنان.
- تنص التوصيات أيضا على أن تنظيف الأسنان والاهتمام اليومي بنظافة الفم أهم بكثير من استخدام المضادات الحيوية.
- وأخيرا، توصية أخيرة مني، وهي أهمية التأكد من عدم وجود حساسية من تلك المضادات مثل البنسلين.
عزيزي مريض القلب: أنا لا أريد أن أكون سببا في تخوفك من زيارة طبيب الأسنان بقدر ما أريد أن أحثك على الاهتمام والعناية بصحة فمك وأسنانك وعدم تعريض نفسك إلى المخاطر بسبب علاج بسيط مثل تنظيف الأسنان.
وأنا أنقل هنا ما تم نشره من قبل الجمعيات المختصة في مثل هذا المجال مثل المنظمة الأميركية للقلب والمنظمة الأميركية لطب الأسنان. وتذكر أن زيارة طبيب القلب قبل زيارة طبيب الأسنان مهمة جدا للتأكد من احتياجك لتلك الجرعة الوقائية أثناء زيارة طبيب الأسنان من عدمها.