مدينة سالزبورغ النمساوية تعيش أسبوع موضة صديقة للبيئة
قد ينحصر تصوّر عالم الموضة وعروض الأزياء، في أذهان كثيرين، بملابس حالمة وعارضات ممشوقات القوام وإكسسوارات وكاميرات.
هذا الإطار البراق، لم يغب أول من أمس عن تظاهرة نظمتها مدرسة الموضة بمدينة سالزبورغ النمساوية ضمن أسبوع يستمر حتى اليومين المقبلين.
وحالياً تستقبل المدينة التاريخية الجميلة، ذات الشهرة الموسيقية العالمية، فصل الربيع وهي تفيض بوجوه من مشاهير العارضات والمصممين، وكذلك خبراء الماكياج ومختلف فنون الأزياء والتزين.
إلا أن مدرسة الموضة، ومعها منظمو الحدث، قرروا أن يكون شعارهم «موضة نظيفة صديقة للبيئة»... أو «إيكو موضة» Eco Fashion.
الملابس كانت جميلة دون شك، وجاءت رؤوفة بالبيئة، الغرض منها لفت النظر لأهمية إيلاء الملابس اهتماماً ومسؤولية أكبر لكي تتجاوز الأناقة المجردة وتشمل الرأفة بالبيئة.
ولذا تخللت العروض بضع محاضرات ركّزت على عروض شيقة لتصاميم حديثة منتجة من مواد وخامات يمكن إعادة تدويرها.
وكانت الملابس القطنية منها مصنوعة من قطن مستورد وفق نظام «التجارة العادلة» حيث لا يبخس حق المزارع بل توزع الأرباح بالعدل والرضا.
ولا تستخدم في الزراعة مخصبات وأسمدة وأدوية كيميائية، بل تعامل بمواد طبيعية. بجانب اعتماد دورات زراعية باستخدام أكثر من نبات، وترك الأراضي بوراً لفترات كي تستعيد، أو تحافظ، فيها على خصوبتها.
ووسط حشد هائل من طلاب مدارس الموضة ومصممي المستقبل وعارضات الأزياء خصص مقعد «ضيف الشرف» للناشطة البنغلاديشية كالبونا اكتور، التي تعد من أبرز المكافحات لتنوير الرأي العام وطلاب الموضة ومصممي المستقبل، على وجه الخصوص، لضرورة تغيير الأوضاع الحالية بتوفير أسس تعامل أفضل من استغلال العمالة في دول نامية فقيرة، خاصة عمالة الأطفال، الذين يستغلون كأيدي عاملة رخيصة تجبرها الحاجة على العمل بأجور متواضعة، وفي ظروف عمل غير إنسانية لساعات طويلة، بلا عطل ولا تأمين صحي.