في ذكرى ميلاده .. قصة إصابه عمر الجيزاوي بالشلل وعلاقة شادية بمرضه

في ذكرى ميلاده .. قصة إصابه  عمر الجيزاوي بالشلل وعلاقة شادية بمرضه
في ذكرى ميلاده .. قصة إصابه عمر الجيزاوي بالشلل وعلاقة شادية بمرضه

تحل اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر، ذكرى ميلاد الفنان الراحل عمر الجيزاوي، الممثل والمطرب الشعبي والمونلوجيست، الذي ولد في الجيزة في مثل هذا اليوم 1917.


لم تكن شهرة أغنية "مصر اليوم في عيد"، أشهر الأغاني التي ظهرت على الساحة بمناسبة تحرير أرض سيناء، وليدة اللحظة.. بل كانت هذه الأغنية ذات شهرة كبيرة ونجاح مدوٍ في أيام العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وأثناء المواجهة الباسلة لمدينة بورسعيد تغني بها المونولوجست عمر الجيزاوي، بعد أن كتبها الشاعر ابراهيم الطائر أثر انفعاله بالحدث الوطني العظيم.

تغني الجيزواي بها بعد أن قام بتلحينها وانتشرت ولاقت انتشارا وبعد أعوام وأحداث عديدة جرت لمصر، جاء الحدث الأشهر بعودة أرض الفيروز سيناء الحبيبة.. وقد انفعل الجميع بالحدث وحاول أن يُظهر أحلى ما عنده.. وبحث ونقب الملحن جمال سلامة عن عمل يراهن به علي موهبته.. ويقع اختياره على كلمات اغنية (مصر اليوم في عيد) وعهد بها إلى الشاعر المبدع عبد الوهاب محمد.. ليضيف إليها بعض الكلمات التي تناسب الحدث.. وبالفعل تم التعديل المطلوب باضافة بعض الكلمات التي تعبر عن عودة سيناء.. وأعاد جمال سلامة توزيعها بإيقاعات حديثة تناسب العصر.

وذهب جمال سلامة بهذا العمل إلى قيثارة الغناء المطربة "شادية"، لتعجب بها كثيرا وتبدأ على الفور في البروفات مع فريق العمل وفي صباح يوم 25 من أبريل عام 1982 ومع ارتفاع علم مصر على الأراضي المصرية بسيناء.. دوى صوت "شادية" لتشدو بأروع الألحان وأصدق المعاني وتنال الأغنية شهرة واسعة وتتألق فيها شادية مرتدية (ثيابا علي شكل علم مصر ويحمل ألوانه) وتختال شادية مرفوعة الرأس وهي تقول "سينا رجعت حرة لينا.. ومصر اليوم في عيد".

ووصلت شهرة الأغنية إلى أبعد الآفاق ما أثار حفيظة وغضب المونولوجست عمر الجيزاوي الذي تقدم بدوره بشكوى إلى جمعية الملحنين والمؤلفين، وكان يترأسها آنذاك موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ليطلب منه الإنصاف واسترجاع حقه العلني في تلحين هذه الأغنية والتي كان قد لحنها عام 1956.

وما كان من عبد الوهاب إلا أن حكم بتوزيع قيمة حق الأداء العلني بين جميع المشتركين في الأغنية وهم الجيزاوي.. وسلامة.. وإبراهيم الطائر.. وعبد الوهاب محمد، ولم يكتف عبد الوهاب بذلك بل تهكم على الجيزاوي قائلا: "إنها لم تكن لحنا.. بل هو فلوكلور، والمفروض أن يرضى الجيزاوي بما حكم به عبد الوهاب".

لم يتحمل الجيزاوي هذا الحكم واعتبره جائرا موجعا فيصاب بالشلل من جراء ظلمه وتجاهل إسناد اللحن الأصلي إليه، ويرحل الجيزاوي يوم 22 من أبريل من عام 1983 أي بعد غناء الأغنية وانتشارها بعام واحد فقط.

وقالت ابنة الجيزاوي "جلاء" في أحد حواراتها الصحفية، إن هذا الحكم كان موجعا مؤلما لوالدي، وقد أصيب بالمرض لتجاهله وعدم ذكر اسمه مع جمال سلامة، حيث إن جمال سلامة لم يقم بالتلحين بل أعاد توزيع اللحن فقط.