طفل يثير جدلا في بريطانيا بعد إنجابه في سن الثالثة عشرة
احتفى عدد كبير من الصحف البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة بقضية إنجاب طفل صغير لم يتجاوز بعد عامه الثالث عشر لطفل رضيع من صديقته التي تكبره بعامين، في حادث اجتماعي فريد من نوعه تحول بسرعة البرق مثار اهتمام وجدل كثير من المواطنين البريطانيين ومن المنتظر أن يلقي بظلاله أيضا ً ليثير مخاوف وشكوك باقي المجتمعات الأوروبية والغربية حول ثقافة وطبيعة الصداقة التي تربط بين الشاب والفتاة في مختلف المراحل العمرية، حتى وإن كانت طبيعة الأجواء التي يعيشون فيها تصبغ عليها فكرة الانفتاح واللامبالاة.
وفي تقرير مطول حول قضية الطفل الأب "ألفي باتين" وصديقته " شانتيل ستديمان"، 15 عاما، اللذين باتا بين عشية وضحاها نجمي غلاف على مختلف صفحات الصحف والمجلات الانكليزية، نجحت صحيفة الصن واسعة الانتشار في إجراء تحقيق وحوار مثير معهما ، كشفت من خلاله عن أسرار واعترافات غاية في الأهمية والخطورة ، سوف تكون بلا شك محط اهتمام كل من تشغله قضايا وحقوق الأطفال الذين يولدون بطرق غير شرعية وفي ظروف اجتماعية قد لا تضمن لهم عيش حياة كريمة على الأقل من الناحية الاجتماعية، فعندما يكبرون سوف يبدأ الناس في رشقهم بسهام أعينهم المليئة بالكثير والكثير من مشاعر الازدراء والاحتقار. وفي بداية حديثه للصحيفة، اعترف باتين بأنه لا يعرف بالفعل القيمة التي تتكلفها حفاظات الأطفال – مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يعتقد أنها تتكلف كثيرا من المال.
وقالت الصحيفة من جانبها إن ألفي الذي يمتلك وجهه ملامح طفولية ويبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما، يبدو وكأنه يبلغ من العمر ثمانية أعوام فقط ، وعلى الرغم من ذلك فقد أصبح أبا ً منذ أربعة أيام عندما وضعت صديقته شانتيل طفلة رضيعة أسماها "ميزي روكسان". كما أكد ألفي في حديثه مع الصحيفة على أنه وشانتيل عارضا فكرة الإجهاض بعدما علما أنها حامل. وقال بخجل :" اعتقدت أنه سيكون من الأفضل الحصول على طفل صغير . كما أنني لم أفكر في كيفية توفير النفقات المالية لتنشئته. فأنا لا أمتلك بالفعل مصروفا للجيب. ووالدي يعطيني في بعض الأوقات عشرة جنيهات إسترلينية".
وأضاف ألفي الذي لا يزيد طوله عن أربعة أقدام : "عندما علمت أمي بالأمر، ظننت أني سأواجه بعض المشكلات. فقد كنا نريد الاحتفاظ بالجنين لكننا كنا نخشى من الطريقة التي سيتصرف بها الناس معنا. كما لم يخطر ببالي ما معنى أن أكون أبا ً. ومع هذا ، أعتقد أني سأكون جيدا ً وسأوفر له كافة سبل الرعاية".
في حين أكد والد الطفل ويدعي دينيس على أن ابنه لا يفهم في واقع الأمر خطورة موقفه - لكنه بدا حريصا كل الحرص على أن يكون أبا ً مخلصا ومسؤولا. وأشار دينيس إلى أن ابنه كان يريد أن يكون أول شخص يستقبل الطفل بعد ولادته في المستشفى. وبالفعل أول ما شاهد المولودة قام بتقبيلها برفق وأعطاها الزجاجة الخاصة بالرضاعة. وتابع دينيس، 45 عاما، حديثه بالقول :" كان من الممكن ألا يبالي ويمكث في المنزل لممارسة لعب البلاي ستيشن، لكنه كان يواظب على الذهاب للمستشفى كل يوم".
وقالت الصحيفة إن شانتيل حملت في ميزي بعد أن قضت ليلة واحدة من ممارسة الجنس دون وقاية مع ألفي الذي كان يبلغ من العمر وقتها 12 عاما. لكنهما احتفظا بالأمر سرا ً حتى بعد مرور ستة أسابيع إلى أن شكت والدة شانتيل وتدعى بيني، 38 عاما، في زيادة الوزن الذي طرأ على جسد ابنتها وبعدها واجهتها بالأمر. وقد وضعت شانتيل الطفلة ليلة الاثنين الماضي، بعد خمس ساعات في مستشفى الايستبورن، شرق مقاطعة ساسكس التي تقع في جنوب شرق إنكلترا. وقالت أمس في تصريحات للصحيفة :" أشعر بالإجهاد والتعب بعد الولادة، كما أني شعرت بالعصبية بعد الحمل غير أني كنت أشعر بالإثارة ".
كما اعترفت شانتيل أنها وألفي سوف تتم محاصرتهما باتهامات تدينهما بانتهاج سلوكيات غير مسؤولة. وقالت :"نعرف أننا قد أخطأنا، لكني لن أستطيع أن أغير ذلك الآن. لكننا سنكون أيضا ً والدين حبوبين. فأنا سأكون أما عظيمة وكذلك سيكون ألفي أبا رائعا ً". وقالت الصحيفة ان شانتيل خرجت أمس من المستشفى بصحبة طفلتها ميزي وهم يعيشون الآن مع بيني، ووالد شانتيل العاطل "ستيف"، 43 عاما، بالإضافة إلى أشقائها الخمسة في منزل مستأجر بايستبورن. في غضون ذلك كشف والد ألفي المنفصل عن أمه أن ابنهما يشعر الآن بالخوف الشديد.
وأضاف: "الكل يخبره الكثير من الأشياء التي تسيطر على ذهنه بصورة كبيرة، فهو لا يدرك ما قيمة أو معنى أن تنجب طفلا، ولا يمكنه توضيح مشاعره. وكل ما يعرفه فقط هو أن والده ووالدته سيساعدانه. وعندما تأتي سيرة الأموال، تجد أن عينيه تزيغان بعيدا ً. هذا ويحب ألفي ألعاب الكمبيوتر ورياضة الملاكمة وفريق مانشستر يونايتد. وعندما بوشر بالتحدث إليه بخصوص هذه الموضوع، بدأ في البكاء. وقال إن تلك هي المرة الأولى التي يمارس فيها الجنس، وأنه لم يكن يدرك حجم الفعل أو العواقب التي ستترتب على ذلك".
من جانبها ، قالت ميشيلا أستون، من الجمعية المسيحية لمناهضة الإجهاض التي يطلق عليها اسم ( الحياة ):" نحن ندين من جانبنا هؤلاء المراهقين لتجرؤهم على جلب مولودتهم إلى الحياة ".