السباق من أجل إنقاذ هوليود
خاص الجمال - إيناس مسعود
ماذا يحدث لو تمت مواجهة الضجة المستحيلة لـ MoviePass مع الهيمنة التامة لـ Disney؟
منذ سنوات قليلة مضت، تمت الإشارة إلى ما يمكن أن يحدث في مستقبل السينما خاصة حول تجربة الذهاب لمشاهدة أفلام السينما، وقد تم التنبؤ بارتفاع مستمر في أسعار التذاكر يقابله انخفاض في نسبة المشاهدين، واعتماد مستمر على النتائج مع تراجع متواصل لدور السينما، وفي المقابل دخول لمواقع مثل Netflix وAmazon وغيرها إلى هذا العالم ليتم زعزعة كل شيء.
وقد أصبح كل هذا واضحًا تماما ولو نظرنا للخلف فسوف نندهش من السرعة الجنونية التي جعلت هذا المستقبل حقيقة واقعية نعيشها الآن.
ولو رغبت التوقف حاليا في العمل السينمائي في 2018، ستبدو كل الأمور رائعة، ولو قلت أن فيلم مثل Black Panther قد اقتحم وظهر ذلك من شباك التذاكر فهذا كلام غير حقيقي.
إنه الفيلم النادر الذي أصبح لحظة ثقافية فعالم ديزني وهوليود بشكل عام مسيطران، وسوف يستمران في الظهور الكبير في كل من جوائز الأوسكار نهاية هذا الأسبوع وموسم السينما الصيفية، ولكن ورغم أهمية وقيمة فيلم مثل Black Panther فهو أيضا استمرار لصناعة الماكرو التي قد تؤذي هوليود بشكل كبير وهو أمر متزايد، فديزني هي هوليود.
عندما تتمنى الارتفاع فوق النجوم
وخلال السنوات القليلة الماضية شركة واحدة فقط هي التي قدمت الدعم بشكل أساسي لمنع الانهيار الكامل لآلة شباك التذاكر، وكل عام وبفضل استوديوهات مثل Pixar وMarvel وStar Wars وما يقدمونه من أفلام رسوم متحركة (تتضمن لقطات حية في أعمال مثلBeauty and the Beast) وDisney تسيطر.
وفي عام 2016، أطلقت ديزني أربعة من الخمسة أفلام الأوائل في دور سينما الولايات المتحدة الأمريكية، وتضمنت الثلاثة الأوائل (وكل الأفلام التي حققت أكثر من 400 مليون دولار).
وفي عام 2017 كان لديزني ثلاثة من الخمسة الأوائل (وكان السادس هو فيلم Spider-Man: Homecoming والذي كان بشكل عملي فيلم تابع لـMarvel أيضا) وتتضمن الاثنان الأوائل (وجميع الأفلام التي حققت أكثر من 500 مليون دولار فقط فيلم Wonder Woman الذي تفوق على فيلم Warner Bros وحقق 400 مليون دولار.
ولو افترضنا أن ديزني ناجحة في استحواذها على Fox فهي ستتحكم في سبعة من العشرة أفلام الأولى طوال الوقت من حيث فواتير شباك التذاكر في أمريكا (وغير مؤهلة للتعامل عند حدوث تضخم) وحتى وبشكل لا معقول عشرة من بين الثلاثة عشر الأولى.
ومرة أخرى وبشكل متزايد فإن ديزني هي هوليود، وهذا فعليا شيء جيد على الأقل على المدى القصير لأنه الشيء الوحيد الذي يجعل شباك التذاكر متواجد بالرغم من أنه على المدى الطويل...!!
Marvel في واقعها
ليس هناك شيء يمكن أن يدوم للأبد، ولا حتى هذا التدفق المدهش للنجاح، لكن استوديوهات مثل Disney/Marvel أثبتت براعتها في تخطيط وإنشاء كيانات سينمائية واسعة النطاق والتي لو استمرت في النجاح سوف تضمن عقود من النجاح المستمر.
إنها المقابل السينمائي للعوائد المركبة فأنت تشاهد أحدث أعمال Marvel لأنك قد رأيت أعمالها السابقة كلها وسيكون عليك مشاهدة الجديد لو قمت بمشاهدة ما سبقه، وطبعا لو قدمت شيء عادي أو متواضع قد لا ترغب في مشاهدته، لكن يجب عليك مشاهدته حتى لو كان متواضعًا حتى لا تخرج من الرحلة ولن تفعل ذلك إلا عندما تتوقف الرحلة وستتوقف في آخر المطاف.
لكن للوصول إلى الوجهة، وبعد عقود من النجاح وبينما تتواجد سلسلة أعمال مثل the Avengers فإن عمل مثل Star Wars يستعد لتقديم الجديد الذي سيتم ربطه مع كل ما تبقى في مرحلة مستقبلية.
هل يبدو كل ذلك مبشر بالخير؟ عقود من الإمداد لمسارح وماكينات تذاكر السينما في هوليود، فبالرغم من أن جمهور الفيلم السينمائي سيستمر في التضاؤل في المجمل، إلا أنه سيكون تضائلًا بطيء جدا بفضل استوديوهات مثل ديزني التي تضمن وجود مستوى معين من الجمهور.
الحقيقة أن الشباب لا يشترون تذاكر السينما (باستثناء ربما لقليل من أفلام ديزني التي تمت الإشارة لها آنفا)، لذا دعونا نعطيهم شيئًا يعرفونه: خيار مثل شبكة Netflix حيث يمكنهم عمل ما يحلو لهم خلال المشاهدة، كما أن عوائدها تبدو مدهشة، فهناك ملايين الناس الذين اشتركوا بها بينما من ناحية أخرى تأتي شركة مثل MoviePass تدفع من أجل استمرار التذاكر.
نعم ولكن، إنها تدفع سعرًا من الجيد أن يكون حقيقيًا، وهذا قبل أن تقوم MoviePass بتخفيض سعر التذكرة ليصل إلى 9.99$ شهريا لم يكن يشترك بها أحد، والآن هي تتكلف أقل من سعر التذكرة الواحدة في العديد من الأسواق، وأصبح عليها إقبال من الناس.
هل أصبح الأمر شبيه بعلم الصاروخ؟ إنه للأسف ليس كذلك وليس له صلة بأي نوع من أنواع العلوم، كما أنه ليس نوعًا من الحسابات الرياضية، ولا يعطي أي منطق.
وتقول شركة MoviePass أنهم سيعوضون الفرق في البيانات، وبشكل أساسي يحاولون الوصول إلى مثل هذا النطاق ليكونوا قادرين على رؤية الاتجاهات الأخرى في السينما، ليتمكنوا بعد ذلك من التسويق ضدها (وبيع بعض من تلك البيانات وإعادتها لهوليود)، ويعتقدون بأنهم سيملكون مكانة تمنحهم صلاحيات لتخفيض الأسعار في المدرجات، وأخيرا سيحصلون على ما يرغبون.
وبدلا من ذلك، وفي نهاية المطاف ستتمنى شركة MoviePass أن يتحول الموديل الخاص بها والشبيه بـ NetFlix إلى نموذج رياضي؛ لأنها تطلب منك النهوض من على أريكتك والذهاب إلى مكان آخر لعمل شيء ما، وستتمنى أن يستمر الناس في الدفع ولكن في كثير من الأحيان أفضل من عدم الانتقال فعليا من على الأريكة، وستحافظ على اشتراكك في MoviePass لأنك في يوم ما ربما ترغب في مشاهدة فيلم.
وقد يكون هذا أكثر احتمالا للتحقيق من السيناريو الأول، لكنه عمل مرح امتزج بقليل من العمل المرح أيضا.
وكلما أصبح عمل شركة MoviePass أسرع كلما كان أفضل لهوليود، لأنه لو حافظت هذه الشركة على النمو كما هي، فسوف يكسبون بشكل أساسي عملاء لن يدفعوا أبدا الثمن الكامل لتذكرة سينما مرة أخرى.
ولماذا سيفعلون ذلك؟ لأن دفع ما يتراوح من 10 -15$ لمشاهدة فيلم واحد سيبدو أمرًا غير معقول لشخص اعتاد أن يدفع 10$ في الشهر لمشاهدة عدد غير محدود من الأفلام.
وأيضا هل شاهدت معظم مسارح السينما هذه الأيام؟
وعندما يتم سحب البساط إما أن تقوم شركة MoviePass برفع الأسعار أو لا ترفعها، وتكون النتيجة خروجها من هذا المجال وسوف تنهار دور السينما وهوليود كذلك.
وفي حين أنه قبل أن تكون ديزني هى ما يصنع أموالًا أكثر في صندوق التذاكر عن أي أحد آخر، فقد ينتهي بها الحال لتكون الاستوديو الوحيد الذي يقدم أي مال في صندوق التذاكر، وهذا في المقابل سوف يسبب تأثيرات تدريجية في هذه الصناعة، وعلى طول الطريق ستكون النتيجة هي إغلاق العديد من دور السينما أبوابها.
وانطلاقا من هذه النقطة، يعتقد الخبراء أن السلسلة الكبيرة من دور العرض السينمائية في مأزق، وهم يعلمون ذلك منذ فترة.. ولهذا السبب كان هناك الكثير من الاندماج، لكن على الرغم مما سبق فقد بدا الأمر وكأنه غرق طويل حتى الموت، ويعتد الخبراء أنهم يقتربون من هذه النهاية أسرع مما كانوا يعتقدون.
ومتى تبدأ الاستوديوهات في غلق شبابيك دور السينما لتقدم أفلام تتراوح قيمتها بين 30 إلى 50$ في المنزل سوف تسرع كل ما سبق ذكره.
حيلة المؤامرة
وأخيرا وصلنا إلى المواجهة، القوة التي لا يمكن إيقافها مثل MoviePass في مقابل كائن ثابت وهو Disney، لولا أنها في الحقيقة ليست معركة على الإطلاق، إنما تعني أكثر أن كلا القوتين لا يمكن وقفهما وهما في السباق حاليا وكلاهما يعتقد أنه يتنافس لإنقاذ هوليود، لكن الحقيقة ليست كذلك، والواقع أنه كلما طال هذا التنافس، كلما ازداد الضرر الذي يسببانه على المدى الطويل.
وماهو واضح بشكل متزايد أن جهاز هوليود كما نعرفه في مشكلة، وهذا ما كان يقال منذ عقود أن التلفاز سيقتل السينما ونظام الفيديو المنزلي سيقتل السينما وكذلك مسجلات الفيديو كاسيت ستقتل السينما، لكنها ليست السينما التي ستنتهي، إنما الطريقة التي يتم تقديم الأفلام من خلالها هي ما سيتم تغييره، وسيصبح العرض السينمائي المسرحي نادرا أكثر وأكثر وبدلا منه سنشاهد الإنتاج السينمائي بطرق مختلفة على مواقع مثل Netflix أوAmazon أو من خلال Apple أو Google أو برامج Disney الخاصة.
ربما تكون الأمور مقلوبة بطريقة تجعل هناك ظهور جديد في خدمة البث المباشر الذي لو ثبت تمتعه بشعبية كافية فقد يعود مرة أخرى إلى دور العرض، أو في المقابل قد تكون النتائج في البدء بالاتجاه إلى دور العرض.
يجب أن يكون كل هذا مثيرًا إلى حد ما، وسيكون للمشاهد أكثر، لكن بالنسبة لهوليود لن يكون كذلك لأنهم سيخافون من التغيير، لكن بالنسبة لأي شخص عمل في هوليود ببعض القدرات خلال الخمسين سنة الماضية من الواضح أن الأمور سوف تتغير.
وأخيرا هناك قلق على دور السينما، لكن الخبراء في هذا المجال يعتقدون أن أفضلها يمكن أن يزدهر في هذا المناخ الجديد، فلن يكون هناك مايكفي من قائمة الإصدارات الجديدة لعرضها كل أسبوع والتمني بأن يمتليء شباك التذاكر في نهاية الأسبوع فقد انتهت هذه الحقبة من الزمن، وهناك حاجة إلى الابتكار وهذا هو جوهر هوليود.