باحثون يقترحون طباعة عبارة "التدخين يقتل" على السيجارة
يُعتبر التدخين من أكثر مسببات الأمراض في زمننا المعاصر، وقد أثبتت بعض الدراسات أنه سبب رئيسي في 70% من الإصابات بسرطان الرئة في العالم، وهو أكثر أشكال مرض السرطان فتكاً بالبشر، وفقاً لما نقلته جريدة "ديلي ميل" الإنجليزية.
وأوضحت الجريدة أن الإحصائيات أظهرت أن عدد المدخنين في المملكة المتحدة يبلغ 7.4 مليون شخص، بينما يُعتقد أن عددهم في العالم يتعدى المليون مدخن.
النيكوتين الموجود بالسجائر قد يعطي إحساساً مؤقتاً بالاستمتاع أو يساعد على التنفيس عن الغضب أو التوتر، إلا أنه أيضاً يجعل عملية الإقلاع عن التدخين بعد ذلك شيئاً بالغ الصعوبة، بالنسبة لغالبية الناس.
وفي محاولة جديدة لإيجاد طريقة للحد من انتشار التدخين، اقترح مجموعة من الباحثين بجامعة "ستيرلينج" الأسكتلندية أن تتم طباعة عبارات تحذيرية على كل سيجارة منفردة، بدلاً من كتابتها على علبة السجائر فقط، وذلك كطريقة أكثر فاعلية لدفع الناس لترك التدخين.
الباحثون أجروا تجربة تضمنت 120 شاباً، تزيد أعمارهم عن 16 عاماً، تم إعطاؤهم سجائر عادية غير مكتوب عليها أي شيء وموضوعة داخل العبوات التي تحمل العبارات التحذيرية المعتادة، وسجائر أخرى مكتوب عليها عبارة "التدخين يقتل"، وأكد جميع المشاركين في التجربة أنهم شعروا بأن السجائر المطبوع عليها العبارة كان لها تأثير أكثر قوة من السجائر العادية، وفقاً لما نقلته جريدة "ديلي ميل" الإنجليزية.
كانت الحكومة الأسكتلندية قد أعلنت أنها تدرس فكرة وضع قانون يلزم صانعي السجائر بطباعة عبارات تحذيرية على السجائر نفسها، والخطة التي تدرسها الحكومة أن يتغيَّر شكل ولون الخط الذي تتم به كتابة العبارة التحذيرية من سيجارة إلى أخرى، للتغلب على احتمال فقدان العبارة لمفعولها بمرور الوقت نتيجة اعتياد المدخن على شكل العبارة المطبوعة، إلا أن الحكومة الاسكتلندية ليست الأولى في دراسة هذه الفكرة، فالحكومة الكندية أيضاً كانت قد أعلنت، العام الماضي، عن نيتها إلزام شركات السجائر بطباعة عبارات تحذيرية على السجائر.
هذه الفكرة لم تنل نفس القدر من الترحيب لدى بعض الناس، مثل "كريستوفر سنودن"، أحد مسؤولي "معهد الشؤون الاقتصادية" بلندن، الذي قال إنه لا يعتقد أن وضع التحذيرات على السجائر سيؤدي لنتيجة ملحوظة في منع انتشار التدخين، حيث إن كل الناس تعلم بالفعل أن التدخين ضار بالصحة.
يقول "كريستوفر" إن الناس مؤخراً أصبحوا يشاهدون الإعلانات المضادة للتدخين في كل مكان، ومنذ فترة طفولتهم، ولم يمنع ذلك المدخنين من مواصلة التدخين، كما لم يمنع غير المدخنين من تجربة التدخين، كما يرى "كريستوفر" أن امتداد التحذيرات إلى السجائر نفسها الموجودة داخل العلبة، ربما يأتي بنتيجة عكسية مع بعض الأشخاص، الذين قد يجدوا متعة في إشعال السجائر ومشاهدة العبارة التحذيرية وهي تحترق بسبب الضغوطات التي يشعرون بها نتيجة الإعلانات المضادة للتدخين التي تحاصرهم أينما ذهبوا.
غالبية دول العالم شهدت جهوداً حكومية لتوعية الناس بأضرار التدخين ومحاولة الحد من انتشاره، وتمثلت هذه الجهود في بعض القوانين والإجراءات، مثل إجبار شركات السجائر على طباعة عبارة تحذيرية على العلب، ثم تعزيز هذه الخطوة بزيادة صور يتم وضعها أيضاً على وجه العلبة، تظهر شخصاً مريضاً أو التأثير المدمر للتدخين على أحد أعضاء جسم الإنسان، بالإضافة إلى منع إعلانات السجائر، ومنع البائعين من بيع السجائر لمن هم دون الـ 18 عاماً، ومنع التدخين في الأماكن العامة والمواصلات، ونشر إعلانات مطبوعة وإعلانات تليفزيونية توضح أضرار التدخين على المدخن وعلى أسرته أو زملائه في العمل، كما لجأت أغلب الحكومات إلى زيادة الضرائب على منتجات التدخين أكثر من مرة، وتمثلت آخر الخطوات في لجوء عدد من الدول إلى سياسة "العلب الموحدة"، والتي تلزم جميع الشركات على طرح سجائرها في علب موحدة اللون ولا تحمل أي علامات تدل على هوية الشركة، سواء كانت هذه العلامة هي اسم الشركة أو شعارها أو أي شيء آخر.
كل هذه خطوات تم اتخاذها من أجل مواجهة الخطر القاتل لواحدة من أسوأ العادات وأكثرها انتشاراً، إلا أن الباحثين يعتقدون أن النتيجة الحالية غير مرضية، وأن الخطوة المقبلة، المتمثلة في طباعة عبارة تحذيرية على السجائر نفسها، قد يكون لها تأثير كبير على عملية اتخاذ قرار الامتناع عن التدخين بالنسبة للكثير من الناس.