من مائدة الجمال المستديرة : كيف تحارب العلامات التجارية ضد المنتجات المقلدة؟
خاص الجمال - إيناس مسعود
بالرغم من أن حقائب اليد أكثر الأشياء التي يتم تقليدها على مستوى العالم، أصبحت مستحضرات التجميل المقلدة في ازدياد سريع وأصبح المقلدون أكثر ذكاء ومهارة في جعل منتجاتهم المزيفة تبدو مثل المنتجات الأصلية.
وفي عالم الجمال أصبحت أدوات التجميل غالية الثمن والعلامات التجارية الشهيرة المنتشرة على إنستجرام هي الأخرى معرضة للتقليد، فعلى سبيل المثال في يناير انقلبت شاحنة على إحدى الطرق السريعة في مقاطعة تشجيانج الصينية ونتيجة للحادث تناثر أكثر من 5000 جهاز لتنظيف الوجه ماركة Foreo Luna mini2.
وفي عام 2018 وحده قامت شركة فوريو بـ 30 حملة إدارية و15 حملة جنائية كشفت خلالها وجود أكثر من 30000 جهاز ماركة Luna غير أصلي مزيف نتيجة لذلك.
وقد صرح المتحدث باسم العلامة التجارية أن شركتهم دائما لديها خمس حالات قيد التحقيق في أي وقت.
وطبقا لما أعلنته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن مستحضرات التجميل هي ضمن أكثر خمسة أشياء يتم تقليدها على مستوى العالم، لكن المثير للاهتمام في هذا الأمر أن وكالة حماية المنتجات من التعدي أو التقليد IP Red Points رأت مؤخرا أن هناك 40% زيادة في اكتشافات أدوات التجميل المزيفة على إنستجرام خلال الأسابيع التي تسبق عيد الأم، وتم العثور على 30% من جميع الانتهاكات الملكية والفكرية للعلامات التجارية في مجال الجمال على كل من الفيسبوك والإنستجرام.
وقد تحدث موقع Glossy مع ثلاثة من العلامات التجارية المحبوبة التي تتعرض للمزورين وكذلك شركات تصنيع أجهزة العناية بالوجه مثل Clarisonic وForeo ومقشر القدم ماركة Baby Foot عن أكبر الجناة المقلدين الذين ينتجون منتجات مزيفة وماذا يفعلون لوقف انتشار المنتجات المقلدة والمخاطر التي تتعرض لها الماركات الأصلية بسبب ذلك.
من أين تأتي المنتجات المزيفة وكيف تصل للعملاء؟
ويرد إيفان فيلدشتاين نائب المدير العام والمستشار العام لشركة فوريو بأمريكا الشمالية أن ذلك يبدأ عادة من الصين، والذي يحدث هو أن المنتج المزيف يتم تجميعه في مستودع بالصين ثم شحنه إلى مدينة كبيرة عبر القنوات وبنفس الطريقة التي يتم بها توصيل المنتجات العادية للعالم.
وأحيانا يكون بعض الموزعين في حاجة ماسة إلى منتج ما لذلك سوف يستخدمون النوع المزيف، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يكون الأمر أكثر تعقيدا بقليل، فأحيانا يستلم شخص ما منتجات مزيفة هنا ثم يقوم بشحنها إلى الصين لأقاربه.
وتصرح كاثي تشي ثربر المديرة العامة لشركة Clarisonic بما يلي: "المسئول هو أسواق تجار التجزئة الرئيسيين مثل Amazon وTarget وWalmart حيث يقوم البائعون في هذه المجموعة الثلاثية بالاستفادة من علاماتهم التجارية وحقوق ملكية التصميمات وبراءات الاختراع والصور لخداع المستهلكين وجعلهم يعتقدون بأن المنتجات المزيفة هي للشركات الأصلية أو أن ما لديهم منها هي منتجات بجودة مشابهة للمنتجات الأصلية".
ما الخطوات التي تم اتخاذها لمنع التقليد أو التزوير؟
تصريح سكوت جيبونز الموزع الخاص بشركة Baby Foot بالولايات المتحدة الأمريكية:
قال أنهم في البداية كانوا يخشون من لفت الانتباه لهذه المشكلة لأنهم اعتقدوا أن هذا ربما يزيد من المشكلة بواسطة إعطاء الناس أفكار أو أن الناس يمكن أن يحدث لديهم شعور سلبي نحو الماركة أو العلامة التجارية الخاصة بهم.
لكن بعد ذلك أصبحت هناك نسبة أكبر من المبيعات التي لم تكن تصل إليهم وفي هذا الوقت أدركوا أن عليهم فعل شيء ما، وكانت المشكلة في أسوأ حالاتها حيث اعتقدوا أنه ربما تصل نسبة المبيعات لمنتجات مقلدة للماركة الأصلية إلى 25% لذا بدأوا في خفض الطلبات لموقع Amazon وقاموا أيضا بحملة دعائية على موقعهم الخاص (في الربع الرابع من عام 2018) تدعوا الناس لتجنب شراء المنتجات المقلدة المزيفة.
وقاموا بنشر معلومات تساعد العميل في التفريق بين المنتج الأصلي والمنتج التقليد المزيف، واستمرت الحملة لعدة أشهر، لكن كان عليهم التقليل من الحملة لأن كل الأشياء التي تم الإشارة إليها تم تعديلها في المنتجات المقلدة وكان الأمر محرجًا للشركة الأصلية لأنها كانت تخشى من حدوث شيء كهذا.
وأضاف الإقتصادي الأمريكي فيلدشتاين ما يلي:
صرح فليلدشتاين أنه لجأ لمؤسسة Red Point التي ساعدتهم في العثور على قوائم من المنتجات على الإنترنت وفي مواقع للبيع مثلAlibaba أو eBay، وفي العام الماضي قام بالإشراف على دعوى قضائية في فلوريدا حيث رفعوا 50 دعوى قضائية ضد منتهكي البراءة أو المقلدين وكانت الأجهزة التي تم اكتشافها تأخذ نفس شكل التصميم الخاص بالشركة الأصلية أو ربما تجعله مختلفا قليلا.
وأشار أنهم استبقوا في الحرص على تقديم تصميمات ونسخ مختلفة للمنتح الموجود لكي يصبح أي شيء يقدمه المقلدون يخضع تحت براءة الاختراع الخاصة بهم ويعملون الآن مع من لديهم من مهندسين ليروا كيف يمكنهم أيضا تعديل مكونات المنتح لكي يتم الاستفادة من براءات الاختراع الإضافية.
وذكر أن لديهم برنامج الرقم التسلسلي الذي يوضح من أين تم شراء المنتج ومتى وإلى أين تم بيعه، ولديهم أيضا آليات التوثيق (خلال الرقم التسلسلي) تسمح لهم بتوثيق الأجهزة المشروعة المصرح به عبر موقع Foreo.com.
بالإضافة للمبيعات ما التأثير الذي تركه المقلدون على العلامة التجارية الخاصة بكم؟
صرح تشي ثربر أنه بالنسبة لهم كان التأثير أقل على العلامة التجارية الخاصة بهم لكنه كان أكثر على عملائهم، وأضاف أن رؤوس الفراشي الخاصة بهم والأجهزة تمرعبر عملية فحص دقيقة للجودة للتأكد من أنها آمنة وتوفر لمستخدميها الفعالية التي يوعدون بها من أجل تحقيق النتائج المرجوة.
وذكر أنهم قرأوا عددًا كبيرًا جدا من النماذج حيث قام المستهلكون بشراء المنتجات المقلدة التي ظهر بها مشكلات مزعجة ترتبط بالجودة ونتج عنها تلف الجهاز وتسببه لأضرار بالبشرة وهذا أزعجهم كثيرا.
وقامت شركة Clarisonic ببراءة اختراع أجرت خلالها عملية تقريب لأطراف رؤوس الفرشاة التي يصنعونها لضمان عدم إلحاق الضرر بالبشرة خاصة الأكثر حساسية.
والجيد في الأمر أن المقلدين المزورين لا ينسخون هذه العملية وبذلك يعرضون المستهلكين الذين يشترون منتجاتهم للخطر وخيبة الأمل من أجل ما ينبغي أن يكون في المنتج ويستحق الاستثمار.
وأعلن جيبونز أن المشترى يبدأ في أخذ آراء سلبية على منتجات لا تخص الماركة الأصلية ومن ثم يعود الناس لبائع التجزئة ويشتكون إليهم أو يذهبون لمواقع مثل eBay و Amazon ليقدموا شكواهم وهذا يؤثر على القيمة والانطباع الذي يأخذه العملاء عن الماركة مما يؤدي بالتالي إلى انخفاض الأسعار، فعندما يجد المشترى الأصلي أن هناك شخص ما يبيع بسعر أقل يسأل أصحاب الماركة الأصلية عن السبب فتكون الإجابة بأن المنتجات الأرخص ليست حقيقية، لكن ليس بإمكانهم إثبات ذلك بشكل فوري، بالطبع لا.