تعرف على الآثار المدهشة للطعام الحار
هناك نظريات نفسية ترجع رغبة الناس في تناول الأطعمة الحريفة والحارة إلى استمتاع هؤلاء بالألم المرتبط بتناول الطعام حار، وجاذبية أنشطة البحث عن الإثارة،
وحسب الخبراء فإن بعض الناس يستمتعون فيما يبدو بدفع ما يمكنهم تحمله إلى أقصى الحدود، كمشاهدة الأفلام المخيفة والمشاركة في أشكال أخرى من الماسوشية الحميدة، وقد افترض بعض الخبراء أن هذا النوع من السلوك قد يساعد في إعدادنا لمواجهة تحديات العالم الحقيقي، بينما يرى آخرون أن رغبة البعض في تناول الفلفل الحار قد تنبع من فائدة مباشرة أكثر، كدمجهم مصادر صحية من العناصر الغذائية في وجباتهم الغذائية التي قد تبدو غير صالحة للأكل.
وحسب الخبراء فإنه عندما تضع الفلفل أو الصلصة الحارة في فمك، قد تلاحظ تنميلًا خفيفًا متبوعًا بإحساس حارق، وإذا كان هذا الإحساس قويًّا بدرجة كافية، فسوف يبدأ أنفك وعيناك في الجريان، وسيبدأ فمك وحلقك في توليد المخاط، وقد لا تكون قادرًا على الشعور بذلك، لكن معدتك وأجزاء من الأمعاء ستبدأ أيضًا في إفراز السوائل الزائدة، وهو ما يشبه رش الماء على سيارة متسخة؛ حيث يقوم جسمك بتشغيل محطات المياه من أجل التخلص من التوابل، فعندما يواجه فمك أو حلقك أي جسم غريب غير ضار، فإن التفكير هو أن السائل يساعد على إخراج ذلك، ولهذا يُصاب بعض الأشخاص بالإسهال أو اضطراب في المعدة نتيجة للمخاط الإضافي، الذي يتم إطلاقه في الجهاز الهضمي استجابة للأطعمة الغنية بالتوابل.
ولكن لا تقلق فهذا الأمر غير ضار، فقد وجدت إحدى الدراسات عن الآثار الفسيولوجية والعلاجية للكابسايسين، وهو المركب المتحكم في ذلك، والذي يستخدم أيضًا كعلاج لبعض الأعراض، أن تأثيره يتمثل في الإغلاق على نوع معين من مستقبلات الألم، التي تؤدي إلى الألم الشديد، توسع الأوعية الدموية، إحمرار الجلد وارتفاع درجة حرارة الجسم، ولذلك يستخدم أيضًا ككريم موضعي على الجلد في بعض حالات التهاب المفاصل وآلام العضلات، وبمجرد تلاشى الإثارة الأولى، فإن مستقبلات الألم المتأثرة تميل إلى أن تصبح مزيلة للحساسية، فيما توجد جرعات عالية تجعل نهايات العصب المتألم تنسحب لعدة أسابيع.
وبصرف النظر عن قدرته على مكافحة الألم، فقد أظهر هذا المركب عدة فوائد صحية محتملة أخرى؛ حيث ربطت أبحاث صينية محدودة بين استهلاك الأطعمة الغنية بالتوابل المحتوية عليه وانخفاض معدلات الوفيات، فيما يقول بعض الباحثين إنه قد يعزز وظيفة القلب والتمثيل الغذائي، وبناء الخلايا، بالإضافة إلي آثار مضادة للسمنة؛ حيث وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن تناول الكابسايسين قد يعوق تراكم الدهون الحشوية، وهو نوع يتراكم في أمعائك وحول أعضائك، ويرتبط بعدد من الأمراض، وقد وجدت دراسة صغيرة أجريت على 36 شخصًا بالغًا أن إضافته إلى وجباتهم الغذائية لمدة أربعة أسابيع قد حسّن بعضًا من وظائف القلب والشرايين، لكن ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان تناول الكابسايسين كمكمل غذائي يمكن أن يقدم نفس الفوائد التي تقدمها إضافة الفلفل الطازج إلى نظامك الغذائي.فيما وجد بعض الباحثين أدلة على أن استخدام الكريمات الموضعية التي تحتوي على هذه المادة المدى الطويل يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان الجلد، لكن بصرف النظر عن تلك المحاذير، تشير معظم الأبحاث إلى أن إضافة الأطعمة الغنية بالتوابل إلى نظامك الغذائي ترتبط بمجموعة من الامتيازات الصحية.