دراسة بريطانية : تؤكد زيادة متوسط العمر بدون عجز؟

يتزايد  متوسط معدل العمر المتوقع للرجال والنساء، لكن هل يعيشون  لفترات أطول في صحة جيدة مع المحافظة علي الأعتماد علي النفس أو استقلاليتهم الذاتية ؟ وهل يمكننا وبعبارة أخرى، تحديد نوعية الحياة ؟ وهذا هو الهدف الذي حدده مجموعة من الباحثين في إطار العمل الأوروبي لرصد وتأمل معدلزيادة العمر في حالة صحية جيدة .

نشرت نتائج هذا العمل، الذي أشرف علي تنسيقه الأساسي  "جان ماري روبين" ، مدير البحوث في المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية (Inserm)،  يوم الأثنين 17 نوفمبر على الموقع الطبي البريطاني الأسبوعي The Lancet..

هذا البحث يهدف إلي  توضيح ما تم التوصل إليه في عام 2005، كان معدل  متوسط العمر المتوقع "بدون عجز" (أو "في حالة صحية جيدة ") لمن تتراوح أعمارهم بين 50 سنة.

وبالإضافة إلى الأختلافات الشاسعة التي تمت ملاحظتها بين سكان خمسة عشر بلدا من أوروبا الغربية، يثير هذا البحث العلمي سلسلة من القضايا السياسية والاقتصادية الوطنية فيما يتعلق بالمشاريع التي يجري تنفيذها،  ضمن إطارالاتحاد الاوروبي، وتهدف إلي تمديد ساعات العمل والمساهمات في نظم المعاشات التقاعدية، ويشير أيضا إلى قضايا الصحة العامة التي تثيرها إطالة متوسط العمر المتوقع.

وبقدر ما يزداد معدل زيادة متوسط العمر المتوقع، فإن نوعية الحياة لدي كبار السن معرضة للأمراض المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، وأمراض أنتكاس الأعصاب حيث تصبح مشكلة رئيسية للصحة العامة في البلدان الصناعية، كما تشير INSERM.

كيف يمكن تحديد معدل الحياة "من دون العجز ؟
سعي القائمين علي الدراسة  إلي تحديد المشكلات الصحية التي يواجهها أشخاصاتصل أعمارهم الي  50 سنة، وذلك لمدة ستة أشهر أثناء تنفيذهم لأنشطة الحياة اليومية (الغذاء، العمل، السفر، الخ) .. وأظهرت النتيجة تفاوتا كبيرا مع متوسط تقدم العمر، الذي بلغ في عام 2005 في الاتحاد الأوروبي، إلى 78.6 سنة للرجال و 83.5 عاما للنساء، متوسط العمر المتوقع دون عجز كان أقل بكثير، حيث بلغ في نفس العام إلى 67.3 سنة للرجال و 68.1 عاما للنساء.

ولكن يبدو أيضا أن الأوروبيين لا يزالون بعيدين عن الأقتراب من  هذا المؤشر الجديد، حيث لوحظ أدنى متوسط للعمرالمتوقع دون العجز في استونيا (59 سنة للرجال و 61 للنساء) وأعلى معدل في الدنمارك حيث بلغ 73 سنة للرجال و74 سنة للنساء، فرنسا قريبة جدا من المتوسط الأوروبي: 68 سنة للرجال و 69 عاما و 8 أشهر بالنسبة للنساء، ولكن الحياة في البلدان المتقدمة لا يضمن بالضرورة ازدياد متوسط العمر المتوقع دون إعاقة خطيرة، يصل متوسط العمر المتوقع للحياة في ألمانيا من دون فقدان السيطرة الذاتية إلى 63 سنة للرجال و 62 للنساء.

ظهرت اختلافات كبيرة جدا عندما ندمج مدة العمر المتوقع إلى 50 عاما ومتوسط العمر المتوقع دون العجز، سجلت أعلى المعدلات في الدنمارك، مالطا، ايطاليا، هولندا والسويد وأدناها في ليتوانيا، استونيا، لاتفياوالمجر.

ملاحظات أخرى: في الدول العشر ة التي انضمت مؤخرا إلى الأتحاد الاوروبي، سن الإحالة إلي التقاعد هو أكبر من أو يتزامن مع متوسط العمر حيث يمكن للناس أن يعيشون  دون عجز، معظم الأختلافات يمكن أن تكون مترابطة مع الناتج المحلي الإجمالي في بلدان مختلفة و متوسط مستوى الإنفاق علي الصحة التي تتحملها الدول نحو كبار السن، وبالمثل، فإن انخفاض متوسط العمر المتوقع دون عجز قد يكون مرتبطا، لدي لرجال فقط، بفترات بطالة طويلة، وفترات الدراساة القصيرة وانخفاض مستوى التعليم.

وفي ضوء هذه البيانات، استخلصت هذه الدراسة أنه ليس هناك شك في أن زيادة سن التقاعد في العديد من بلدان الاتحاد لأوروبي سوف يكون من الصعب تحقيقه عمليا دون إنشاء سياسة لتحسين الحالة الصحية للأشخاص المعنيين.

تحسين معدل العمالة من 55-65 سنة
وشملت الدراسة التي نشرت في جريدة لانسيت في 17 نوفمبر 2008 الأشتراك في "استراتيجية لشبونة" الذي اعتمد في عام 2000 حيث  طلبت من المجلس الأوروبي أن يضع زيادة معدل الوظائف كهدف اولي، هذا معدل بلغ 61 ٪ في المتوسط والهدف هو الوصول إلى مستوى 70 ٪ في عام 2010 قدر المستطاع.
 
هذا الهدف يشمل نسبة كبيرة من العاملين في الفئة العمرية ما بين 55-65 عاما.

وفي عام 2005،  دعت اللجنة الأوروبية إلى "رؤية للمجتمع الذي يستطيع أن يدمج كبار السن مع الأجيال الشابة، ولا سيما من أجل تنمية القوة العاملة".