بلير هاوس .. مقر ضيوف أميركا وخلافات رؤسائها

بلير هاوس بناه جراح أميركي ومقر سكن للرؤساء الأميركيين قبل تنصيبهم ما عدا أوباما
بلير هاوس بناه جراح أميركي ومقر سكن للرؤساء الأميركيين قبل تنصيبهم ما عدا أوباما

يوم الاحد الماضي، وصل الى واشنطن الرئيس المنتخب باراك اوباما، من شيكاغو، مع زوجته ميشيل، وبنتيهما: «ماليا» و«ساشا» كان لابد ان يصلوا يوم الاحد، لان الفترة الدراسية الجديدة، بعد عطلة الكريسماس وراس السنة، انتهت، لتفتح المدارس يوم الاثنين ولتذهب البنتان الى مدرسة «سايدويل». وهكذا، انتقلت العائلة من شيكاغو الى واشنطن، من منزل العائلة الى البيت الابيض، ومن مدرسة «لنكون» الى مدرسة «سايدويل».


وكان من المقرر ان ينزل أوباما، كما جرت العادة للرؤساء الجدد في الايام القلائل التي تسبق فترة التنصيب، في «بلير هاوس»، بيت الضيافة الرسمي بالقرب من البيت الابيض.

لكن البيت الابيض قال ان هناك «ضيوفا» دعاهم الرئيس بوش لمقابلتهم في آخر اسبوع له في البيت الأبيض، لينزل اوباما وزوجته وبنتاهما في فندق «هاي ادامز» بالقرب من البيت الابيض.

لشهر كامل تقريبا، ظلت اشاعات واشنطن تسأل: من هم «الضيوف». واول من امس، كشفت جريدة «واشنطن بوست» ان بوش دعا اصدقاء قدامى لتقديم أوسمة ونياشين لهم. ومن الذين دعاهم: جون هاوارد، رئيس وزراء استراليا السابق (لانه تحالف مع بوش، منذ البداية، وأرسل قوات استرالية الى العراق وافغانستان، رغم ان غالبية الاستراليين عارضت ذلك. وفي بداية السنة، أسقط الاستراليون هوارد بسبب ذلك، وجاء بدلا منه رئيس وزراء جديد وعد بسحب القوات الاسترالية).

ومن الذين دعاهم بوش: طوني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق (لانه تحالف مع بوش، منذ البداية وارسل قوات بريطانية الى العراق وافغانستان، رغم ان نسبة كبيرة من البريطانيين عارضت ذلك، وفي السنة الماضية، استقال بلير، وجاء بعده براون، الذي وعد بسحب القوات من العراق).

وهكذا، صار واضحا ان بوش فضل ان يستضيف في «بلير هاوس» حلفاء ايدوه في غزو العراق وافغانستان، وليس الرئيس الجديد.

لم يقل بوش ذلك، ولم تقل زوجته ذلك. لكن سالي ماكدونو المتحدثة باسم زوجته قالت ان السبب هو «تقديم وسام الحرية» لهؤلاء. ولم تجب على سؤال من صحافي عن تفضيلهم على اوباما. ولم تجب على سؤال من صحافي آخر عن سبب عدم اعلان الاسماء في وقت سابق. مباشرة بعد فوز اوباما برئاسة الجمهورية، اعلن البيت الابيض ان «بلير هاوس» محجوز. لكنه لم يقل السبب. ولهذا، شك صحافيون في ما يجري. وسألوا المتحدثة باسم البيت الابيض، وهي نفسها لم تكن، في ذلك الوقت، واضحة.

وحتى أول من امس، تهربت من اجابة مباشرة على اسئلة الصحافيين، وحولتهم الى المتحدثة باسم لورا بوش.

وكانت قد قالت: «ستقام في بلير هاوس احتفالات كثيرة، وسينزل فيه ضيوف كثيرون». لكن، عندما تأكد ان حلفاء بوش في غزو العراق هم فقط سينزلون في «بلير هاوس»، قالت ان حلفاء بوش دعووا مع زوجاتهم كاصدقاء لبوش وزوجته، في وقت لاحق، ربما بسبب الضجة حول منع اوباما من النزول في «بلير هاوس»، وقال بلير انه سينزل في منزل السفير البريطاني في واشنطن.

وليست هذه اول مرة كان فيها «بلير هاوس» شاهدا على مشاكل عائلية بين رئيس جديد ورئيس قديم.

في سنة 1980، جاء الى «بلير هاوس» الرئيس الجديد ريغان وزوجته نانسي. واستعجلت نانسي الانتقال الى البيت الابيض، وكان فيه الرئيس كارتر وزوجته روزلين. وقيل ان نانسي كانت تتصل بالبيت الابيض، وتسال اذا كانت روزلين اخلت غرفة اليوم، او شحنت عفشها الى ولاية جورجيا (ولاية آل كارتر).

وفي سنة 1992، جاء الى «بلير هاوس» الرئيس كلينتون وزوجته هيلاري. وقيل ان باربرا بوش، زوجة بوش الاب، الرئيس في ذلك الوقت، لم تتصل بهيلاري، وتقدم لها معلومات عن نقل عفش العائلة، واخلاء غرفة النوم الرئيسية.