اللون الأسود .. ذلك الصديق الوفي في عالم الموضة
تدور الايام، وتظهر موضة ثم تغيب لتحل محلها أخرى، والمرأة تلهث وراءها، مرة تبحث عن ذلك الفستان الذي سمعت انه من تصميم رولان موريه أو توماس ماير، مصمم دار بوتيغا فينيتا، أو ذلك التايور من شانيل أو كريستيان ديور أو ذلك البنطلون الضيق من بالنسياجا، وهلم جرا.
لكنها كلما أعياها البحث وأصيبت بالحيرة، وكلما شعرت بأن جريها لم يأت بنتيجة سوى تقطع انفاسها، فإنها تعود إلى ذلك الصديق الوفي والمضمون: الفستان الاسود الناعم.
فحتما لشلالات الألوان القزحية وتلألؤ ألوان المجوهرات سحرها، لكنها لم تستطع لحد اليوم ان تزحزح الفستان الأسود عن مكانته، منذ ان طرحته الآنسة كوكو شانيل في العشرينات من القرن الماضي، لأنه ببساطة اكد انه قطعة لكل المواسم والمناسبات.
بعد الآنسة شانيل، طرحه مصممون آخرون، نذكر منهم هيبار جيفنشي، الذي قدمه في فستان اصبح ايقونة عندما ارتدته النجمة الراحلة أودري هيبورن في فيلم «إفطار في تيفاني».
وعلى ما يبدو فإن سحر الأسود لا يزال يأسر المصممين الكبار مثل ميوتشا برادا التي طرحت مجموعة رائعة منه بقماش الدانتيل في هذا العام، ونيكولا غيسكيير مصمم دار «بالنسياجا» في تشكيلة كاملة قدمها أمام جمهور فعرفاه فيها في باريس منذ ستة أشهر.
بين ليلة وضحاها اصبحت هذه التشكيلة الأكثر تصويرا وتهليلا، رغم سوداويتها التي قال غيسكيير انه استلهمها من بطلات الدراما السوداء.
تصميماتها كانت اكثر نضجا وهندسية، خصوصا وأن الفكرة منها كانت إخفاء الجسد وليس كشفه، والنتيجة كانت مبهرة، أعادت الفستان الاسود الناعم إلينا قويا ومتحديا الوان قوس قزح، التي اكتست سوق الموضة لسنوات طويلة عرفت فيها الموضة انتعاشا كبيرا بفضل الازدهار الاقتصادي العالمي.
لكن الأمر تغير، وسوق المال ليس بسابق عافيته، وبالتالي فإن الاتجاه سيتغير بالتدريج نحو موضة اكثر هدوءا في ألوانها ونقوشاتها، من دون ان تتنازل عن فخامة اقمشتها وخاماتها ولا عن الإبداع في تصميماتها.
ولا شك ان هذا سيطلق العنان للمصممين المهتمين بالأشكال الهندسية والمعمار، من امثال راي كاواكوبو، ماركة كوم دي غارسون، وبالنسياجا، لكي يطرحوا فساتين مناسبة لهذه الاجواء، وباللون الاسود نظرا لكلاسيكيته.
منذ البداية، كانت الفكرة من اللون الاسود تسليط الضوء على التصميم وخطوطه، ومن ثم إبراز تقاسيم الجسم بشكل إيجابي، هذا عدا انه ارتبط بالفخامة.
ففي القرن السادس عشر، مثلا، كان اللون المستعمل في البلاط الاسباني، وعندما ركزت عليه كوكو شانيل في العشرينات من القرن الماضي، فإن هدفها كان «دمقرطته» وليس صبغه بالفخامة، وهو ما توفقت فيه وأدخلها عالم المبدعين الكبار.
ولم تتوقف عمليات تطويره، ليصبح كل ما يطرح اليوم منه يستهدف مخاطبة المرأة التي ستلبسه، أي انه يترك لها المجال لأن تلعب عليه حسب ذوقها، سواء بتنسيقه مع مجوهرات أو مع اكسسوارات أو قطع اخرى سواء كانت جاكيتا قصيرا، بوليرو من الدانتيل، أو شالا من الباشمينا أو غيرهما.
- إذا كنت تشعرين انك تحتاجين إلى بعض اللون، أو إخفاء ذراعيك، عليك بهذا البوليرو من «فيرا وانغ».
- حذاء من «كريستيان لوبوتان» يمكن ان يضيف الكثير من الألق على مظهرك، ولا يتناقض أبدا مع أجواء السهرة والمساء.
- حقيبة سهرة بسيطة وانيقة من «فندي».
- ساعة فخمة ومرصعة بالماس من «مونتيغا».
- حقيبة سهرة تحمل باليد باللون الاسود من «ستيلا ماكارتني».
- خاتم ضخم مصنوع من الذهب ومرصع بالماس من مجموعة «كاريرا إي كاريرا».
- اقراط ناعمة من «ديور» ايضا من الذهب والماس.
- صندل مبتكر من جلد الافاعي باللون «البيج» الذهبي عال وكلاسيكي في الوقت نفسه من «سيرجيو روسي».
- حقيبة من «ميو ميو» مناسبة جدا > إذا لم تتوفر لديك ساعة فخمة عليك بسوار مبتكر مثل هذا السوار من «لي أينجل».
- أقراط مناسبة جدا من «إيريكسون بيمون».
- صندل بكعب جد مبتكر وأنيق من «ديور».
طبعا ليس كل امرأة تميل إلى النعومة والبساطة، لاسيما إذا تعلق الامر بحضور مناسبة مهمة يجتمع فيها الأحباب والاصدقاء.
فهناك العديدات اللواتي يمكن القول انهن ينتمين إلى مدرسة بول بواريه، غريم كوكو شانيل، والذي كان يرى أن الموضة هي الفخامة بكل ما تحمله الكلمة من تطريزات وبريق وتفاصيل، إلى حد انه وصف الفستان الناعم الذي قدمته شانيل أول مرة بـ «الفخامة البائسة».
طبعا حينها كان على خطأ ولم يعرف ان يقرأ تغيرات العصر، الأمر الذي ادى إلى إفلاسه، لكنه لو عاش إلى يومنا هذا لما اصابه ما أصابه، لأن البساطة والفخامة اصبحتا وجهين لعملة واحدة ولا يمكن ان يكتمل الواحد من دون الآخر.
ومن هذا المنطلق، ولأن احتفالات رأس السنة تحتاج إلى اناقة مميزة لكن بسيطة في الوقت ذاته، لما تتطلبه المناسبة من حركة، فإن الفستان الناعم هو عز الطلب، وكل ما عليك هو تنسيقه باكسسوارات لافتة.
وحتى إذا لم يكن لديك الوقت الكافي للتسوق أو الإمكانيات لشراء فستان جديد من «برادا» أو «بالنسياجا» أو «شانيل»، فلا بأس من فستان قديم تضفين عليه لمساتك العصرية لتجديده:
- استثمري في حقيبة يد صغيرة بتصميم مبتكر ولون يتناقض لكن يتناغم مع فستانك.
- العبي على الجوارب، فقد اصبحت اكسسوارا مهما يكمل زيك، بدليل ان دار «شانيل» بكل كلاسيكيتها وعراقتها تطرحها منذ مدة بأشكال جد مبتكرة ورائعة.
في عرضها الأخير الذي قدمته في موسكو، اسهبت في طرح جوارب برونزية بلمعة ذهبية واضحة.
- الكعب العالي يضيف إليك طولا واناقة، لكن في حال كانت المناسبة تستدعي الوقوف والحركة كثيرا، فأنت غير مطالبة باتباع إملاءات الموضة المجنونة التي وصل فيها الكعب إلى اكثر من 12 بوصة.
الحل الوسط سيعطيك اناقة وراحة في الوقت ذاته. إذا كنت تتوخين مظهرا كلاسيكيا محافظا، فاختاريه بالأسود، لكن يمكنك ان تكوني اكثر جرأة باختيار تصميم يكون لافتا، حتى وإن كان مجنونا بعض الشيء، المهم ان تستطيعي المشي والوقوف عليه.
- المجوهرات مهمة جدا عندما يكون فستانك الأسود الناعم بسيطا بدون تفاصيل.
اذا كنت كلاسيكية، أو كان فستانك بتفاصيل مبتكرة وتريدين تسليط الضوء عليها، فعليك باكسسوارات ناعمة، على ان تكون ثمينة، لكن إذا كنت مواكبة للموضة، فإنها كلما كانت ضخمة وبارزة، كانت احسن لأنها بالفعل تغير من مظهر فستانك القديم تماما وتعطي الانطباع بأنه جديد.
تصميمه ضيق عند الصدر وواسع ببليسيهات عند التنورة. تنسيقه بطريقة ذكية مهم نظرا لتصميمه الذي قد لا يناسب المرأة الممتلئة، إضافة إلى تفاصيله:
- حذاء بالأسود والذهبي من «روبرت ساندرسن».
- حقيبة سهرة صغيرة من «بوتيغا فينيتا».
- خاتم ضخم ولافت من «ديور».
- إذا شعرت انه يحتاج إلى حزام لإضفاء لمسة اكثر اناقة على الخصر عليك بهذا الحزام من «ديور».
- حقيبة سهرة انيقة وكلاسيكية من «جيمي شو».
- حذاء أسود بكعب ذهبي مرصع باحجار الكريستال من «ميوميو»
- خاتم لافت ومبتكر من «بيبا سمول».
- المرأة الناضجة يمكنها ان تضيف قلادة واقراط اذن بالذهب واللؤلؤ من مجموعة «باسبالي».