رحيل مصمم الأزياء الفرنسي تيد لابيدوس
برحيل مصمم الأزياء الفرنسي تيد لابيدوس في باريس، أول من أمس، يغيب واحد من أبرز الخياطين الذين دخلوا عالم الموضة بفضل تمكنهم من فنون الإبرة والخيط وأبلوا فيه بلاء حسناً معتمدين على نظرة عصرية للأناقة النسائية والرجالية.
لابيدوس، الذي أمضى سنواته الأخيرة في مدينة «كان»، جنوب فرنسا، منذ أن هاجمه المرض الخبيث، هو ابن خياط روسي جاء مهاجراً الى باريس، حيث عمل أولاده وبناته جميعاً في المهنة التي علمهم إياها. وبعد تدريب قصير لدى كريستيان ديور، في خمسينات القرن الماضي، افتتح تيد لابيدوس متجره الخاص في شارع «ماربوف» ثم توسع المحل ليصبح داراً للأزياء تمتد في مبنى من عدة طوابق في جادة «فرانسوا الأول».
ضمن لابيدوس انتشار أزيائه بعد أن ارتدتها نجمات شهيرات مثل الممثلتين بريجيت باردو وماري لافوريه والمغنية فرانسواز هاردي ودوقة بيدفورد.
بنى لابيدوس شهرته على حرية المرأة. وصمم للنساء، في ستينيات القرن الماضي، أزياء عصرية تسمح بسهولة الحركة والسفر والعمل.
وكان أول من ابتكر الثياب التي تصلح للجنسين بحيث يمكن للزوجة أن تتبادل القمصان والجاكيتات والمعاطف مع شريك حياتها.
كما تميز المصمم الراحل بإطلاقه السترة الرياضية ذات الجيوب الأربعة والمسماة «الصحراوية».
وسرعان ما تنافس الأنيقون والأنيقات على تبني هذه السترة التي صارت عنواناً لأيام الاجازة وللرحلات في أحضان الطبيعة.
تمتع لابيدوس بحس عملي حاد ونظرة تجارية ثاقبة. لذلك جنى أرباحاً كبيرة من طرح تصاميمه في المخازن العادية وجعلها في متناول عموم النساء بدل الاقتصار على زبونات الخياطة الراقية.
وهو كان، الى جانب بيير كاردان، من قلة من كبار المصممين التي منحت امتياز اسمها لانتاج مختلف أنواع البضائع ومكملات الزينة.
بيعت شركة لابيدوس الى مستثمرين عديدين، على غرار كبريات دور الأزياء الباريسية، وحرم مؤسسها من حق الاحتفاظ باسمه، وخاض في خصومة مع ابنه أوليفييه الذي دخل ميدان التصميم أيضاً وأراد استخدام اسم لابيدوس، ثم تصالح الاثنان واستحق الابن توقيع تصاميمه باسم العائلة التي صنع الأب شهرتها.
أما شقيقة تيد لابيدوس، روز ميت، فقد قررت أن تؤسس دارها الخاصة للأزياء تحت اسم مختلف هو «تورنت» ونجحت في تحقيق شهرتها بعيداً عن الاسم المتنازع عليه.