السجاد الشرقي .. لوحة فنية على حائطك

تعليقه له أصول وشروط


ما لا يختلف عليه أي اثنين ان عملية شراء سجادة فارسية أو شرقية يجب ان تخضع لمعايير استثمارية، نظرا لجمالياتها التي تجعل الناظر إليها يشعر بأنه أمام عمل فني متكامل من جهة، ونظرا لثمنها الباهظ، الذي يعود إلى المجهود الذي بُذل في صناعتها وإبداعها، من جهة ثانية.

وبوضع كل هذه الأمور في عين الاعتبار، نجد أنه من الخطأ وضع هذه التحف الثمينة على الأرض، ليمشي عليها الناس فتتلف بسرعة، لذلك ينصح أصحاب مثل تلك السجاجيد بتعليقها على الحوائط للمحافظة عليها، وايضا لكن تكون بمثابة لوحة فنية يمكن الاستمتاع بحرفيتها وتاريخها.

ويعد استخدام السجاجيد الفارسية على الحائط جزءا من تقليد شرقي يعود تاريخه إلى عدة قرون، حيث كانت تعرض على حوائط القصور والمتاحف ومنازل أفراد العائلات المالكة، بجوار الرسوم الزيتية والأعمال الفنية الأخرى. ويمكن، إلى حد كبير، تعليق أي نوع على الحائط، لكن من المفضل أن تكون خفيفة الوزن. فالمشكلة في تعليق سجادة ثقيلة للغاية هي أن نسيجها يضعف بمرور الزمن، مما يجعل شكلها يبدو سيئا.

ونجد أن الكثير من السجاجيد الأثرية الأقدم، تكون مناسبة للتعليق على الحوائط أكثر من غيرها، ومن المحتمل أن تدوم ألوانها وشكلها لعقود، مقارنة بتلك التي تم وضعها على الأرض.

وإذا كنت تريد أشكالا أفضل، فهناك سجاجيد حريرية تظهر عليها صورا فنية تناسب التعليق على الحوائط، لكن من المفضل استعمال إضاءة جيدة معها حتى تظهر الصور المنسوجة عليها وتصاميمها بشكل أجمل. بعبارة اخرى يمكن التعامل معها تماما كأي لوحة فنية ثمينة. فبهذه الطريقة البسيطة تحظى هذه القطعة بالتقدير الذي تستحقه، وفي الوقت ذاته نحافظ عليها من التلف.

وثمة طريقتان لتعليق السجاجيد الشرقية، اعتمادا على ما إذا كانت خفيفة الوزن أم ثقيلة. إذا كانت خفيفة الوزن، فإن الطريقة بسيطة وفعالة، أهم شيء فيها هو توفير عمود قوي دائري مصمت، مصنوع من الخشب أو المعدن، وحياكة قطعة صغيرة من القماش أو شريط كحاشية بالطرف العلوي من السجادة بأكمله.

ويجب هنا التحلي بالحرص عند استخدام الإبرة للمحافظة على تماسك الجزء العلوي والخيوط أثناء الحياكة، ثم يمرر العمود الدائري عبر الجيب الذي تمت حياكته، مع مراعاة أن يكون العمود أطول من عرض البساط بمقدار بوصتين على الأقل.

بعدها يعلق العمود على الحائط، ونحصل بذلك على وسيلة جيدة لتعليق البساط. الطريقة الثانية تشبه الأولى تقريبا، ولكن بدلا من حياكة قطعة القماش أو الشريط بالحافة العلوية من البساط، تحاك قطعة القماش في ثلاثة أجزاء مع ترك مسافات بينهم.

وتستخدم هذه الطريقة إذا كان السجاد ثقيلا، حيث تسمح المسافات بتعليق السجادة على سنادات في ثلاثة مواضع. وينصح بأن يتم رفع السجاجيد الأثقل بصورة دورية من على الحائط وتفرش على الأرض لأسابيع قليلة، لأن ذلك على عودة الخيوط إلى أماكنها بعد أن يتعرض شكلها وموضعها للتغيير بسبب التعليق.

من المهم عدم حياكة حلقات الستائر على السجاد، أو تثبيتها على الحوائط باستخدام المسامير، لأن ذلك لن يفسد المكان الذي تثبت فيه مثل هذا النوع من الدعائم فحسب، بل أيضا سيسفر عن نهاية متموجة بمرور الوقت. من المهم عرض السجادة الشرقية مع إضاءة كافية حتى يظهر جمالها، لكن لا يجب ان تكون عرضة لضوء الشمس، لأنها أشعتها تبهت ألوانها بمرور الوقت.