صاحبة شركة لوريال متهمة بتبديد ثروتها على مصور
تقدمت فرانسواز بيتنكور مئير، ابنة ليليان بيتنكور صاحبة شركة «لوريال»، بشكوى قضائية ضد مصور فوتوغرافي معروف في أوساط النخبة بتهمة استغلاله لوالدتها والحصول منها على مليار يورو (حوالي المليار وثلث المليار دولار).
وشكل الخبر مفاجأة لملايين الفرنسيين نظراً للتكتم الذي عرفت به العائلة منذ أن جمع عميدها، أُوجين شولر، أكبر ثروة في فرنسا في القرن الماضي، بفضل مصنع للشامبو ومستحضرات التجميل. وانتقلت الثروة الى ابنته الوحيدة بعد وفاته عام 1957.
وفتحت محكمة «نانتير» في ضاحية باريس الشمالية تحقيقاً حول المبالغ التي كانت ليليان بيتنكور (86 عاماً) التي تعتبر أغنى امرأة في فرنسا، قد تكرمت بها خلال السنوات العشر الأخيرة على المصور فرانسوا ماري بانييه (61 عاماً)، وهو فنان وكاتب اشتهر بتصوير المشاهير والأثرياء في العالم.
وعرف عن العجوز الثرية وزوجها السياسي الراحل أندريه بيتنكور تقديرهما لموهبة بانييه الذي يجمع حوله عدداً من الأصدقاء اللامعين أمثال الشاعر الراحل لوي أراغون والممثلة إيزابيل أدجاني ومصمم الأزياء بيير كاردان وأميرة موناكو كارولين.
لكن الابنة الوحيدة لليليان بيتنكور لم تنظر بعين الارتياح الى كرم والدتها واعتبرت أن المصور «يستغل ضعفها» لتقدمها في السن، خصوصاً أنها فتحت لصالحه عدة عقود، بالملايين، للتأمين على الحياة.
وكشف مصدر مقرب من التحقيق في تصريح لصحيفة «الفيغارو» الباريسية أن تلك العقود حررت بشكل قانوني وأمام كتاب عدول، لكن هناك «هدايا» تم حصرها، في البداية، بما يشكل 500 مليون يورو، لكن الرقم يدور حالياً حول المليار.
وتحتل ليليان بيتنكور الصدارة، منذ سنوات، في قائمة مجلة «فوربس» للأثرياء في فرنسا.
وتقدر ثروتها بحوالي 23 مليار دولار. وهي تخصص جانباً من أموالها للعديد من الأعمال الخيرية ومؤسسات البحث العلمي، عدا عن مؤسستها الخيرية الخاصة التي أنشأتها قبل 20 عاماً ورصدت لها المبالغ للأبحاث الطبية ومكافحة الأُمية.
وطعنت فرانسواز، الابنة الوحيدة لليليان بيتنكور، في سلامة نوايا المصور المستفيد من الهبات السخية لوالدتها، معتبرة أنها واقعة تحت تأثيره بسبب تقدمها في السن وفقدانها شيئاً من رجاحة العقل.
وسيكون من الصعب على المحققين المكلفين بالقضية التأكد من هذا الزعم إلا إذا وافقت الوالدة على الخضوع للفحص أمام لجنة طبية، الأمر الذي يستبعده محاميها.
وترتب على هذا الخلاف جفاء بين الأُم والابنة وانقطاع العلاقة بينهما. يذكر أن بيتنكور وابنتها وصهرها هم أعضاء في مجلس إدارة شركة «لوريال».
وكانت صاحبة الشركة قد تخلت، قبل سنوات طويلة، عن 46 في المائة من رأسمالها مقابل 4 في المائة من شركة سويسرية، في صفقة تبادل وقع بالموافقة عليها الرئيس الفرنسي الأسبق جورج بومبيدو قبل اسبوع من وفاته.
وكان شرط ليليان بيتنكور الوحيد أن تحتفظ مدى الحياة بحقها في الإشراف على «لوريال»، الشركة التي أسسها أبوها وسلمها اليها.
نشأت ليليان في بيت كبير يقع في بلدة «فرانكونفيل». وكان أبوها يصحو في الرابعة فجراً ليعتني بها.
ومنه تعلمت الصحو المبكر والخروج للمشي، يومياً، لمدة ساعة في الغابة القريبة من المنزل أو على الشاطئ في مقاطعة «بريتاني».
والى اليوم ما زالت المرأة العجوز تبدأ صباحها بجولة على القدمين تدور فيها حول محيط حدائق «باغاتيل»، شمال باريس، في حين ينتظرها سائق سيارتها عند السياج.
وهي ليست العادة الوحيدة التي ورثتها عن أبيها بل أخذت عنه صفة أخرى يندر أن يتمتع بها أحد من الصناعيين الفرنسيين ممن يملكون مثل ثروتها.
فهي تدشن موسم عودتها من اجازة الصيف بدخول دورة مدتها ثلاثة أسابيع في أحد أقسام مصانع الشركة في ضاحية «اولناي».
وخلال تلك الدورات تجلس ليليان بيتنكور مع العمال والعاملات وتلصق الورق على العبوات وتسمع الشكاوى عن قرب.
تزوجت ليليان شولر عام 1950 من أندريه بيتنكور، الوزير السابق وصديق فرنسوا ميتيران ومنديس فرانس.
وأنجبت ليليان بيتنكور ابنتها الوحيدة فرانسواز عام 1953. وتزوجت البنت وأنجبت ولدين.
وظلت الأُم وفية لمبادئها ولحريتها في استقبال الشعراء والكتاب والفنانين والإغداق عليهم واقتناء أعمالهم. لكنها حرصت على حماية بيتها من فضول الصحافيين.