تقنية جينية تتيح علاجات أكثر ملاءمة لمرضى السرطان
أعلن باحثون أميركيون عن تطوير تقنية تساعد في اكتشاف الطفرات الجينية في الأورام السرطانية عند المستوى الجزيئي، مما قد يساعد في استخدام علاجات أكثر ملاءمة لكل مريض وفقا لطبيعة الورم السرطاني لديه.
ووفقا لمجلة نيتشر مديسين على الإنترنت، تمكن باحثون من مركز دانا فيربر لأبحاث السرطان ومعهد برود للأبحاث وشركة "454" لعلوم الحياة من تطوير تقنية جديدة لفك تتابعات الحمض النووي (DNA) قادرة على اكتشاف الانحرافات الجينية ذات الصلة بالأورام السرطانية، وذلك عند المستوى الجزيئي.
جين سرطاني
واستخدم الفريق هذه التقنية بنجاح في فك تتابعات خمسة شرائط من شفرة الحمض النووي دفعة واحدة للجين المعروف باسم EGFR المستخلص من عينات أورام من مرضى مصابين بسرطان الرئة. وثمة اعتقاد سائد الآن بأن لهذا الجين دورا في ظهور الأورام السرطانية, ولهذا فإن عددا متناميا من علاجات السرطان تستهدف تثبيطه.
وتثبت التقنية الجديدة واسمها "454 سيكونسنغ" أن اكتشاف الطفرات في جين EGFR يساعد على التنبؤ بمدى استجابة الورم السرطاني لمثبطات هذا الجين.
وأشارت الدراسة إلى أن تقنية "454 سيكونسنغ" ربما تكون الأكثر تطورا حتى الآن، من حيث قدرتها على فك شفرة مئات الآلاف من تتابعات الحمض النووي في المرة الواحدة.
تطبيقات واسعة
تتيح هذه التقنية فك تتابعات الشفرة الوراثية لجينات بأكملها مرة واحدة، مما قد يساعد في المستقبل على إتاحة وسيلة معقولة التكلفة لاكتشاف الطفرات الجينية التي تستطيع استشراف الإصابة بأورام سرطانية.
إضافة إلى ذلك، توفر تقنية "454 سيكونسنغ" صورا "رقمية" عالية النقاء للتغيرات الجينية في الخرائط الوراثية للأورام السرطانية.
ويُعد فك تتابعات الحمض النووي لعينات الأورام السرطانية من الأمور المعقدة نتيجة تعدد أنواع الخلايا في الورم السرطاني الواحد, ولهذا فإن توفير خريطة جينية دقيقة للورم السرطاني مفيد للغاية في استخدام علاجات تتوافق مع نوع النمو السرطاني لكل مريض على حدة.
وعلى سبيل المثال فإن هذه التقنية تفيد في اكتشاف مقاومة الورم السرطاني للعلاج في مراحل مبكرة، ومن ثم فإنها تنبه المعالجين إلى أهمية تغيير العقاقير المستخدمة وفقا للاستجابة الجينية للورم.
يذكر أن عام 2003 شهد نشر أول نسخة كاملة من تتابعات الخارطة الوراثية للبشر، وسبق ذلك بعامين نشر مسودة غير كاملة بمجلة نيتشر، وذلك في إطار مشروع "الجينوم" البشري الذي شاركت فيه مؤسسات بحثية عدة من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.