«كوشة الزفاف» .. كلمة مجهولة المصدر لكنها عرش العروس المصرية
حاول ان يقنعها بالعدول عن فكرة الكوشة لترشيد نفقات الفرح الا انها اصرت عليها مؤكدة له ان فرحتها لن تكتمل من دونها، وساندتها في رأيها والدتها، التي هددت العريس بعدم اتمام الزيجة اذا لم يذهب لتحديد موعد مع مصممة الكوشة.
ما كان أمامه إلا الاستجابة على الرغم من الرقم الخيالي الذي صرفه في سبيل تلك الكوشة، حتى لا يقضي على حلم الزواج بمن يحب.
لا أحد يعلم على وجه اليقين معنى كلمة «كوشة»، الا ان الآراء تكاد تجتمع على انها كلمة مركبة من أصل تركي وتعني «المقعدين المخصصين لجلوس العروسين في حفل ليلة زفافهما».
وهي أحد طقوس الزواج المعروفة في كل انحاء العالم مع اختلاف التفاصيل.
في الماضي كانت تصميمات الكوشة بسيطة لا تتعدى تزيين مقعدين يتم وضعهما في مكان مرتفع عن الارض قليلا، ويغطيان بقماش التول او الدانتيل مع إضافة بعض الشموع الكبيرة والزهور التي كان يراعى ان تحيط بالكوشة.
الا ان الوضع تغير الآن مع انتشار مصممين تخصصوا في تصميمها حتى بات ثمنها يتجاوز، في بعض الاحيان، مبلغ المائة الف جنيه مصري.
عايدة فتح الله، واحدة من أشهر مصممات الكوشة في مصر أكدت لنا أن الكوشة باتت جزءا مهما في تصميم ديكور الفرح، ويتم تنفيذها على عدة مراحل تبدأ باختيار فكرة الكوشة واسلوب تصميمها بما يتناسب مع العروس وفستان فرحها وانتهاء بما يتم الاستعانة به من اكسسوارات في تزيينها.
وأضافت قائلة: «عندما تستعين بي العروس لمساعدتها في تصميم الكوشة ليلة زفافها، فإني أحرص على لقائها وجها لوجه، لأكثر من مرة حتى استمع اليها لكي استوحي فكرة الكوشة واسلوب تصميمها من شخصيتها.
فمن خلال الحوار معها اعرف ما يلائم ذوقها وبالتالي اصمم لها ما تريد.
بعد ذلك ابدأ في اختيار تصميم الكوشة حسب الميزانية المخصصة لها والتي تتراوح ما بين الـ 500 جنيه و100 ألف جنيه».
وتشير عايدة إلى دور مساحة القاعة التي سيقام بها الحفل في التصميم «اذا كان التصميم الأساسي للكوشة، مثلا، يعتمد على الحجم، كوجود خلفية منظر طبيعي، فهذا يحتاج الى مساحة كبيرة ليظهر المنظر بالصورة المناسبة، إذ من الصعب تنفيذ التصميم نفسه على مساحة صغيرة، لأن الفكرة الاساسية ستختفي مما يفقد الكوشة رونقها وجمالها.
كما يعتمد التصميم أيضا على ديكور القاعة، حيث يجب ان تكون الألوان المستخدمة في الكوشة متناغمة ومتناسقة مع ألوانه وديكوراته، كذلك مع أغطية الطاولات والزهور المستخدمة في قاعة الاحتفال».
أما فيما يتعلق بتصميمات الكوشة فهي متعددة، حسب قول عايدة. فقد تكون بسيطة وقليلة التكاليف، وقد تكون فخمة جدا ومعقدة التصميم.
ويحدد الاختيار ذوق العروس وامكاناتها. ومن أشهر تصميمات كوش الافراح، كوشة «التاج» التي استخدمها الملك فاروق في حفل زفافه على الملكة فريدة، و«كوشة العواميد» و«كوشة النباتات الطبيعية والشموع».
ولكن أحيانا تأتي العروس باحثة عن فكرة جديدة تميزها عن باقي بنات جنسها، في ليلة العمر، وهنا «استلهم من الطبيعة، كما حدث في احد الافراح عندما جعلت العنصر الاساسي في ديكور الكوشة هو فاكهة البطيخ ووضعتها بشكل متناسق مع لون الزهور والاكسسوارات المستخدمة، بحيث وضعت الزهور بشكل تبدو فيها وكأنها تخرج من ثمار البطيخ».
وتضيف عايدة فتح الله أن الزهور هي العنصر الأساسي في تصميم أي كوشة، على اختلاف أنواعها. ويأتي في المقدمة الورد البلدي، والقرنفل، والليليم، وعصفور الجنة، والزنبق والاوركيد وغيرها.
الا انها تفضل استخدام زهرة الليليم، خاصة البيضاء منها لأنها تضيف شعورا بالبهجة والفرح على الجو العام، إضافة إلى زهرة الزنبق لأنها تعطي احساسا بالرقة والانوثة.
وتنصح عايدة العروس بأن تتذكر قاعدة مهمة مفادها أن الكوشة يجب ان تحضنها هي في ليلة فرحها لا ان تحيط بقاعة الاحتفال، والهدف من هذا أن تكون العروس كالزهرة في البستان او كالملكة فوق عرشها. ويتفق باقي المصممين مع عايدة، ويضيفون أنه عند تصميها يجب مراعاة التناسق بين ألوان الأقمشة والإضاءة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.
الا ان الشموع تلعب دورا مهما جدا هنا لما تمنحه من إحساس بالهدوء والرومانسية، كما انها تبرز جمال الكوشة، على شرط توظيفها بشكل صحيح بمعنى تركيز الاضاءة على مواطن الجمال فيها.
ومن أجمل أنواع الاقمشة التي يمكن استخدامها في تصميم الكوشة، الدانتيل والاورغانزا والتول والساتان والحرير.
ويشير معظمهم إلى أنه بعد تحديد فكرة الكوشة وحجمها والألوان المستخدمة فيها تبدأ مرحلة البحث عن الاكسسوارات المناسبة. ويفضل، كما يوضحون، ان يتم استخدام نفس ألوان الاضاءة والقماش المستخدم في تصميم الكوشة، حتى تكون النتيجة دليلا على حسن الاختيار والتنظيم الدقيق.
وتتنوع الاكسسوارات ما بين ريش النعام بألوانه المختلفة، والتطريز والكريستال الذي يزداد الاقبال عليه هذه الايام لما يضفيه عليها من فخامة.