القبض علي عامل بتهمة قتل أبنة ليلى غفران .. والاعلام تعامل مع الموضوع بشكل سيئ
اخيرا أسدل الستار علي جريمة قتل مادين وهبة حيث ألقت الشرطة المصرية القبض على قاتل ابنة المغنية المغربية ليلى غفران وصديقتها في شقة الأخيرة في القاهرة الأسبوع الماضي، الذي اعترف بقتل الفتاتين لسرقة 200 جنيه (حوالي 36 دولاراً)، حسبما ذكرت الشرطة الثلاثاء 2-12-2008.
واعترف الحداد محمود سيد عيساوي (20 عاماً)، بقتل ابنة المغنية، هبة العقاد (23 عاماً)، وصديقتها نادين جمال (23 عاماً) في شقتهما بحي الشيخ زايد في محافظة 6اكتوبر المتاخمة للعاصمة المصرية. وأرجع السبب إلى مروره بضائقة مالية قبيل عيد الأضحى، وأنه، حينما تصادف مروره بالقرب من المنزل، قرر أن يصعد إلى إحدى الشقق لسرقتها، وحل أزمته المالية.
وأضاف عيساوي أنه قفز من فوق السور المحيط بالمبنى السكني، ثم تسلق مواسير المنزل ودخل عبر النافذة باستخدام "علتة"، وهي آلة حديدية يستخدمها النجارون. حينها فوجئ بالضحية الاولى نادين، فخشي أن تكشفه، ما دفعه إلى قتلها ذبحاً. ثم بحث عن شيء ليسرقه ففوجئ بالضحية الثانية هبة، وانتابته حالة هستيرية فوجه إليها عددا من الطعنات كي لا تطارده ثم سرق مبلغ 200 جنيه (حوالي 36 دولارا) ولاذ بالفرار.
وقالت مصادر أمنية مصرية أمس إن سائق سيارة تاكسي هو من أرشد عن المتهم بقتل ابنة المطربة المغربية ليلى غفران، هبة العقاد، 23 عاما» وصديقتها نادين، 22 عاما، وأن المتهم هو عامل بناء لا يزيد عمره على عشرين عاما، استأجر التاكسي لتوصيله من مدينة الشيخ زايد التي وقعت بها الجريمة (غرب القاهرة)، إلى منطقة روض الفرج (شمال القاهرة). وقد تم إحالة المتهم للنيابة أمس للتحقيق معه، فيما رفضت الفنانة ليلى غفران التعليق، على إلقاء القبض على قاتل ابنتها، وقال محاميها حسن أبو العينين «لا تعليق إلا بعد انتهاء التحقيقات».
وقال المصدر الامني إن العثور على "عتلة" تحمل بصمات المتهم في مسرح الجريمة كشف غموض الجريمة، حيث جرت مضاهاة بصمات المتهم بالبصمات الموجودة على العتلة عن طريق اختبار الحامض النووي (دي.إن.إيه) وتبين مطابقتهما.
ويأتي ذلك بعد خمسة أيام من وقوع جريمة القتل البشعة لابنة المطربة المغربية وصديقتها نادين داخل شقة الأخيرة في منتجع الندى، وهي الجريمة التي هزت الرأي العام المصري وهيمنت على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والتي تري الجمال ان الصحافة تعاملت مع الجريمة بشكل سيئ وكثرالقيل والقال من بعض الصحفيين بعضهم من جرائد حكومية عن علاقات للفتاتين ثبت ان كلها لم تكن دقيقة.
وفي بيان مقتضب لمركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية المصرية، جاء فيه أمس إنه تمَّ «القبض على مرتكب حادث مقتل فتاتين جامعيتين بأحد المنتجعات السكنية بمدينة الشيخ زايد بمحافظة 6 أكتوبر».
وأضاف البيان إن «القاتل يُدعى محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي، 19سنة، ويعمل بإحدى ورش الحدادة بمحافظة 6 أكتوبر». ومن جانبها كشفت مصادر بمديرية الأمن بالسادس من أكتوبر أن القاتل كان يعمل كنجار في حديد التسليح المستخدم في البناء، وذلك داخل منتجع «الندى» الذي وقعت به الجريمة بمدينة لشيخ زايد، وأنه «اعترف بأنه كان يمر بضائقة مالية، فقام بتنفيذ تلك الجريمة وتبين أنه سبق اتهامه في قضية تعاطي مخدرات». ولم تفلح محاولات أجرتها حتى مساء أمس للحصول على إفادة من المتهم، أو التعرف على ذويه أو محاميه، للتعليق على التهم الموجهة إليه.
وبحسب المصادر الأمنية، تم مواجهة المتهم بعد القبض عليه، بقطعة حديدية تم العثور عليها بموقع الحادث، ويعتقد أنه استخدمها في فتح نافذة الشقة التي وقعت بها الجريمة. وأضافت المصادر الأمنية أنه تم مطابقة بصمات المتهم، بعد تحليلها بالحامض النووي «دي إن أيه»، على بصمة ملوثة بالدم عُثر عليها داخل الشقة مسرح الجريمة، وبمواجهة المتهم عن طريق مباحث مديرية أمن 6 أكتوبر اعترف بتفاصيل ارتكابه الجريمة، قائلة إن المتهم دخل شقة نادين بغرض السرقة دون معرفته بالموجودين داخلها، وأنه حينما وجد نادين خشي أن تكشفه، فطعنها عدة طعنات وقتلها وأنه حاول العثور على مسروقات، وقام بتفتيش المكان دون أن يكون على علم بوجود صديقتها هبة ابنة ليلى غفران، نائمة في غرفة أخرى.
وتابعت المصادر قائلة: «حين فوجئ المتهم بوجود هبة وهي تستيقظ، انتابته حالة هستيرية، وسدد إليها عدة طعنات حتى لا تكشفه ولا تقوم بمطاردته، ثم فرَّ من المكان وترك القطعة الحديدية وألقى بالسكين الذي استخدمه في الحادث خارج المنزل».
وبحسب المصدر الأمني الذي نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس دون تعريفه، فإن التحريات التي قامت بها أجهزة البحث الجنائي والمعمل الجنائي أشارت إلى أن المتهم تعمد قتل نادين بتسديد طعنات غائرة وذبحها .. بينما سدد طعنات للقتيلة هبة بعد ذلك بصورة عشوائية، وسدد طعنات سطحية لها ولم يكن بها أي طعنة غائرة، وهو ما يفسر أن هبة توفيت نتيجة نزف كمية كبيرة من الدماء وليس عن طريق جروج نافدة».
وقال المصدر إنه «بمعاينة المكان والقبض على المشتبه فيهم وحصر المحيطين في مكان الحادث تبين أن النجار المسلح هو الذي ارتكب الحادث، وبمواجهته اعترف بالجريمة وتفاصيلها، وتم إحالته إلى النيابة لاستكمال التحقيقات».
وقالت مصادر قريبة من التحقيقات إن سلطات الأمن ألقت القبض كذلك على سائق سيارة أجرة (تاكسي) يشتبه في أنه هو من قام بتوصيل المتهم بالقتل، من مسرح الجريمة، إلى مسكنة بمنطقة روض الفرج، لكن مصادر أمنية أوضحت أن سائق التاكسي هو من أبلغ عن المتهم، بعد اطلاعه على ما تناولته الصحف والتلفزة حول الجريمة، واعتقاده أن الشخص الذي ركب معه في وقت مبكر من صباح يوم وقوع الجريمة (فجر الخميس الماضي) قد يكون هو القاتل، وأضاف المصدر ..«السائق أرشد عن المكان الذي أوصل فيه هذا الشخص وبعد التحقيق معه اعترف بارتكابه الجريمة». ولم تفصح مصادر في مديرية أمن السادس من أكتوبر عن هوية سائق التاكسي أو ما إذا كان سيكون شاهدا أم متهما في القضية، قائلة إن التحقيقات، حتى مساء أمس، تُحال للنيابة العامة أولا بأول و«هي صاحبة التصرف».
وأوضحت مصادر أخرى على علاقة بسير التحقيقات أن المتهم تسلل إلى شقة المجني عليها وصديقتها، وتسلق للوصول إلى النافذة اعتقادا منه أن الشقة لا يوجد بها أحد، وبعد دخوله فوجئ بوجود نادين نائمة، وبعد أن تمكن من الاستيلاء على مبلغ مالي قدره مائتي جنيه، وكذلك على الهاتف الجوال الخاص بنادين، هم بالخروج، ثم فوجئ بالضحية الثانية «هبة» وقد استيقظت بعد أن كانت نائمة في غرفة مجاورة، فأصيب بحالة هستيرية لأنه لم يتوقع وجود أحد آخر خلاف نادين داخل الشقة. من جانبها رفضت الفنانة ليلى غفران التعليق على إلقاء القبض على قاتل ابنتها، وقالت: «لا أستطيع التعليق الآن»، فيما قال محاميها حسن أبو العينين: «تم بالفعل القبض على شخص يشتبه في أنه القاتل ولكن النيابة ما زالت تحقق معه».
وأضاف أبو العينين، وهو شقيق زوج ليلى غفران: «لا أستطيع تأكيد أنه القاتل ولا أستطيع التعقيب على بيان الشرطة إلا بعد انتهاء التحقيقات، وكل ما أستطيع قوله هو أن تحقيقات النيابة وتحريات الشرطة تجريان باحترافية عالية، والقضية تلقى اهتماما من أعلى مستويات قيادات الشرطة والنيابة».