ماهو الطبيعي وما الخطير لو كانت دورتك الشهرية غزيرة؟
خاص الجمال - إيناس مسعود
تعاني بعض النساء من نزول الدورة الشهرية بكم غزير جدا لدرجة أنها تظل في المنزل طوال فترة وجودها؛ فهي لا تستطيع الذهاب إلى العمل أو أي مكان في مثل هذه الظروف، فإذا كنت من هؤلاء النساء فهناك أمور يجب أن تعلميها عن الدورة الشهرية الكثيفة، وكيف تعرفين إذا كانت أمرًا طبيعيًا أم أن هناك مشكلة وخطورة تستدعي استشارة الطبيب.
فمن بين كل خمسة نساء هناك امرأة واحدة تنزل دورتها الشهرية بغزارة، ولتحددي إذا كان ما يحدث أمرًا معتادًا أو غير ذلك تخبرك الدكتورة (سيندي باسينسكي) ما يجب أن تعرفيه، وهي أخصائية معتمدة في أمراض النساء في ولاية أنديانا ومتخصصة في علاج النساء اللاتي تعانين من دورات شهرية مؤلمة أو خارج الرحم أو الدورة الشهرية التي تستغرق فترات طويلة جدا.
ولأن لديها خبرة كبيرة في حالات نزيف الرحم المرضي فهي تعلم الفرق بين ماهو طبيعي وماهو غير ذلك، والآن تابعي القراءة وستجدينها تجيب على أهم الأسئلة الخاصة بالدورة الشهرية، ومن بينها أفضل اقتراحات العلاج المناسبة لك لو كانت دورتك الشهرية من النوع الغزير.
1- ماهو المفهوم المحدد للدورة الشهرية الغزيرة، على أي حال؟
تجيب الدكتورة "سيندي" أن التعريف الموضوعي للدورة الشهرية الغزيرة هو ما يحدث عند فقدان المرأة حوالي خمس ملاعق طعام من الدم في كل دورة، ولا يتضمن هذا الرقم كتل الدم، وبالرغم من ذلك إذا كنت تشعرين بنزول كتل ثقيلة من الدم فأنت ربما وصلت لهذا العدد أو أكثر.
بمعنى أن الدورة الشهرية لو كانت تستمر أكثر من سبعة أيام، فأنت من النوع الذي ينزف بشكل غزير، ويعتمد ذلك على درجة الكثافة، ولو كنت تغيرين الفوطة الصحية كل ساعتين أو أكثر فأنت من اللاتي تنزفن، وأخيرًا فالمعنى البسيط للدورة الشهرية الغزيرة هو الذي يسبب الإزعاج للمرأة عند نزولها، بينما تتقبل ما يصاحب الدورة من ألم.
2- متوسط مدة الحيض من 4 إلى 6 أيام فهل من الطبيعي أن تستمر لمدة أطول؟
الرد: هذا الأمر يختلف من امرأة لأخرى، فالبعض قد يقول أن الدورة الشهرية تمتد لثمانية أيام، لكن في الأربعة أيام الأخيرة لا تنزل إلا بقع صغيرة من الدم، وبالرغم من ذلك يجب عليك أن تغيري الفوطة الصحية أكثر من أربعة مرات في اليوم، وفي تلك الحالة تقول الدكتورة أن المرأة لديها دورة شهرية طويلة لكن لا يمكن وصفها بأنها غزيرة.
3- ماذا عن النزف خلال فترة الليل؟ هل من الطبيعي تسرب دم الحيض من الفوطة الصحية خلال الليل؟
الرد : لو كان هناك قليل من التسريب هنا وهناك فهذا أمر عادي، لكن لو كنت تبقعين ملابسك الخارجية أو سريرك بشكل مستمر فهذا يدل على أن دورتك الشهرية غزيرة، فهناك بعض النساء اللاتي تضعن اثنتين من الفوط الصحية عند النوم في الليل وبعض المناشف أسفل منهن، ورغم ذلك يحدث تسرب للدم إلى الملاءات فهذا بالطبع نزيف غزير، ولو كنت تضطرين للاستيقاظ في منتصف الليل لتغيير الفوطة الصحية فأنت تصنفين ضمن صاحبات الدورة الشهرية الغزيرة أو نزيف الدورة الشهرية.
" القاعدة العامة هي لو كنت تشعرين بأن تقلصات الدورة الشهرية تعيق حياتك أو تمنعك من العيش بصورة عادية بأي شكل من الأشكال فأنت بحاجة لعلاج."
4- هل نزول كتل دموية كثيرة خلال الدورة الشهرية مؤشر للنزيف؟
الرد : يتوقف الأمر على حجم كتل الدم، فالكتل الدموية الصغيرة جدا تعتبر أمرًا عاديًا، لكن لو كانت الكتل كبيرة تقدر بملء راحة يديك، فهذا يمكن أن يعتبر نزيفًا أو دورة شهرية غزيرة، ويقدر حجم الكتلة الدموية التي تأخذ هذا الحجم بملعقة طعام، لذا ضعي في اعتبارك أن نزول ما يقدر بخمس ملاعق طعام يعتبر نزيفًا، وهذا طبقا للتكرار والعدد، فلو كانت قليلة فهذا أمر عادي بينما لو كانت كثيرة فالأمر يكون بحاجة لطبيب.
5- متى يجب على المرأة الانتباه لتقلصات الدورة الشهرية المؤلمة؟
ألم الدورة الشهرية أمر يختلف من امرأة لأخرى، ولذلك لم تحاول طبيبة الأمراض النسائية تصنيف هذا الألم، فلو قالت امرأة أنها تعاني من ألم شديد فهذا أمر مقبول، ومن الناحية العلمية لا يمكن معرفة ماذا يعني لشخص ما عند معاناته من تقلص أم لا، لأنه ليس هناك وسيلة لتصنيف أو تحديد هذا الألم، لكن القاعدة العامة هي أن المرأة لو شعرت أن ألم الدورة الشهرية يمنعها أو يعيقها من ممارسة حياتها فهي بحاجة للعلاج.
فإذا كنت تعانين من تقلصات مستمرة لا تنقطع فقد يكون هناك مشكلة أخرى تسبب ذلك، هذا لأن تقلصات الدورة الشهرية وتقلصات المعدة تتشابهان، فلو كنت تعانين من تقلصات في وسط مدة الدورة الشهرية فقط، فهذا مرتبط بعملية التبويض، لكن المرأة التي تعاني من تقلصات حادة قد يصاحبها نزيف كثيف أيضا.
وهناك حالات مرضية أخرى تسبب تقلصات وألم شديد للمرأة مثل التهاب بطانة الرحم، ووظيفة الطبيب هنا تحديد مستوى الألم.
6- ماهي بعض الأسباب التي تؤدي إلى نزيف الدورة الشهرية أو الدورة الغزيرة؟
الرد : لفهم السبب الرئيسي من المهم العودة بخطوة للوراء، فما يحدث طبيعي هو أن البويضات تنتج هرمونات في صورة دورية ويتم إرسالها إلى الرحم، ثم يقوم الرحم ببناء بطانة ولو لم يتم الحمل، تنزل تلك البطانة وهذا أمر طبيعي، والآن عندما تعاني المرأة من نزيف الدورة الشهرية، فهذا لأن بطانة الرحم لديها تكون كثيفة أو لأن الرسائل الهرمونية التي ترسلها تتغير مع التقدم في العمر، وهنا سبب ثالث وهو أن المرأة قد يكون لديها تشوهات هيكلية في الرحم مثل الأورام الليفية؛ وهي عبارة عن كرات عضلية تنمو في جدار الرحم وكل هذه الأسباب تؤدي إلى دورة شهرية غزيرة أو نزيف.
7- هل من الممكن أن تكون الدورة الشهرية طبيعية لعدة سنوات ثم تبدأ في التغير إلى نزيف أو بصورة غزيرة؟
الرد : نعم يمكن أن تتغير الدورة الشهرية مع مرور الوقت، لأن الهرمونات تتغير مع التغير في المراحل العمرية، ولا يمكن توقع ما إذا كانت هرموناتك ستغير دورتك الشهرية أم لا، فأحيانا تكون الدورة الشهرية لدى بعض الفتيات كثيفة ثم تخف مع الوقت أو العكس، وقد تكون الدورة كثيفة لدى المرأة في فترة معينة من حياتها ثم تتحسن أو قد تسوء، وتعالج الطبيبة الدورة الشهرية الغزيرة كأنها مشكلة ستستمر طول العمر حتى مرحلة انقطاع الطمث، وبهذه الطريقة لا يتم تجاهل الألم أبدا.
8- ماهي الخيارات العلاجية للمرأة التي تعاني من نزيف الدورة الشهرية أو دورة شهرية غزيرة؟
الرد: أول وأهم شيء في العلاج تحديد ما إذا كانت المرأة ترغب في الحفاظ على خصوبتها، وفي هذه الحالة لا يمكنها اختيار العلاج عن طريق استئصال الرحم وعليها البحث عن حلول مؤقتة وهي هرمونية.
أخذ حبوب منع الحمل من أحد الطرق الشائعة لعلاج نزيف الدورة الشهرية لأن الحبوب تقلل إنتاج الدم المتدفق وتقلل التقلصات لدى الكثير من النساء ولها فوائد أخرى، أنها تمنع الحمل وتعالج حب الشباب، ومع أخذها لسنوات يقلل خطر الإصابة بسرطان الرحم أو المبيض، لكن العيب الوحيد أنها قد تسبب شعورًا سيئًا بأشكال متنوعة.
الحل الآخر هو استخدام جهاز هرموني داخل الرحم، والفائدة الكبيرة له هي أنه قد تتوقف الدورة الشهرية نهائيا أو تنزل بمقدار خفيف جدا، ويستمر الأمر لمدة خمس سنوات طبقا للنوع الذي تختارينه، كما يمنع هذا الجهاز حدوث الحمل، لكن العيب الوحيد أنه قد يتناسب مع امرأة ولا يتناسب مع امرأة أخرى تعاني من نزيف الدورة الشهرية.
أما بالنسبة للمرأة التي لديها أطفال بالفعل فهناك حلول أخرى، مثل استئصال الرحم أو بطانة الرحم، وهو إجراء جراحي يشمل إزالة الرحم والمبيضين بينما لو كان هناك استئصال جزئي يكون باستئصال الرحم فقط، وفائدة هذا الحل أنه يوقف النزف 100% والعيب الوحيد هو أنه يتم بعملية جراحية كبيرة تشمل شقًا للبطن.. وتستمر فترة العلاج من أسبوعين إلى ستة أسابيع.
واستئصال بطانة الرحم حل آخر يتم به إزالة بطانة الرحم ويستخدم الأطباء وسائل التسخين أو التجميد لتفتيت بطانة الرحم، ويمكن القيام بها في غرفة العمليات أو في العيادة، وتستغرق خمس دقائق على الأكثر، لكن المشكلة الوحيدة أن هذه الطريقة قد لا تناسب الجميع وقد تصلح مشكلة النزف، لكنها لا تمنع التقلصات أو العكس.