أسماء المحلات في مصر.. من "العروبة" إلى "كوندوليزا رايس" .. تعكس ثقافة المجتمع
عكست أسماء المحلات في مصر الأحوال السياسية والفكرية والثقافية السائدة في كل حقبة تاريخية، ففي أوج التوجه القومي لمصر كان اسم "العروبة" يحتل مساحة هامة في المحلات، بينما مع تنامي الدور الأمريكي في المنطقة العربية مؤخرا، حمل أحد المحلات اسم "كوندوليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية.
ومع ثورة يوليو، بدأت تظهر أسماء المحلات ذات الطابع الوطني والقومي والعروبي، فظهرت محلات بقالة وخضروات وأدوات منزلية وغيرها تحمل أسماء مثل "الجلاء" و"العروبة" و"النصر" و"الحرية" و"القومية" و"الوحدة" و"الجمهورية" و"التحرير".
كما ظهرت أسماء دول وشخصيات بعينها ارتبط أصحابها بعلاقات وطيدة مع مصر في تلك الفترة، منها على سبيل المثال لا الحصر "اليمن" و"سوريا" و"نهرو" و"تيتو" ووصل الأمر إلى إطلاق تواريخ معينة كأسماء على المحلات مثل "23 يوليو" (يوم ثورة 1952) و26 يوليو( يوم الجلاء)، حتى أن "حاتي الملك" غير اسمه إلى "حاتي الجيش" متبعاً مبدأ "عاش الملك، مات الملك". وفقا لتقرير صحفي كتبته الزميلة أمينة خيري في صحيفة الحياة اللندنية.
لكن لوحظ كذلك احتفاظ نوعين من المحلات التجارية بأسمائها حتى عصرنا الحالي: الأولى هي المحلات التي أممت (وتجري حالياً خصخصتها) مثل "عمر أفندي" و"صيدناوي" و"شيكوريل" و"جاتينيو" والثانية هي المحلات التي يملكها أبناء الجاليات وابرزها الجالية اليونانية والأرمينية مثل "برناسوس" و"باسيليوس" و"ياني" وغيرها.
عصر الأسماء الأجنبية
وبعد فترة السبعينيات، ظهرت اسماء غريبة لم يعتدها المصريون، وإن فرحوا بها، واعتبرها كثيرون "فاتحة خير" (من الناحية الاقتصادية) فمثلاً ظهرت محلات صغيرة تحمل اسماء مثل "دولار" و"فاشون تريدينغ" و"رد شو" و"اميغو" و"دريمز" وغيرها الكثير.
ولم تخل حقبة الانفتاح من اســـماء ذات معان "وطنية" وليست قومية فظهرت اسماء مثل «15 مايو» (ثورة التصحيح التي قام بها الرئيس الراحل السادات) و"الثورة الخضراء"، حتى ان عدداً من محلات بيع المنتجـــات الغــذائية اطلق اسم «الامن الغذائي» على نفـــسه في إشارة إلى العبارات التي تميزت بها تلك الحقبة.
وانتهت حقبة الانفتاح بدلالاتها الاسمية لتبدأ حقبة جديدة شهدت انتعاشاً للأسماء الغربية ذات الدلالات الانفتاحية الاستهلاكية: «جيني» و"الشانزليزيه" و"باريس" و"نيويورك" و"أنكل" و"سام".
وتوازى ذلك مع عودة أسماء على علاقة بالملكية، على غرار "محمد علي" و"الوالي" و"الخديوي" و"أفندينا" و"السلطان" و"بنت السلطان" واختار آخرون أن تكون الاسماء الشعبية هي الموضة فظهرت محلات تحمل اسماء مثل «التكية» و"التكعيبة" و"العمدة" و"الطبلية".
ومع العولمة، ظهرت محلات «سامبا» و"رُمبا" و"لاتينو" و"جيبسيز" و"موناليزا" و"بيكاسو" و"تشاو" واختفت تماماً أو كادت الأسماء التي تنم عن انتماءات أو تحيزات للتيار الحكومي باستثناء اسماء ظهرت واختفت بسرعة البرق مثل «ألبان توشكى».
وكما تشير الصحيفة فإن "الفوضى الخلاقة" عرفت طريقها الى عالم اسماء المحلات ولم تتوقف عند حدود وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، فهناك مثلاً مقهى في مدينة مرسى مطروح الساحلية اسمه «آخر عنطزة» وآخر يحمل اسم «الليل وآخره». أما حي مدينة نصر في القاهرة مثلاً، فيحفل بكم مذهل من أسماء المقاهي (كوفي شوب) الغريبة، ومنها «طقاطيقو» و«روشنة» و«عسولة» وغيرها.