تسونامي أوباما يحقق الحلم .. الرئيس الأسود في البيت الأبيض

اصبح الحلم الأميركي حقيقة بعد ان اوصل الناخبون الاميركيون باراك اوباما المرشح الديمقراطي الى البيت الأبيض كأول رئيس أسود بعد قرابة اربعة عقود ونصف تقريبا من اغتيال مارتن لوثر كينغ احد المدافعين التاريخيين عن حقوق السود، وهو صاحب العبارة الشهيرة «لدي حلم».

وصوت الناخبون الاميركيون الذين اصطفوا في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر امام مراكز الاقتراع في اتجاه التغيير ليصنعوا لبلادهم تاريخا جديدا ليضعوا اول رئيس أسود في البيت الأبيض في سباق رئاسي يعد الاطول والاكثر تكلفة في تاريخ اميركا، وشهد ايضا دخول امرأة كمرشحة نائب رئيس ضمن حملة المرشح الجمهوري جون ماكين الذي لو لم يخسر لكانت سارة بالين قد اصبحت اول امرأة تحتل مقعد نائب الرئيس، ويواجه الرئيس المقبل ارثا صعبا يتمثل في ازمة مالية تعد الاشد منذ العشرينات وحربين في العراق وافغانستان وتوترا في منطقة الشرق الاوسط، وترديا غير مسبوق لصورة أميركا في العالم.

وبعد يوم طويل بدأ اتجاه التصويت يميل الى صالح المرشح الديمقراطي باراك اوباما بعد ان اعلنت محطات التلفزيون ان اوباما فاز بولاية اوهايو الحاسمة ضد منافسه الجمهوري ماكين ليحصل على اصواتها الـ 20 في المجمع الانتخابي، وهي الولاية الهامة التي ايدت دائما المرشح الفائز بالرئاسة منذ 1964، كما حصد اوباما حسب تقديرات محطات التلفزيون اعتمادا على النتائج الاولية, ولايات كبيرة مثل كاليفورنيا ونيويورك (31 من المجمع الانتخابي) وكذلك بنسلفانيا التي كان ماكين يأمل في انتزاعها من المرشح الديمقراطي.

بدات صيحات الفرح تعلو باكرا في الولايات المتحدة الاميركية، التي صوتت لمرشح التغيير، لمرشح الامل، للمرشح باراك اوباما، ومع الاعلان عن النتائج الاولية، بدات الاحتفالات في مدينة شيكاغو حيث تدفق نحو مليون شخص الى حديقة غرانتا بارك للاحتفال بفوز اول رئيس جمهورية افريقي اميركي في الانتخابات الرئاسية الاميركية الذي القي خطابا بهذه المناسبة في ولاية شيكاغو.

وبعد يوم انتخابي طويل دخل التاريخ اشارت النتائج الاولية في الساعات الاولى من فرز الاصوات الى تقدم المرشح الديمقراطي في السباق الى البيت الابيض على المرشح الجمهوري، وقد سجل في هذه الانتخابات التاريخية، انتزاع الديمقراطيين ولايات كانت لسنوات طويلة مسجلة للمعسكر الجمهوري وقد حصد اوباما 338 صوتا مقابل 155 لماكين، وهو كان بحاجة فقط الى 270 صوتا لاعلان فوزه.

وفور اعلان فوز اوباما في الانتخابات، اتصل الرئيس جورج بوش ليهنئه بالفوز، كما ظهر المرشح الجمهوري جون ماكين واعلن انه اتصل قبيل اعلان النتائج رسميا بالرئيس اوباما وهناه بالفوز، وقد شكر ماكين انصاره وشكر حاكمة الاسكا سارة بايلن، واكد ماكين ان هذه الانتخابات تاريخية خاصة للاميركيين المنحدرين من اصول افريقية، كما اكد في كلمته المرتجلة امام انصاره الذين بدت عليهم علامات الحزن، اكد ان الولايات المتحدة هي بلاد الفرص حيث تتحقق الاحلام .. واكد ان اوباما حقق انتصارا كبيرا كما اسف لوفاة جدته وعدم احتفالها مع حفيدها بهذه المناسبة .. وقد عرض ماكين في كلمته مساعدة اوباما لتخطي الصعوبات التي تعصف بالبلاد كما دعا انصاره ان يتحدوا مع الرئيس الجديد ويعملوا معا لمستقبل افضل.

كما سجلت مراكز اقبالا غير مسبوقا للتصويت خاصة في الساعة الاولى من هذا اليوم الطويل وتحديدا من فئة الشباب الذين تاهبوا للتصويت لمشروع التغيير. وتفيد التقرير الى ان 130 إلى 135 مليون ناخب قد اقترعوا في هذه الانتخابات في مقابل 120 مليونا في العام 2004 و105 ملايين في العام 2000، وكان 31 مليون ناخب انتخبوا في 30 ولاية قبل يوم الثلاثاء مستفدين من نظام الانتخاب المبكر.

وكانت مراكز الاقتراع في الولايات الشرقية للولايات المتحدة الاميركية اقفلت بحدود الساعة 7 في التوقيت المحلي، ومنذ ساعات الاولى كانت النتائج الاولية تشير تباعا الى تقدم اوباما من الشرق حتى الغرب، وقد فاز اوباما بـ 50% من مجموع الاصوات في نيو مكسيكو و بـ 53% من مجموع الاصوات في اوهايو كان قد فاز بهما الرئيس جورج بوش في انتخابات عام 2004 بعد ان تقدم على كيري بأقل من 120 ألف صوت في اوهايو.

وباستثناء ساعات الانتظار الطويلة امام مراكز الاقتراع، لم تسجل مخالفات في هذه الانتخابات.

وعزز أوباما تقدمه مع اعلان شبكة فوكس نيوز فوزه في فرجينيا ليكسر هيمنة جمهورية استمرت 40 عاما.

وقد حصل أوباما حسب أسوشييتدبرس على معظم أصوات النساء والسود والهاسبانك، كما حصل على حصة جيدة من أصوات البيض ليترك ماكين بأغلبية ضعيفة، واقر ماكين بالهزيمة وهنأ أوباما بالفوز فجر اليوم.

وكشفت أحدث استطلاعات للرأي أن أوباما حصل على أصوات معظم الأقليات العرقية في الولايات المتحدة.

فقد حصل على أصوات 96 في المائة من الأمريكيين من أصول أفريقية، و67 في المائة من أصوات اللاتينيين و63 في المائة من أصوات الآسيويين، بحسب الاستطلاعات.

كذلك حصل على أصوات المسيحيين الكاثوليك واليهود، فيما ذهبت أصوات البروتستنت إلى ماكين.

فقد صوت 53 في المائة من البروتستنت لماكين، مقابل 45 في المائة لأوباما، بينما صوت 53 من الكاثوليك للمرشح الديمقراطي و45 في المائة منهم للمرشح الجمهوري.

أما اليهود، ويشكلون 2 في المائة من الناخبين، فقد صوت 78 في المائة منهم لأوباما مقابل 21 في المائة لماكين.

وصوتت المجموعات الحيوية للجمهوريين وتقاسم المرشحان، الديمقراطي والجمهوري اصوات الناخبين البيض في انحاء أميركا عدا في الجنوب حيث حصل ماكين على ضعف اصوات اوباما بين البيض. وترافق صعود اوباما مع تقدم كبير ايضا للديمقراطيين في انتخابات الكونغرس بما عزز قوتهم في المجلس حيث صوت الاميركيون لتجديد 35 من اصل مائة مقعد في مجلس الشيوخ وكامل اعضاء مجلس النواب الـ435.

وقد حارب المرشح الجمهوري جون ماكين حتى النهاية في هذا السباق الطويل الذي استمر 21 شهرا وقد تابع مساء نتائج الانتخابات من بلدته اريزونا التي سيطر عليها الحزن وخيبة الامل، وخلال هذا اليوم الطويل قام ماكين بجولات انتخابية في ولايات عدة لدفع الناخبين الى التصويت ولربح صوت المترددين، لكن الحظ السيء حالف ماكين، فمنذ بدء الحملة كان ماكين يشبه ببوش وقد ربطت سياسته جزريا بسياسة بوش واعتبرت انها ستكون اكمالا لثمان سنوات اضافية لسياسة بوش.

كما ان اختيار ماكين سارة بالين  لمنصب نائب الرئيس لم يخدم المرشح وقد تراجع في السباق، فضلا عن دعم نائب الرئيس الحالي ديك تشيني في اخر ايام من السباق.

وسيتسلم اوباما ، الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة الاميركية مهامه رسميا يوم 20 من شهر كانون الثاني، وستكون بانتظاره أجندة عمل حافلة تتلخص بحربي العراق وافغانستان وبازمة اقتصادية سيرثها اوباما وعليه حلها واخراج البلاد من انيابها.