«كرون» .. مرض صعب الشفاء يصيب الجهاز الهضمي
داء كرون مرض التهابي يصيب الأنبوب الهضمي، وصفه للمرة الأولى عام 1932 الطبيب الأميركي بوريل برنارد كرون الاختصاصي في الأمراض الهضمية.
ويتميز هذا الداء بتقرحات تطاول كل طبقات جدران الأمعاء، ما يفرقه عن بقية الأمراض المشابهة التي تصيب فيها التقرحات الطبقة السطحية فقط.
يمكن داء كرون ان يصيب أي جزء من القناة الهضمية بدءاً من الفم وحتى الشرج، إلا انه يضرب أكثر ما يضرب آخر الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة (القولون)، وإصابة الأخيرة تشاهد في ثلث الحالات.
وكلما كانت مساحة الداء صغيرة قلّ خطره والمضاعفات الناتجة منه.
ما سبب داء كرون؟
داء كرون مرض التهابي مزمن ما زال سببــه مجهولاً حتى الآن. لكن هناك اتهامات أطلقت يميناً وشمالاً تتعلق بالغذاء والعامل الجرثومي والتدخين والعامل المناعي والعامل الوراثي.
وعلى ما يبدو، فإن لكل عامل دوراً ما في إثارة الداء. وفي حال وجود إصابة لدى أحد أفراد العائلة، فإن إصابة أفراد آخرين واردة في شكل أكبر.
وعلى صعيد العامل الوراثي استطاع فريق من الباحثين بعد مقارنات تمت بين البطاقة الوراثية للمصابين بداء كرون وتلك التابعة لأشخاص أصحاء، أن يستدل على مواقع 21 جيناً (مورثاً) لها روابط مع داء كرون.
من يصيب داء كرون؟
الإصابة بداء كرون قد تحصل في أي عمر، لكن المرض يظهر بقوة بين سن الـ15 والـ35 سنة. وسكان المناطق الشمالية من الكرة الأرضية هم الأكثر تعرضاً له.
صحيح أن الإصابة بداء كرون نادرة في البلدان العربية مقارنة بغيرها، ولكنّ هناك ارتفاعاً في أعداد المصابين لأسباب غير معروفة بالضبط، مع ان البعض لا يتردد في الإشارة بإصبع الاتهام الى تغيرات في نمط الحياة.
ما هي مظاهر المرض؟
تختلف عوارض داء كرون من شخص الى آخر ومن عمر الى آخر، بحسب مكان الإصابة ونشاط المرض، وهذه المظاهر قد تكون هضمية أو غير هضمية، وتشمل العوارض الهضمية الآتي:
- الآلام البطنية وهي الأكثر بروزاً.
- الإسهال الذي يكون مخاطياً ومترافقاً مع القيح أو الدم.
- نقص الشهية على الطعام.
- تطبل البطن.
- الشقوق والنواسير الشرجية وأحياناً الخراجات.
- النزف الدموي في الخروج.
- إنسداد الأمعاء أحياناً.
أما المظاهر غير الهضمية فقد تشمل:
* التعب والانحطاط والحمى.
* نقص الوزن.
* القلاع في الفم أو الشرج أو في الأعضاء التناسلية.
* تأخر النمو عند الأطفال.
* الآلام المفصلية.
* التظاهرات الجلدية.
* حصوات في الكلية والمرارة.
* مشاكل في الكبد.
كيف يتطور داء كرون؟
إن داء كرون لا يشفى إلا نادراً، وهو يأتي على شكل هجمات تفصل بينها فترات سكون قد تطول أو تقصر.
وأخطر ما في المرض هو حصول الانسدادات والخراجات والنزف والنواسير وانثقاب الأمعاء.
وعلى المدى البعيد، فإن احتمال الإصابة بالسرطان أعلى لدى المصابين بداء كرون مقارنة بغيرهم. وإذا دهم المرض الطفل، فإن إصابته بقصر القامة غير مستبعدة.
كيف يشخّص داء كرون؟
من الصعب جداً تشخيص داء كرون في بدايته لتشابه مظاهره السريرية مع أمراض كثيرة أخرى مثل التهاب القولون التقرحي، والقولون العصبي، وقرحة المعدة، والتهاب البانكرياس، والتهابات الحوض وغيرها، ولكن الفحوص الطبية تسمح بالتفريق بين الداء والأمراض الأخرى.
ويحتاج الطبيب لوضع التشخيص الى دعم القصة السريرية بالتحاليل المخبرية والصور الشعاعية والفحص بالمنظار مع إجراء الخزعة.
هل من علاج لداء كرون؟
ليس هناك من علاج لداء كرون، ولكن العلاجات المتوافرة تسمح بالسيطرة عليه وإبقائه في طور الخمول ومنعه من «الفوران». وفي شكل عام يوجد ثلاثة أنواع من العلاج:
العلاج الدوائي، والعلاج الغذائي، والعلاج الجراحي. والعلاج الدوائي يتم جنباً الى جنب العلاج الغذائي.
ويقوم العلاج الدوائي على استعمال «الساليسيلات» الأمينية، والكورتيزون ومشتقاته، والعقاقير الكابحة للمناعة، والمضادات الحيوية، والأجسام المضادة الوحيدة السلسلة.
ودور التغذية في العلاج لا يستهان به وهو يعتمد على:
- تناول غذاء غني بالسعرات الحرارية والمواد البروتينية.
- الابتعاد من الدهون لأنها صعبة الهضم.
- تناول أطعمة قليلة الألياف.
- تحاشي الكحوليات.
- تأمين السوائل باستمرار.
إذا لم يستجب المصاب للعلاجين الدوائي والغذائي، فإن الحل الجراحي يطرح نفسه عند تعرض الأمعاء للتضيق والانسداد أو للالتهاب الشديد، وهناك أنواع عدة من الجراحات التي يختار الطبيب الأنسب منها للمريض.
في الختام، يبقى ان نشير الى عدد من الملاحظات:
- هناك أطعمة تريح المريض وأخرى تثير الإزعاج، من هنا يُنصح المصاب بوضع قائمة بالمأكولات التي تزعجه وأخرى بالتي تريحه.
- قد يحتاج بعض المرضى الى التغذية من طريق الوريد والى بعض الوصفات العلاجية العاجلة وذلك تبعاً لحال الجهاز الهضمي.
- قد يصف الطبيب بعض المعادن والفيتامينات، خصوصاً معدن الزنك المضاد للأكسدة.
- تستطيع المصابة بداء كرون الحمل، فليس هناك تعارض بين الإثنين، إذ لا أثر سلبياً لداء كرون على الحامل أو الجنين.
- داء كرون قد يظل صامتاً ووزن المصاب قد يبقى طبيعياً، أو قد يثور مع بوادر تدهور في الوزن ونقص في التغذية، خصوصاً على صعيد المعادن مثل الحديد والزنك والكلس، والفيتامينات مثل (د) وحامض الفوليك.
ان نقص الفيتامين (د) والكلس يسبب خللاً في الثروة العظمية وبالتالي هشاشة في العظام، وما يعجّل من أمر هذه الأخيرة كثرة الجلوس، ونقص النشاط الرياضي، والتداوي بالكورتيزون.
- يتطور المرض على شكل هجمات تلازم المصاب طوال حياته.
- ان نسبة الوفيات بداء كرون تراوح بين 5 الى 15 في المئة والوفاة تكون عادة بسبب انثقاب الأمعاء أو نتيجة التسمم الدموي الجرثومي.
- كما جاء في المقدمة، فإن داء كرون يبدأ عادة بين سن الـ15 والـ35، ولكن في حالات قليلة قد يعلن عن نفسه بعد الخمسين من العمر، لكن هذا الشكل من المرض يكون خفيفاً.
الأطعمة وداء كرون
الأطعمة المؤدية إلى ظهور داء كرون:
إن تأثير الأطعمة على ظهور المرض يختلف من شخص لآخر، وبوجه عام فإن مرضاه يجدون صعوبة في امتصاص الطعام.
الأطعمة التي ينبغي تناولها عند الإصابة بهذا الداء:
هناك قائمة بالأطعمة الموصى بتناولها لهذا المرض للحفاظ على الحالة من التدهور، ولكن إذا وصل للمضاعفات لابد من تقليل كم ونوعية الأطعمة التي يأكلها المريض لأنه قد يلجأ إلى التغذية عن طريق الأنابيب أو عن طريق الوريد بالسكر والبروتين وفي الحالات التي تحتاج لعلاج لفترات طويلة تثبت قسطرة في الوريد المؤدى للقلب للتغذية عن طريقه.
التغذية في حالات مرضى كرون:
- تناول وجبات خفيفة كل 3 ساعات.
- البعد عن الأطعمة الدسمة لأنها تؤدى إلى سوء الحالة.
- الأكل عند الجوع فقط لأن ذلك يساعد على هضم أفضل.
- تناول قضمات صغيرة من الطعام ومضغها جيداً لأن الهضم يبدأ في الفم.
- شرب السوائل مع الوجبات وطوال اليوم لتجنب الجفاف.
قائمة الأطعمة:
- الجبن الأبيض.
- اللبن منزوع الدسم.
- الأرز.
- الخبز الأبيض.
- البسكويت.
- البطاطس البيوريه.
- المكرونة بدون صلصة.
- لحوم الأسماك.
- لحوم الدجاج.
- صلصة الطماطم بدون أية إضافات.
- أطباق الحساء بدون خضراوات.
قائمة الأطعمة التي ينبغي تجنبها:
- الألياف قد تسبب مشاكل لبعض مرضى كرون لأنها تحدث تهيج فى جدار الأمعاء لذا يوصى بعدم تناول أكثر من جرام واحد يومياً أو أقل من ذلك.
- الكحوليات.
- الأطعمة الدهنية.
- منتجات الألبان.
- الأطعمة الحارة.
- الأطعمة الجافة والفشار والمكسرات.
السوائل وداء كرون:
الإسهال والالتهابات تؤدى إلى فقدان السوائل من الجسم وهذا يحدث في وقت قصير، لذلك لابد من تناول السوائل طوال اليوم وبصورة مستديمة لمنع خلو الجسم منها ليس هذا فحسب ولكنها تسبب فقدها فى الشعور بـ: صداع، دوار، ضعف، تغير لون البول إلى اللون الداكن، فقد كمية كبيرة من المعادن وهذه المعادن هامة في توصيل الإشارات الكهربائية بالجسم وتحافظ على توازن الماء بين خلاياه.