باحث إنكليزي يرجح أبوة آمون لأجنة عثر عليها بمقبرته

حول الطب والصيدلة في مصر القديمة يلقي اليوم عالم التشريح الإنكليزي المعروف ، روبيرت كونوللي ، محاضرة بجامعة مانشستر البريطانية ، في مؤتمر من المنتظر أن ينصب اهتمامه علي الجنينين التوأم الذين تم العثور عليهما مؤخراً في مقبرة الملك توت عنخ آمون - أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة في الحقبة الفرعونية المصرية وأحد أعظم ملوك مصر علي مدار تاريخها - وسط اجتهادات تشير إلي أن هذين التوأمين قد يكونا أبناءاً للملك الفرعوني المراهق.


وقد أفردت صحيفة الدايلي ميل البريطانية تقريراً مطولاً لهذا الحدث الهام في صدر صفحاتها بقسم العلوم اليوم الاثنين وقالت أن كونوللي يتعاون مع السلطات المصرية خلال هذه الأثناء لتحليل البقايا المحنطة من جسد الملك توت عنخ آمون والطفلين المولودين ميتين.

ونقلت الصحيفة عن كونوللي قوله :" قد يكون هذين الجنينين الذين تم العثور عليهما بداخل مقبرة توت عنخ آمون توأمين ، برغم الاختلاف الواضح في حجميهما وهو ما يتماشي مع الحمل الوحيد الذي خاضته زوجة الملك صغير السن. الأمر الذي يعزز من الاحتمالات التي تشير إلي أن الملك توت عنخ آمون هو والد هذين الطفلين ".

وأضاف :" لقد قمت بإجراء دراسة تحليلية لأحد هاتين الموميتين وتحديداً ذات الحجم الأكبر وقمت بتحديد بيانات فصيلة الدم من مومياء هذا الطفل الصغير ثم قمت بمقارنتها بفصيلة الدم الخاصة بتوت عنخ آمون والتي نجحت في تحديدها عام 1969 ، وأكدت لي النتائج أن هذا الجنين الأكبر قد يكون بالفعل ابنة الملك. والآن نحن نعتقد أن هذين الجنينين توأمين ".

جدير بالذكر أن توت عنخ آمون الذي ولد في عام 1341 قبل الميلاد قد توفي قبل أقل من عشرة أعوام بعد توليه عرش حكم مصر عندما كان عمره ثماني أو تسع سنوات.

وقد ذاع صيته في عند نبذه للابتكارات الدينية التي قدمها سابقه إخناتون، الذي حاول إجبار المصريين علي عبادة الإله آتين.

وقد عثر باحث الآثار البريطاني هووارد كارتر علي الأجنة المحنطة عندما اكتشف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.

ويعتقد كثير من العلماء أن أم هذين الجنينين هي "أخنيسينامون "، الزوجة الوحيدة المعروفة للملك الشاب.

في حين يري فريق آخر من العلماء أن الأجنة قد تم وضعهم داخل مقبرة الملك توت لتمكينه من " الحياة كمولود جديد في الحياة الآخرة ".

وأشارت الصحيفة إلي أن هذا المؤتمر سوف يحضره ما يزيد عن 100 مندوب من عشرات الدول حول العالم ، من بينهم مدير المكتب الثقافي للسفارة المصرية بالمملكة المتحدة وباحثون من مشروع المحافظة علي النباتات الطبية في سيناء والمتحف البريطاني .

وقالت الصحيفة أن هذا المؤتمر هو المؤتمر الدولي الأول الذي يهدف إلي تسليط الضوء علي العنصرين الأساسيين الذين كانا يستخدمان في ممارسات الرعاية الصحية في مصر القديمة وهما الطب والصيدلة كما سيكشف عن أن 70 % من المواد الصيدلانية التي كان يستخدمها المصريين القدماء في مجال الطب منذ آلاف السنين لا تزال تستخدم إلي الآن.