الإيشارب .. اختاريه حسب لون بشرتك وشكل وجهك ونسقي درجاته وخاماته
للمحجبات نصيب كبير من إبداعات مصممي الأزياء سواء على المستويين العربي أو العالمي، وكانت مبادرة مصممة الأزياء الاسترالية «اهيدا زانيتى» لافتة للأنظار عندما قدمت غطاء لرأس المحجبات المسلمات اللاتي يشاركن في ألعاب القوى في اولمبياد الصين هذا العام، ودخلت به العداءة البحرينية رقية الغسرة السباق.
وفي ظل التطور الهائل لموجات الموضة لم تعد الطرحة أو الإيشارب، مجرد مكمل لأناقة المرأة، بل أصبح يلعب دورا مهما في إخفاء بعض عيوب الوجه وإبراز جمال المرأة من زاوية خاصة.
ويمكن القول انه اكتسب نفس أهمية الشعر وتسريحته، فإذا كان هذا الأخير هو تاج جمال المرأة، فمن البديهي أن تكون الطرحة بالنسبة للمحجبة في أهميته، وبالتالي عليها ان تختار منه ما يناسبها، كما عليها ان تغير من تسريحاتها حتى تتماشى مع خطوط الموضة الحديثة وشكل وجهها ولون بشرتها، والأهم، وفق ما تتطلبه طرحتها وطريقة ارتدائها لها.
فالحجاب، كما تؤكد الموضة والشارع، تعدى شكله التقليدي الذي اعتادت أعيننا عليه، وأصبح يأخذ شكل ضفيرة و«كحكة «وشينيون» وغيرها. وترى مصممة ربطات الحجاب وخبيرة التجميل «نانيس سليم».
أن امرأة اليوم أصبحت تهتم بمظهر حجابها وتعطيه عناية كبيرة، خصوصا وقد ظهرت في ساحة الموضة الكثير من الأسماء اللامعة التي تتخصص في هذا المجال بالذات، علاوة على أن الكثير من بيوت الأزياء العالمية تحرص على ان تطرح في الأسواق مجموعات متنوعة من «ايشاربات الرأس» تحمل أسماء متماشية مع خطوط الموضة الحديثة.
بل إن العديد من بيوت الازياء العالمية مثل «لوي فيتون» و«كريستيان ديور» وغيرها تطرح إيشاربات بأشكال كبيرة ومناسبة لهذا الغرض في الأسواق العربية والخليجية خصوصا.
هذا عدا أنه أصبحت هناك مسابقات خاصة بـ «ملكة جمال الحجاب» مثل تلك «التي أطلقتها الدانمارك أخيراً، ولقيت دعاية كبيرة، أدت إلى زيادة الإقبال على هذه التصميمات، مع العلم ان مجموعة من ايشاربات الرأس بتوقيع مصمم الأزياء الدانماركى «مادس نور دقورد» كانت من ضمن الجوائز التي حصلت عليها الفائزة باللقب، مما يؤكد انه حتى المصممين الأجانب لهم جولات وصولات في هذا المجال.
تقول نانيس: «غطاء الرأس لا يتماشى مع الأزياء فقط كما كان الاعتقاد سائدا في السابق، وإنما يجب ان يتناغم ايضا مع لون البشرة وشكل الوجه.
وإذا كان المضمون، بمعنى الكلاسيكي، هو المطلوب، فهناك ألوان تعتبر صديقة لكل البشرات، منها البني بكل درجاته والأسود والكحلي.
الوان لا تعتمد على موضة، وتتمتع بخصوصية في الوقت ذاته». وتنصح نانيس بأنه عند اختيار اللون يجب على صاحبات البشرة الحنطية أو المائلة إلى الاسمرار أن يبتعدن عن الألوان الصارخة أو المبالغ فيها، بل يمكن اختيار درجات منها أكثر ملائمة لبشراتهن.
كما تشير إلى أنه إذا كان الإيشارب منقوشا يجب الحرص أن تكون الخلفية، بمعنى باقي الأزياء، بألوان هادئة ومن دون نقوشات.
أما ذوات البشرة البيضاء فتقول انه عليهن اختيار الألوان الصريحة والخلفيات القاتمة، لأنها تبرز وتحدد ملامح وجهها.
وتركز نانيس على شكل الوجه في هذا الاختيار، لافتة النظر إلى أن صاحبات الوجه البيضاوي أو كما يطلق عليه «العربي» لهن نصيب الأسد، ويمكنهن الاختيار من بين الألوان وأشكال الربطات بكل حرية، لأن شكل هذا الوجه مثالي للحجاب. ولكن في حالة ما إذا كانت صاحبة هذا النوع ممتلئة القوام فلا يصلح لها الربطة «الاسبنش» وهى التي تكون مربوطة إلى الخلف، لأنها تبرز عيوب جسمها بدلا من إخفائها.
أما الوجه المثلث «الكمثرى» فعلى صاحبته اختيار الربطة المسحوبة إلى الخلف وكذلك خامات مثل التول والاورغنزا حتى تضفي على الوجه استدارة.
ويطلق على هذا الشكل اللفة البوكيه. وترى نانيس أن صاحبة الوجه الطويل أو «المربع» يجب أن ترتدي معه شريط يقوم بدور الطوق المثبت، يكون على شكل «باندانا» للتخفيف من اتساع الجبهة، على ان يلف الإيشارب حول الوجه نزولا بالرقبة لكي تعطى له استدارة.
المهم ايضا أن تبتعد صاحبته عن اللفة العالية «الشنيون» لأنها ستعطى طولا أكثر للوجه. وتحذر نانيس صاحبة الوجه الصغير من لف أكثر من طرحة فوق بعض، اعتقادا منها أنها بهذا سيكتسب وجهها حجما اكبر، مشيرة إلى أن هذا يعطى نتيجة عكسية وغير جذابة على الإطلاق.
في المقابل، تنصح صاحبة الوجه الصغير بالربطة الهندي التي تلف بطريقة عشوائية، لا تستعمل فيه سوى إيشاربين، واحد من الشيفون أو الحرير والآخر من التول. وتقول إنه لا يجب إغفال اللفة الخليجي التي تتماشى مع كل أشكال الوجه، ولا يفضل استخدامها سوى في المناسبات المسائية والسهرات.
وتتابع أنه لا يضاهي شكل اللفة من حيث الأهمية سوى الاختيار المناسب لخامة الإيشارب. ويفضل فيها أن تكون من القطن أو الحرير في النهار، حتى يكون مريحا وأكثر ثباتا، خصوصا مع كثرة المسؤوليات والحركة سواء كانت المحجبة طالبة أو امرأة عاملة، أو ان يكون من التول والشيفون والساتان اللامع في الأمسيات على ان تقتصر الاورغنزا والدانتيل لمناسبات السهرة فقط. وتقدم نانيس سليم بعض النصائح لحجاب أكثر أناقة وعصرية:
- عندما تصيبك الحيرة في اختيار لون الإيشارب الذي يتناسب مع ما ترتدينه ولون بشرتك، احرصي على أن تكون «البندانا» هي ما تتماشى مع لون الملابس والإيشارب مع درجة البشرة.
- ذوات الحواجب الغامقة اللون، يجب ان يتجنبن ارتداء «بندانا» قاتمة لأنها تعطى مظهرا قاسيا للوجه وتلقي بظلال داكنة على البشرة.
ـ «البندانا» ليست من الاكسسوارات التي تستحسنها الكثيرات، من منطلق أنها طبقة زائدة لا حاجة لها، وأنها تحجب الهواء عن فروة الرأس، لكنها على العكس من هذا تماما، فهي صحية أكثر للشعر وتمنع تساقطه، عدا أنها تثبت الإيشارب أكثر، مما يعطي المرأة حرية وراحة.
ـ تعاملي مع الإيشاربات، من حيث اختيار الألوان والخامة والربطة، تماما كما تتعاملين مع تسريحة شعرك، ولا تستهيني بها أو تستسهليها. وحتى تتأكدي أنها في أهميتها أو أكثر، ما عليك إلا ان تلاحظي أن أغلب أشكال اللفات الجديدة والأنيقة هي على أسماء تسريحات الشعر، كالضفيرة، «الشنيون» وما شابهمها.
- على المرأة أن تختار من بين ربطات الحجاب ما يناسبها شخصيا، ويمنحها الراحة والثقة بشكلها، وما يتناسب مع حجمها وطولها.
بعبارة أخرى، لا يجب ان تنساق إلى شكل ربطة معينة، فقط لأنها موضة لهذا العام. إذا لم تكوني متأكدة من انها تناسبك، أو لم ترق لك، فإن اللفة الكلاسيكية مناسبة لكل الأوقات والمناسبات وتلائم الجميع.
من جهتها، تعلق مصممة ملابس المحجبات، سهير مسعود، بأن المرأة المحجبة لديها الكثير من الخيارات لكي تحصل على الاناقة المنشودة، شرط ان تراعي تفاصيل صغيرة منها، بعضها يمكن معانقته وبعضها الآخر يجب تجنبه.
مثلا لا يتماشى الإيشارب المطرز بشكل مكثف أو مبالغ فيه مع فستان للسهرة مطرز ايضا. في هذه الحالة، يمكن انتقاء إيشارب من نفس وحدات تطريز الفستان، لكن على حواشيه فقط، أو يمكن أن نأخذ قطعة من قماش الفستان، تستعمل مثل «بندانا» أو وردة تثبت على ايشارب بلون واحد.
بالنسبة للعروس المحجبة، ترى سهير أن الطرحة هي البطل في اكتمال أناقتها، وتفضل ان يكون التطريز عليها بأحجار سواروفسكي أو الأحجار الكريمة، إذا كانت الإمكانات تسمح بذلك، أو يمكنها أن تضيف إليها وردة من التول الذهبي أو الفضي أو الزهري، إذا كانت عروسا جريئة، وترغب في التميز والخروج عن المألوف.
أما موضة هذا العام، حسب رأيها، فهي متنوعة في أقمشة الملابس مما جعل هذا التنوع يصل إلى خامات الحجاب.
بيد أنها تنصح بضرورة ان تختار المرأة ما يناسبها شخصيا، وما ترتاح له بعيدا عن إملاءات الموضة أو التقليد، خصوصا انه مع هذا التنوع توجد خامات كثيرة يجب التنسيق بينها بحيث تتناغم مع بعض عوض أن تكون نشازا. فالتنسيق هنا لا يقتصر على الألوان فقط.
ومن هنا تؤكد سهير على ضرورة الابتعاد عن المزج بين الخامات المتنافرة «فمن الخطأ أن ترتدي فستانا من الساتان ويكون الإيشارب مصنوعا من القطن أو العكس.
كما انه من الخطأ أن ترتدي المرأة ملابس غالية الثمن، لكنها لا تبدو فيها متألقة، بسبب خطأ بسيط يتمثل في أن الإيشارب غير مناسب ولم يتم اختياره بطريقة دقيقة».
وتضيف أن هذا الأخير مثل تسريحة الشعر تماما، إذا كان غير مناسب، فإنه لا يفسد فستانا جميلا فحسب، بل الإطلالة كلها، لذا أنصح المرأة بالاطلاع على مجلات وكتالوجات المحجبات، وهي لن تجد صعوبة في الأمر، لأن هناك فى الآونة الأخيرة، خيارات كثيرة من شأنها ان تسهل عليها الأمر، على شرط ان تأخذ بعين الاعتبار ان تختار الإطلالة ككل، أي أن تقتنى الإيشارب مع الزي في نفس الوقت.