في "شائعة" .. رسالة محمول تحذر من "غاز سام" ينشره باعة عطور بالرياض
أثارت رسالة SMS تم تداولها على الهواتف الجوالة في اليومين الماضيين، هلع عدد من المواطنين الذين وصلتهم عبر هواتفهم النقالة في الرياض، وبدورهم أثاروا الرعب من دون قصد لدى أصدقائهم، عندما بثوا الرسالة التحذيرية غير المعروف مصدرها. في الوقت نفسه نفت مصادر أمنية وطبية هذه الحادثة واعتبرتها مجرد شائعة.
ونشرت صحيفة اللندنية الثلاثاء 2-5-2006 نص الرسالة التي تقول: "يوجد الآن بائعو عطور عند الإشارات، إذا لم تشتر منه يطلب منك، شم العطر فقط، هذا العطر يوجد به غاز سام قاتل، وخلال أربعة أيام توفي 18 شخصاً، ويرقد 35 آخرون في العناية المركزة، أنشرها للتحذير". ووفقا للصحيفة، فقد نالت الرسالة صدقية كونها وصلت المواطنين عن طريق أصدقاء ومعارف لهم، ما جعلهم يعملون بالنصيحة التي تضمنتها، ألا وهي إعادة نشرها.
ويقول المواطن عبدالله الدوسري الذي لم يتردد بالاتصال بصديقه الذي أرسل له الرسالة: "صادف أنني توقفت عند إشارة قبل وصول الرسالة بيوم واحد، وفعلاً عرض علي البائع شم العطر وتجربته بعد أن رفضت شراءه، واستغللت الموقف لتعطير كامل السيارة، وأخبرت بذلك صديقي الذي أرسل لي الرسالة، وبدا متأكداً من صدقها، إذ أصر على أن يرافقني إلى المستشفى لإجراء فحوصات للتأكد من عدم إصابتي بالغاز السام، وبالفعل توجهت إلى المستشفى، لكن النتائج ولله الحمد كانت تشير إلى عدم تعرضي لأي غاز سام".
وعلى رغم تأكد الدوسري من سلامته إلا أنه لم يتوقف عن إعادة إرسال الرسالة إلى بعض أصدقائه المقربين "على رغم أنني لم أصدق الموضوع، خصوصاً بعد إجرائي الفحوصات، إلا أنني تخوفت من أن يكون هناك بائعون آخرون هم من تقصدهم الرسالة، الأمر الذي جعلني أعيد إرسال الرسالة لأكثر من 20 صديقاً".
نفي أمني وطبي
ونفى مصدر في شرطة الرياض صحة ما تضمنته الرسالة عن مقتل 18 شخصاً واحتجاز 35 آخرين في العناية المركزة بسبب غاز سام. وقال المصدر: "أجرينا تحريات دقيقة وعاجلة بعدما بلغنا الخبر، وذلك لخطورة الأمر، فان يشاع بين الناس هذا العدد من المتوفين والمصابين الأبرياء، فهذا أمر يستدعي سرعة التحرك، ولهذا اتخذت جميع الجهات المعنية إجراءات سريعة ورادعة، ولكن ولله الحمد أستطيع القول انه بعد كل التحريات، تبين أن الأمر مجرد إشاعة ولا أساس له من الصحة".
وبدوره، استغرب مصدر في وزارة الصحة عدم علم الوزارة بأي خبر من جهة رسمية في ما يخص الموضوع. وقال: "حتى وإن صدقت الرسالة فإن وجود عطورات مزودة بغاز سام ليس مسؤوليتنا، بل مسؤولية الإدارة المختصة في وزارة التجارة، إلا أنه لو كان الأمر حقيقياً فهناك سلسلة من الإجراءات لسحب تلك العطورات من السوق ومساءلة الجهات الأمنية المسؤولين عنها ومعاقبتهم". واستبعد تعرض حياة 53 مواطناً للخطر من دون أن تكون لديهم معلومة رسمية بهذا الخصوص.