صفاء سلطان : الدراما السورية صامدة وأرفض اتهامنا بالتخلّي عنها

تكشف أن المشاعر الإنسانية التي طغت على دورها في مسلسل «آخر محل ورد» كانت وراء حماستها له، فهو عمل يرصد معاناة السوريات، ويتحدث عن الأحاسيس ويبتعد عن السياسة.

النجمة السورية صفاء سلطان تكشف أسرار هذا العمل الجديد، كما تتحدث عن مسلسلها الآخر «السلطان والشاه»، وترد على اتهامه بتقليد المسلسل التركي «حريم السلطان»، وتكشف حقيقة توجهها الى الغناء، وموقفها من الزواج مجدداً، والسيدة التي تعتبرها نقطة قوتها وضعفها في آن واحد، إضافة الى اعترافات فنية وشخصية أخرى في حوارنا معها.



- في البداية، ما الذي دفعك للمشاركة في بطولة مسلسل «آخر محل ورد»؟
أكثر ما حمّسني للموافقة على هذا العمل هو تناوله الأزمة السورية وتسليطه الضوء على الأحداث المأسوية التي اندلعت في سورية منذ عام 2011 وحتى الآن، فالعمل يبتعد عن السياسة ويركز على قضايا إنسانية لم تتطرق اليها الدراما من قبل، إضافة الى رغبتي في التعاون مع المخرج ماهر صليبي والمؤلفة جيهان الجندي، كما أن العمل يجمعني بنخبة كبيرة من النجوم، ولا أريد أن أذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً.

- حدّثينا عن تفاصيل دورك؟
لا يمكنني التعبير عن مدى استمتاعي بأداء هذه الشخصية، فهي تلامس قلبي وتُعدّ من أهم أسباب حماستي للعمل، إذ أجسد دور امرأة سورية، أجبرتها الأحداث على ترك سورية والانتقال للعيش في دولة أخرى، فتواجه صعوبات كثيرة في حياتها وتتعرض لصدمات قوية.

- ماذا تقولين لكل امرأة أُجبرت على ترك بلدها سورية بسبب الأحداث الأخيرة؟
كل ما أستطيع قوله لهؤلاء النسوة، أو يسعني فعله، هو التضرّع لله والدعاء المتواصل كي يعود الأمن والاستقرار الى سورية فنعود الى ربوعها مرة أخرى.

- هل واجهتك صعوبات خلال التصوير؟
رغم أن العمل صعب والشخصيات مركّبة وتعتمد على إظهار المشاعر والأحاسيس، كانت كواليس التصوير مريحة للغاية، والفضل في ذلك يعود إلى المخرج ماهر صليبي، الذي وفّر لنا كل الإمكانات وسهّل الأمور، فالتعامل معه أكثر من جيد، كما أن الاشتياق للعمل مع نخبة كبيرة من نجوم سورية جعل الكواليس رائعة وتسودها أجواء المحبة والمودة.

- تشاركين في بطولة مسلسل «السلطان والشاه» الذي من المقرر عرضه قريباً، فما هو ردّك على اتهامه بتقليد المسلسل التركي «حريم السلطان»؟
كل ما يمكنني قوله إن العملين مختلفان عن بعضهما تماماً، فأحداث مسلسلنا مغايرة لوقائع المسلسل التركي، وسأترك الحكم للجمهور، لكن الشيء الوحيد المشترك بينهما، أن الأحداث تدور في العصر العثماني، وهي فترة موثّقة وليست حكراً على أحد، ومن حق أي مبدع أن يتناولها كما يحلو له.

- هل تحرصين على متابعة الدراما التركية؟
بالطبع، وأعترف بأنها نجحت في إخراجي من حالة الاكتئاب التي أُصبت بها بسبب الحرب، فالمسلسلات التركية تخلّصنا من أوجاعنا، لسبب بسيط وهو تركيزها على القصص الرومانسية التي نفتقدها في الدراما العربية، وأعتقد أن هذا هو سبب نجاح الدراما التركية، فالجمهور العربي يحتاج إلى متابعة القصص الرومانسية، وهذا ما أتاحته لنا هذه الدراما بعدما نجحت في غزو الشاشات في مختلف الدول العربية، وشاهدها الملايين في سنوات قليلة، ومن أسباب نجاحها أيضاً الصورة الجميلة والإخراج المتقن الذي يركّز على كل ما هو إيجابي ولافت في تركيا.

- هل اعتذرت عن عدم المشاركة في بطولة مسلسل «عمران»؟
لم أعتذر، ومسلسل «عمران» هو نفسه مسلسل «آخر محل ورد»، وقد تغير الاسم بناءً على رغبة الشركة المنتجة، لكن البعض يعتقد أنني اعتذرت عنه، وهذا غير صحيح، وكل ما في الأمر أن الاسم فقط هو الذي تغير.

- هل صحيح أنك تنوين خوض تجربة الغناء؟
هذه الفكرة راودتني منذ سنوات، وبالفعل كنت قد اخترت خمس أغانٍ، لكن كلما قررت خوض تجربة الغناء أنشغل بالدراما، كما أعتبر هذه الخطوة بمثابة مغامرة تحتاج إلى تفرغ شديد، وكل ما يمكنني قوله إنها ستحدث، لكن ليس حالياً، لأنني أنتظر التوقيت المناسب.

- من هنّ النجمات اللواتي تحبين مشاهدة أعمالهن الفنية باستمرار؟
أعشق مسلسلات غادة عبدالرازق ونيللي كريم، وأحب تمثيل مي عز الدين، واختياراتها الفنية تعجبني كثيراً.

- وماذا عن النجوم الرجال؟
أحترم اختيارات خالد الصاوي وكريم عبدالعزيز الفنية، وأحب مشاهدة أعمالهما، كما أعتبر محمد رمضان واحداً من نجومي المفضّلين، فهو فنان موهوب جداً.

- هل تتفقين مع الآراء التي تؤكد أن الدراما السورية قد تأثرت بالأحداث السياسية؟
بصراحة، أختلف مع كل هذه الآراء، وأرى أن الدراما السورية لا تزال صامدة ولم تهتز رغم كل الصعوبات والعقبات التي تواجهها باستمرار، فرغم الحرب الدائرة في سورية، والأوضاع الأمنية الصعبة، لم تتوقف صناعة الدراما السورية حتى الآن، بل على العكس فكل عام يُقدّم المزيد من الأعمال الناجحة.

- هل تشعرين بأن بعض النجوم السوريين قد تخلّوا عن الدراما السورية؟
أرفض توجيه هذا الاتهام لأي فنان سوري، وكل ما في الأمر أن هناك أبواباً أخرى فُتحت لهم، سواء في الدراما المصرية أو الخليجية، ومن حقهم أن يثبتوا أنفسهم خارج إطار الدراما السورية، حتى يتمكنوا من تحقيق انتشار واسع.

- في رأيك، من هم أبرز النجوم السوريين الذين نجحوا في إثبات أنفسهم في مصر؟
هم كثر، فالدراما المصرية أصبحت تعتمد كثيراً على نجوم سورية، وهذا الأمر يُسعدني ويشرّفني.

- هل صحيح أنك ترفضين فكرة الزواج مرة أخرى؟
لا، لكنها فكرة مستبعدة حالياً بسبب انشغالي بعملي، والذي يستحوذ على كل تفكيري، كما لا أرغب حالياً بالارتباط، لكن قد أتزوج إذا التقيت بالرجل الذي يناسبني وأناسبه، وعلى أي حال أنا أؤمن بالحب، وأعشق الحياة الزوجية والاستقرار.

- هل تؤيدين الآراء التي تؤكد أن زواج النجمة بفنان يكون مصيره الفشل؟
لا نستطع أن نسمّيه زواجاً فاشلاً، فرغم أن هذا النوع من الزواج يواجه مشاكل عدة، هناك نجمات تزوجن من مطربين وفنانين ونجحوا في تكوين أُسر سعيدة، متحديات كل الصعوبات والضغوط.

- هل صحيح أنك نقلت إقامتك إلى الإمارات؟
لا أُقيم في الإمارات حالياً رغم حصولي على إقامة فيها، لأنني عدت أخيراً إلى سورية بعد فترة ابتعاد دامت خمس سنوات، كنت أعيش خلالها في مصر والأردن، فقد شعرت بأنه آن الأوان للعودة إلى أحضان سورية من جديد.

- ما هي نقطة ضعفك؟
أمي، ومن المستحيل أن أبتعد عنها، أو يمرّ يوم من دون أن نتواصل ونتحدث عن تفاصيل يومنا.

- ومصدر قوّتك؟
ابنتي وأمي، فهما ليستا فقط مصدر قوّتي، وإنما سبب نجاحي وكل ما حققته خلال الفترة الماضية.

- وأكثر ما يزعجك؟
الكذب، وأن ينقل أي شخص كلاماً على لساني لم أتفوّه به.

- من هو الشخص الذي لا تطيقين التعامل معه؟
لا يمكنني التعامل مع المنافق، وأكره هذا النوع من البشر.

- هل شعرت بالندم من قبل؟
أكثر من مرة، لكن الندم لم يصل إلى درجة الشعور بالحسرة، لأنني أتعلم من أخطائي وأتجنب الوقوع فيها.

- من أكثر شخص يدعمك؟
أهلي بشكل عام.

- من هو أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
لا فنان معيناً، وتربطني بالجميع علاقة طيبة تسودها المودة والاحترام.

- كيف تحافظين على نضارة وجهك رغم ضغوط العمل وساعات التصوير الطويلة؟
ليس هناك خلطة سرية أو طبيعية، وكل ما في الأمر أنني أنام وأنا مرتاحة البال، فالسلام الداخلي والشعور بالاستقرار النفسي ينعكسان بكل تأكيد على شكلي الخارجي، كما أؤمن بأن المرح والابتسامة التي لا تفارق وجهي يجعلانه جميلاً ومشرقاً على الدوام.

- كيف تسير علاقتك بالرياضة؟
للأسف الشديد، وبسبب ضيق الوقت لا أمارس أي نوع من أنواع الرياضة.

- لكن كيف تحافظين على رشاقتك؟
أعتقد أن السبب الوحيد وراء نحافتي هو التفكير المستمر، فهو في رأيي يساعد على حرق السعرات الحرارية.

- هل صحيح أنك تشعرين بالتقصير نحو ابنتك؟
بالتأكيد، فظروف عملي تجبرني على الابتعاد عنها لساعات طويلة، لكنها تتفهم طبيعة عملي ولا تنزعج أبداً، بل على العكس فهي تدعمني وتسعد لنجاحي، وبدوري أحاول تعويضها عن غيابي في أيام إجازتي، بحيث لا أتركها ونسافر معاً الى أي بلد ترغب في الذهاب إليه.

- هل صحيح أنها قررت التوجه الى التمثيل؟
ابنتي تتمتع بمواهب فنية كثيرة، لا تقتصر على التمثيل فقط، بل تطاول الغناء أيضاً، حيث تمتلك صوتاً رائعاً، لكن رغم مواهبها المتعددة، ترغب في دراسة الإعلام والتخصص في هذا المجال، وأنا أشجعها على ذلك.

- ما الصفات التي حاولت غرسها في ابنتك؟
علّمتها أن تحب للآخرين ما تحبه لنفسها، وأن تضمر للجميع الخير مهما أساؤوا إليها. حاولت أن أجعلها إنسانة متسامحة الى أبعد الحدود، وأن تبتعد عن الأنانية، كما حذّرتها من الغرور والكذب، وأؤكد لها دائماً أن الصدق سيجعلها سعيدة في حياتها.

أنا وإنستجرام
إلى أي مدى تهتمين بالتواصل مع جمهورك عبر «إنستجرام»؟

كل يوم وله ظروفه، والأمر يتوقف على مدى انشغالي بالتصوير، لكن لا يمكن أن يمر يوم من دون أن أتواصل مع متابعيّ، فأنا أحب مواقع التواصل الاجتماعي بعامة، لأنها تقرّبني من الجمهور وتجعلني أعرف ما يريده، وأطّلع على آرائهم في ما أقدمه، لكن العيب الوحيد لهذه المواقع أن البعض يستخدمها لإيذاء الآخرين.