احذري 4 كذبات تؤذي مستقبل طفلك
أخطاء عديدة قد تقع فيها الأم أثناء تربية أبنائها، ولعلَّ أهم تلك الأخطاء بعض الكذبات، التي قد تلجأ لها الأم لتبرير بعض الأشياء الغير منطقيَّة للطِّفل، إما بغرض الخوف والتَّرهيب، أو بغرض التَّحفيز، وأحياناً لشرح بعض الأمور، وتكمن مخاطر تلك الأكاذيب في أنَّها قد تؤثِّر سلبياً على نفسيَّة الطِّفل في المستقبل، كما أنَّها قد تضعه في العديد من المواقف المحرجة.
وبسبب ما قد تسببه له من عوارض نفسيَّة، نلتقي مع الأخصائيَّة النفسيَّة دلال المازن لتقدِّم لك من خلال التَّالي بعض النَّصائح والأكاذيب الشَّائعة لدى الأمهات:
الدِّراسة والعمل:
دائماً نرى بعض الأمَّهات يقمن بحثِّ أطفالهن على الدِّراسة بطريقة خاطئة، فتوهم الأم الطِّفل أنَّه عندما يكبر سوف يكون على حريته، ويفعل ما يشاء، بينما الحقيقة مخالفة لذلك، وهنا أنصح الأم بأن تخبر الطِّفل بأنَّ نجاحه سوف يسهِّل عليه الحياة المليئة بالصِّعاب، ويمهِّد له الطُّرق، ويفتح الأبواب المغلقة باجتهاده.
الغول وقصص الرُّعب:
لا أعلم كيف لأم أن تخيف أبناءها حتى يناموا؟ وأتذكَّر أثناء عملي في إحدى المدارس، أتى إلي طفل يبكي كثيراً، وبعد أن قمت بتهدئته، اكتشفت أنَّ والدته أخبرته بأنَّه بعدد علامات رسوبه، سوف يفقد أصابع يديه، وبالطَّبع استلزم الأمر حضور والدته لأقنعه بأنَّها تمازحه، وهنا نتخيَّل ما قد تسببه تلك القصص من أزمات نفسيَّة قد تستمر لمدَّة طويلة.
ذاهبة إلى المستشفى:
كي لا تصحب أبناءها إلى الخارج معها، تخبرهم بأنَّها ذاهبة إلى المستشفى، وكانت والدتي دائماً تخبرني بذلك، وقد مررت بتلك التَّجربة، وكنت أظن أنَّها مريضة، وكنت أدعو الله دائماً لها، وكان لدي خوف أن أفقدها، مما جعلني أكره دخول المستشفيات، في حين أنَّه كان من الأفضل أن تجد طريقة أخرى أفضل لإقناعي بعدم الذَّهاب.
سافر وسوف يعود:
من الخطأ عندما يموت شخص ما إخبار الطِّفل بأنَّه سافر وسوف يعود فيما بعد، فذلك يخلق لدى الطِّفل نوعاً من الانتظار الأبدي، والذي قد يتسبب بكرهه لذلك الشَّخص، الذي لا يريد القدوم لرؤيته، ومن الأفضل تفسير الموت للطِّفل بصورة مبسَّطة ليسهل عليه استيعابه.
الكذب على الأطفال محرَّم كالكذب على الكبار، بل هو أشد؛ نظراً للفطرة السَّليمة للطِّفل، وهو خطأ كبير يقع فيه الآباء، وهم لا يدركون فداحته وتأثيره على تعوُّد الأبناء على الكذب، فينبغي الحذر من الكذب عليهم بحجة أنَّهم صغار لا يفهمون أو لا يدركون، بل هم يشعرون ويدركون ويتأثَّرون ويقلِّدون في نفس الوقت.