هل هناك بكتيريا خطيرة كامنة في الدش لديك؟

إذا لاحظت بعض العفن ينمو على ستارة أو باب الحمام، فعليك فعل شيء حيال ذلك وبسرعة، لكن إذا كنت مثل معظم الناس، فنادرا ما تتوقفين عن التساؤل بشأن البكتيريا الموجودة في حوض الاستحمام والدش، والتي لا يمكنك رؤيتها.


هناك الكثير من المستحضرات مثل Shower Clean  وEndoSan من بين أنواع عديدة أخرى يقال أنها تحميك من الخطر النامي داخل أركان وأجزاء حمامك، لكن هل هي ضرورية؟ وهل عليك القلق من أن يصيبك الدش بالمرض؟.

الإجابة المختصرة: غالبا لا.

اعلمي أن الدش مكان مناسب جدا لنمو الحياة الميكروبية واستمرارها في منزلك، وها طبقا لما أقره "ماثيو جربرت" وهو باحث تقني في معمل Fierer Laboratory في المعهد التعاوني للبحث في العلوم البيئية بجامعة كولورادو في بولدر، وخلال دراسة أجريت على ما ينمو ويحيا داخل الدش في جميع أنحاء الدولة، خاصة أن الدش مكان مبلل ودافيء دائما وما يعيش بداخله أيا كان يتجدد مع العناصر الغذائية في كل مرة تستحمين بها.

وقد صرح جربر قائلا أن للبكتيريا تأثير كبير عند تجمعها معا وخلق تجمعات صغيرة داخل الدش.

قد لا تبدو هذه البكتيريا مثل جيران لك ترغبين بوجودهم، وهناك فرصة تجعل البعض منها قد يسبب لك المرض، وأن ما يعرف بـ (Nontuberculous Mycobacteria NTM) هو نوع من البكتيريا التي تظهر بشكل طبيعي في المياه والتربة، لكنها تجد طريقها داخل العديد من أنواع الدش المختلفة، ورغم أن حوالي 150 فصيلة من بكتيريا الـNTM ليست ضارة على الإطلاق، لكن هناك أنواع أخرى يمكن أن تسبب عدوى خطيرة للجهاز التنفسي وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.

وهناك نوع آخر من البكتيريا الموجودة داخل الدش تعرف باسم (Legionella pneumophila) وهي المسئولة عن مرض الفيلق أو المحاربين القدامى وهو نوع من الالتهاب الرئوي والذي يمكن أن ينتشر في مقادير تأخذ طريقها إلى جهازك التنفسي.

ومازالت هذه أسوأ السيناريوهات أو الحالات، لكن في أغلب الوقت تعتبر البكتيريا الموجودة في الدش جيدة وليست ضارة، حيث يرى الدكتور Aaron E. Glatt مدير قسم الطب في مؤسسات South Nassau في نيويورك وهو متخصص في الأمراض المعدية والمتحدث الرسمي لدى مؤسسة الأمراض المعدية بأمريكا، حيث يرى أنه لا داعٍ للقلق حيث يقول أن كلمة بكتيريا لا تعني الخطر.

 وقد أضاف جربر مصرحا:

"تعتبر العديد من البكتيريا مفيدة بل وتساعدك على تعزيز صحة جهاز المناعة حيث يتعرض الناس للبكتيريا كل يوم في أشياء كثيرة مثل الأتربة والهواء والطعام، ومن خلال التعامل مع الناس والتعامل مع حيواناتهم الأليفة وحتى في مكان العمل.. فقط القليل منها يسبب لك المرض، ولأن هناك بكتيريا تعيش داخل الدش، لا يعني ذلك أنك في خطر كبير للإصابة بأمراض الرئة أو عدوى الجلد، ولا يحتاج الأمر أيضا أن تتجنبي استخدام الدش".

وللشعور بالأمان والصحة عليك اتباع النصائح التالية:

1- غيري واستخدمي دش معدني

توضح الدراسات أن البكتيريا تتجمع أكثر في الدش المصنوع من البلاستيك.

2- نظفي الدش بانتظام

ببساطة اجعلي الدش وحوض الاستحمام وستارة الحمام نظيفة وذلك بفركهم من وقت لآخر بفرشاة أسنان قديمة ثم فك الرأس وشطف الفلتر الموجود بها، أو يمكنك ملء كيس بالخل وهو مطهر طبيعي ووضع الدش به وتركه لمدة ساعة ثم ركبي الدش مرة أخرى واجعلي الماء ينطلق به.

وتذكري أنه لايوجد أي منتج أو تقنية يمكنها تنظيف الدش من كل البكتيريا الموجودة به فبعد أيام قليلة من التنظيف سوف تعود البكتيريا للتكون عليه مرة أخرى.

3- أحسني اختيار الدش

إذا كنت في أي مكان ولابد لك من الاستحمام فعليك التدقيق في فحص الدش الموجود في ذلك المكان فإذا كان به قذارة ملحوظة مثل الدم أو العفن أو غيرها من القذارة فلا تستخدميه لأنك إذا استخدمته فأنت تعرضين نفسك لخطر الإصابة ببكتيريا خاصة إذا كان بجسمك أي خدش أو جرح أو حتى الإصابة بالقدم الرياضي.

4- ضعي الأمور في نصابها أو حجمها الصحيح

اعلمي أن الماء الخارج من الدش لا يختلف عن الماء الخارج من حوض الوجه أو الصنبور، فأي بكتيريا قد تدخل فمك أو عينيك أو أذنيك أثناء الاستحمام ولن تؤذيك إلا إذا كان هناك تفشي للبكتيريا في المكان أو كنت تعانين من مرض خطير.

وإذا كانت المناعة ضعيفة لديك، فيمكنك التخلي عن استخدام الدش تماما والاستحمام داخل حوض الاستحمام بدلا منه، فهذا سيقلل فرص الإصابة بأي عدوى خطيرة قد تدخل فمك أو أنفك، وتذكري أن تنظفي حوض الاستحمام وكل ما به من وقت لآخر.