نصائح للتعامل مع الحبيب المختلف معك سياسيا
نشهد في عالمنا العربي مؤخراً وقوع خلافات متعددة بين الأزواج والمحبين بسبب الاختلافات السياسية قد تصل حد الانفصال.
يبدو أن الأمر لا يقتصر على الدول العربية فقط، إذ وصلت الخلافات إلى الولايات المتحدة خاصة عقب ترشح دونالد ترامب لرئاسة، فبعد أسبوعين فقط من رئاسة ترامب، طالعتنا الصحف بحالة الطلاق الأولى التي تقع بسبب نتائج الانتخابات.
وخلال مقابلةٍ مع وكالة رويترز الإخبارية، قالت غاييل مكورميك، 73 عاماً، إنَّها وزوجها الذي عاشت معه لمدة 22 عاماً قرَّرا الانفصال بعدما ذكر أنَّه يعتزم التصويت لصالح ترامب.
وعلى الرغم من أنَّ زوجها صوَّت في نهاية المطاف لصالح رئيس مجلس النواب السابق، نيوت غينغريتش، بدلاً من ترامب، إلّا أنَّ الأوان كان قد فات.
وقالت: "وصل الأمر بي حقاً إلى حقيقة أنَّني احتجتُ ألّا أكون في موقفٍ أضطَّر فيه إلى الجدال بشأن وجهات نظري طوال الوقت، لم أرغب في قضاء ما تبقّى من حياتي في فعل ذلك".
وعلى الرغم من كوْن تلك الحادثة مثالاً مُتطرِّفاً، إلّا أنَّها تُسلِّط الضوء على مدى صعوبة الحب والحفاظ على علاقةٍ مُتحضِّرة حينما يكون الشريكان مختلفين سياسياً، ووفقاً لموقع تحليل البيانات FiveThirtyEight، فإنَّه، وكما هو الحال بالنسبة لعائلة مكورميك، 30% من العائلات المتزوِّجة تضم زوجين ذوي توَّجهاتٍ حزبية مختلفة.
كيف يمكنكما تجنُّب مصير عائلة مكورميك إذا كانت لديكما توجُّهات سياسية مُتعارِضة؟
القاعدة الأولى: لا تنظر إلى شريكك على أنَّه وكيلٌ عن المُرشَّح السياسي
تزوَّجت كيري ماغواير، وهي طبيبة أطفال ذات ميول يسارية، من زوجها توماس ستوسيل، وهو أستاذٌ للطب وأمراض الدم بكلية الطب بجامعة هارفارد له ميول يمينية، منذ أكثر من 20 عاماً.
وخلال تلك الفترة، حاولت ألا تخلط بين وجهات نظر القادة الجمهوريين ووجهات نظر زوجها.
قالت كيري للنسخة الاميركية لهافينغتون بوست إنَّ توم لا يتشارك أي شيءٍ مع دونالد ترامب سوى انتماء كلٍ منهما للحزب الجمهوري، ومع ذلك، كثيراً ما صببتُ غضبي من ترامب على توم.
وعلى نحوٍ غير مُستغرب، قد يُثير ذلك ردود فعلٍ دفاعية فيه، وهو ما أُفسِّره في بعض الأحيان على أنَّه اتِّفاقٌ لتوم مع ترامب.
وبالتأكيد أثارت الأحداث ذات الشحن العاطفي الكبير، مثل مسيرة النساء في يناير/كانون الثاني بعض العواطف داخل الزوجين، وعندما تصبح بعض النقاشات حادةٌ للغاية وتكون كيري هي المسؤولة عن ذلك، تعترف بمسؤوليتها عن إثارة الأمور.
وقالت لنا: "كان رده على مسيرة النساء هو: "ألم يشارك أولئك الناس في التصويت؟"، شعرتُ بغضبٍ شديد وأردتُ البدء في الحديث حول الأكوان المتوازية (لتغيير موضوع الحديث). وبعد ذلك أدركتُ أنَّني كنتُ الشخص الذي دفع كلينا إلى التشاجر".
القاعدة الثانية: الخلاف السياسي لا يجب أن يفسد الحب
يعترف ستوسيل بأنَّ تصرُّفات الرئيس ترامب تُزعِج زوجته أكثر كثيراً مما تُزعجه هو، وكزوجٍ داعم لزوجته، يتقبَّل ستوسيل الأمر بهدوء.
وقال ستوسيل لهافينغتون بوست إنَّ زوجته تشكو من ترامب بين الفينة والأخرى، "ولا مشكلة لدي في هذا، نحن متزوجان منذ 20 عاماً ومن المستحيل أن يؤثر أي خلافٍ سياسي على حبي لها".
القاعدة الثالثة: لا تجعل الفوز في النقاش هدفاً
ظهرت ميندي ستادتميلر، الكاتبة بمجلة New York Magazine، وزوجها المؤيد لترامب، بات ديكسون، في فيديو بعنوان "دونالد ترامب يُدمِّر زواجي"، لكنَّهما يظلّان مُتزوِّجين وعلاقتهما جيدة للغاية.
ويرجع هذا، إلى إدراك كل منهما بأنَّ الفوز في نقاشٍ حول ترامب لا يقارن باستقرار حياتهما سوياً.
قالت ميندي: "نقاشنا لن يحدد مستقبل أميركا لكنه قد يُحدِّد مستقبلنا نحن".
القاعدة الرابعة: لا تأخذا السياسة معكما إلى السرير
اجتازت أليسيا تشاندلر، وهي محاميةٌ ذات ميول يسارية تعيش في ولاية ميشيغان الأميركية، أربع انتخاباتٍ رئاسية مع زوجها المُحافِظ الداعم لترامب.
وخلال تلك الفترة، تعلَّما أن يتجنَّبا وضع شارات الحملات الانتخابية في باحة منزلهما، وتقول "لسنا بحاجةٍ لأن نُعلِم الحي كله بخلافنا"، وتعلَّما كذلك تجنُّب الحديث عن السياسة أو عن أخبار العالم غير المُستقِر قبل الذهاب إلى النوم.
ومن أجل الحفاظ على زواجها، تحاول أليسيا تجنُّب تصفُّح الشبكات الاجتماعية حينما يكونان في السرير.
ويُعَد الحديث حول أخبار اليوم مع شريكك أمراً مهماً، لكنَّ أليسيا تؤكِّد على أهمية تحديد أوقاتٍ باليوم لا يجري الحديث خلالها حول السياسة.
القاعدة الخامسة: تعرَّفا على التوجُّهات الأساسية التي تتشاركانها
مايكا لييدورف هي موظَّفة سابقة في الكونغرس، وهي مُحافِظة سياسياً ومتزوِّجة من شخصٍ ليبرالي، وحينما تبدو الفجوة بينها وبين زوجها كبيرة، تُذكِّر نفسها بأنَّهما يتشاركان أموراً أخرى كثيرة.
وتقول مايكا لهافينغتون بوست: "قد لا نتفق على كثيرٍ من السياسات المهمة، لكنَّنا نتفق على أنَّ محبة الناس ومحبة بعضنا بعضاً تعد أمراً أكثر أهمية".
القاعدة السادسة: قدِّرا تجربة الاستماع للطرف الآخر
في هذه الفترة شديدة الاستقطاب التي يمر بها العالم، يميل الناس الى التوجه الى وسائل الإعلام التي تُدعِّم مُعتقداتنا وتحيُّزاتنا المُسبقة.
لكن جوليا أرنولد، وهي زوجة لشخص محافظ سياسياً تقول إنَّ كوْنك متزوجاً من شريكٍ ينتمي إلى التوجُّه السياسي المعارض لك يُرغِمك على التفكير في آراء الطرف الآخر والاستماع إلى كل وجهات نظره.
واضافت: "من المفيد، وليس الضار، متابعة وقراءة مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام، أنا محظوظة لأن علاقتنا جعلتني أكثر انفتاحاً وأقل إصداراً للأحكام".