بطن أنجلينا جولي تغير مفاهيم أناقة ثقافة مهرجان «كان» السينمائي
غيرت النجمة انجلينا جولي كل الموازين في مهرجان «كان» الواحد والستين. فقد سرقت الأضواء، والسبب ليس سحر عينيها الأخاذ أو ابتسامتها المشرقة أو قدها الرشيق، بل بطنها المنفوخ.
نعم، فبطنها كان هو البطل بلا منازع، حيث لم تحاول إخفاءه بعد ان انكشف سر حملها بتوأم.
والطريف ان بطنها حصل على اهتمام اكبر مما حصلت عليه العارضة إيفا هيرزيغوفا، مثلا، التي ظهرت في فستان من تصميم دار كريستيان ديور رائع ولافت إلى حد الصدمة، لأنه اقرب إلى لباس بحر مكون من قطعة واحدة، مع تنورة من الدانتيل الشفاف الذي يكشف اكثر مما يخفي. في أي مناسبة اخرى، هذا الفستان سيكون هو حديث الساعة بلا شك، لكنه للأسف لم يستطع ان يكون في مستوى المنافسة مع بطن انجلينا جولي، الذي أصدر قراره بأن الجمال الحقيقي لا يحتاج إلى إبراز مفاتن الجسد حتى يبهر ويسرق الأضواء.
وقد علقت المصممة الأميركية، اللبنانية الاصل، ريم أكرا، التي ظهرت النجمة في أحد تصميماتها بأن «الأزياء المستورة يمكن ان تكون في غاية الاناقة والجاذبية»، وهو ما برهنت عليه انجلينا، بارتدائها قفطانا واسعا بأكمام بدت فيه وكأنها أميرة خارجة إلينا من أساطير اليونان القديمة.
ولا شك انها بأزيائها الرائعة التي تركز على الاناقة وليس على كشف المستور، غيرت ثقافة كاملة، حيث ان مهرجان كان منذ بدايته المسرح الذي تحاول فيه النجمات المبتدئات ان يجذبن الانظار بأي شكل وأي ثمن، حتى وإن كان هذا الثمن ظهورهن عاريات لإحداث أي نوع من الصدمة التي تنتهي بهن على صفحات الجرائد والمجلات. ففي عام 1953 مثلا حضرت المهرجان ممثلة فرنسية مغمورة اسمها بريجيت باردو بلباس بحر، فتحولت بين ليلة وضحاها إلى اسم عالمي. وفي عام 1954 حاولت الممثلة سيمون سيلفا ان تتفوق عليها بأن خلعت امام انظار المصورين وعدساتهم القطعة العلوية من لباسها البحري المكون من قطعتين، فكانت الصدمة، وكانت الدعاية المجانية التي ظلت تتوخاها وتحلم بها، حيث احتلت صورتها هاته مساحة لا يستهان بها على صفحات المجلات والصحف.
ومنذ ذلك الحين، اصبحت هذه الأمور بمثابة تقليد تعتمده المبتدئات الطامحات للشهرة كل سنة، وإن كانت بعضهن يتحججن بالحر أحيانا. انجلينا لا تحتاج إلى دعاية، لأنها مشهورة، ولا تحتاج ان تبذل أي جهد لكي تلفت الأنظار، فهي فاتنة باعتراف الأغلبية، لكنها بحملها قلبت المتعارف عليه في مهرجان «كان»، باعتمادها اناقة متزنة وواسعة، تليق بحرارة الريفييرا وتناسب جسما يحضن توأماً.